مايكل فارس
• هناك دول ترعى الإرهاب وتمول مسلمين مصريين لإرهاب الأقباط.
• هناك عقليات متعصبة تغلغلت في أجهزه الدولة كلها.
• أطالب بتدويل قضية الأقباط ورفعها أمام محكمة العدل الدولية.
• قلت للرئيس... هل أصبح المصريون هم المسلمون والفلسطينيون فقط والأقباط لا؟
• ليس مستبعد أن يتم قتل بطرس غالي وزير المالية على أيدي مسلم متعصب.
حوار: مايكل فارس – خاص الأقباط متحدون
نسيم كامل شحاتة "رئيس جمعية الشباب القبطي الفرنسي" يتحدث لـ"الأقباط متحدون" ويفتح النار على النظام المصري ومحاولته لإحباط نشاط أقباط المهجر لعدم قيام مظاهرات؛ ويرى نسيم أن أقباط المهجر هم الذين نشروا أكاذيب الحكومة المصرية وكشفوا مخططها في اضطهاد الأقباط ؛ وطالب بتدويل قضية أقباط مصر وتقديم مضطهديهم لمحكمة العدل الدولية؛ وجدير بالذكر أن هذه الجمعية تم انشاءها لتوعية الشباب القبطي بفرنسا سواء المستقرين هناك أو القادمين لها بالملف القبطي وآليات التعامل معه، بالإضافة لتقديم خدمات ومساعدات للشباب القبطي بفرنسا.
** بالرغم من نشاط أقباط المهجر ونشاط المجتمع المدني خلال السنوات الأخيرة إلا أن حوادث العنف الطائفي والاضطاد الديني زادت. فكيف تري تلك المفارقة؟
* الجمعيات والمنظمات والهيئات والتي تشكل المجتمع المدني في مصر كثرت جدًا وعدد منظمات أقباط المهجر زادت أيضًا، ولكن بالرغم من ذلك النظام المصري لم يوقف اضطهاد الأقباط.
بالإضافة إلى أن هؤلاء الذين يقومون باضطهاد الأقباط من المسلمين تأتيهم معونات من الخارج، فمثلاً حماس وفتح بفلسطين كل منهم يأتيه معونات من الخارج للوقوف ضد بعضهم، فإيران وسوريا تدعم حماس ومصر وبعض الدول العربية تدعم فتح، وهو ما يحدث في مصر حيث تأتي أموال من دول ترعى الإرهاب مثل السعودية وغيرها وتعطيها لمسلمين مصريين للقيام باضطهاد الأقباط، ويقومون بتجنيد الكثيرون لإرهاب الأقباط، ويقومون بعملية غسيل مخ لعقولهم وأنهم سيدخلون الجنة وسيلتقون (بحور العين).
وكما رأينا العام الماضي عندما قام مجموعة شباب بقيادة سيارة مفخخة أمام كنيسة السيدة العذراء وما حدث في دير أبو فانا، فقد وصلت الأمور للهجوم على الاديرة.
** وهل للنظام المصري والحكومة والمسئولين يد في هذا؟
* تمويل الجماعات الإسلامية من الخارج يأتي بتشجيع ومباركة الحكومة وعلم رئيس الجمهورية والأجهزه الحكومية، وهي تريد ذلك لأن داخل هذه الأجهزة عقليات إسلامية متطرفة نشأت في عصر السادات ذلك العصر المتعصب ضد الأقباط، وتقلدوا وتدرجوا في المناصب الحكومية والأجهزة الحساسة بالدولة وهم بنفس عقليتهم، لذا فهم يعرفون الجهات التي تمول ولكن ذلك يتماشي مع عقليتهم.
** هل هذا يفسرالتحالف الضمني بين الإخوان والنظام؟
* بالتأكيد.. وقد حدث أثناء الانتخابات الرئاسية الأخيرة 2005 اتفاق بين الإخوان والنظام، بحيث يترك النظام مجلس الشعب للإخوان ويتركون هم الحكم للنظام، وكان الإخوان يتعرضون للمسيحيين بالضرب بالجنازير في الإسكندرية لإجبارهم على انتخابهم في صمت غريب من الأمن لا يفسره إلا تحالف بينهم، وقد تغلغل الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية في كنف النظام فتجدهم في والوزراء والنقابات والقضاء.
** هل استطاعت المنظمات القبطية في الخارج نشر وتوعية العالم باضطهاد الأقباط في مصر؟ أم أنها أخفقت في نقل الصورة الحقيقية عما يجري؟
* لولا المنظمات والهيئات القبطية بالخارج لما عرف العالم اضطهاد الأقباط في مصر، خاصة في ظل تعيم إعلامي حكومي شديد والنشاط القبطي كان محدود للغاية في مصر وفي أوروبا وأمريكا وكندا، فمنذ 30 عام لم يتجاوز عدد المنظمات القبطية في الخارج 4 أو 5 منظمات، أما الآن فتقريبًا في كل دولة أوروبية وكل ولاية أمريكية، وبدأ نشاطهم يقوى ويتحدوا ونشاطهم أصبح يصل للأنظمة الأوروبية والكونجرس والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمسئولين والوزراء في أوروبا وأمريكا، خاصة مع انتشار الإنترنت والجرائد الإلكترونية والجرائد المستقلة التي تنشر كل تفاصيل هذه النشاطات وتروج لها، والتي تعد بمثابة آلية ضغط وقوة لنشاط أقباط المهجر، واستطاعوا أن يروجوا للقضية القبطية في كل أنحاء العالم.
والأهم أن المظاهرات التي تقوم بها المنظمات القبطية بالخارج استطاعت أن تغير مجرى تفكير النظام المصري، وتعد هذه المظاهرات آلية ضغط دولية عليه للنظر في قضايا الأقباط.
** هل تعتقد أن الأمن والمخابرات المصرية حاولت تفتيت هذا النشاط لإجهاض قيام مظاهرات قبطية وعدم ترويج الملف القبطي بالخارج؟
* سؤال صعب جدًا وإجابته أصعب.. حيث قام الأمن المصري والمخابرات المصرية بمحاولات كثيره لاختراق هذه المنظمات القبطية الموجوده بالخارج لتفتيتها، وإن لم يستطع اختراقها يحاول استئناسها، وتأتي طريقة الاصطياد عن طريق السفارات المصرية في الخارج وجمعيات رجال الأعمال التي تتبعها، حيث ينضم لها الكثير من الأقباط فيتم اصطياد بعض منهم ووضع تسهيلات لشركاتهم وأعمالهم ووظائفهم في مقابل أن يقوموا بتخريب أي مظاهره قبطية أو مسيرة احتجاجية، فهؤلاء أشبه بيهوذا ويسعون لمصلحتهم أكثر من القضية القبطية، ويبدأ الأمن المصري معهم بالود واللين وبعدها يتغلغلوا لهم ويأمروهم بتخريب المظاهرات والمسيرات القبطية بالخارج، وذلك لتشتيت الهيئات القبطية بالخارج وإضعافها أمام البلد الموجودة بها.
وقد حدث ذلك في إحدى مظاهرات فرنسا اللأخيرة بعد أحداث نجع حمادي؛ حيث جاء بعض من هؤلاء المخربين لتخريب المظاهرة التي نقوم بها وللأسف منهم رجال أعمال وقاموا بالاعتداء على أحد منظمي المظاهرة....
والمظاهرات في الغرب منظمة فهناك مسئول أمن وهناك مسئول عن اللافتات وآخر عن التنظيم وآخر عن الهتافات وهكذا، فجاءت هذه المجموعة التي تريد تخريب المظاهرة واعتدت على أحد منظمي المظاهرة وقالوا هتافات أخرى غير المُتفق عليها ومنها شتيمة الرئيس، حتى يتم إلصاق هذه الهتافات إلينا نحن كمسئولين عن المظاهرة، فيتم إحراجنا أمام السلطات الفرنسية والمصرية معًا لنظهر بصورة همجية فلا يتم التصريح لنا بعمل مظاهرات أخرى.
والقاعدة أن المنظمات القبطية متماسكة ولن يستطيع أحد من الأمن المصري اختراقها، لإيمانهم بالقضية التي يسعون لأجلها، ولكن هناك استثنائات في أي قاعدة، وللاسف وقع العديد من الأقباط في شرك الأمن والمخابرات المصرية، وأقول ذلك لأدق ناقوس الخطر أمام باقي النشطاء الأقباط ليحترزوا من هؤلاء المخربين.
** وما اسم ذلك الشخص الذي حاول إجهاض هذه المظاهرة؟
* أعذرني من ذكر اسمه ولكن حروفه (م.ش)، وهو معروف للشعب القبطي بفرنسا، والكارثة الكبرى أن أصوله من نجع حمادي.
** هل تعتقد أن أقباط مصر يحتاجون لمساعدة حكومات خارجية؟
* نعم.. وفي مؤتمر فيينا نوفمبر 2009 لمنظمات حقوق الإنسان الدولية تحدثت لرئيس المؤتمر وقلت له أنكم ترسلون لغزة بفلسطين آلاف الأطنان من الغلال والمساعدات والإعانات ومئات الملايين، فلماذا لا ترسلون إلى أقباط مصر لما يعانوه من اضطهاد على أيدي النظام المصري؟ فهناك مئات بل وآلاف العائلات القبطية بلا عائل لها بسبب فقدان رب الأسرة بسبب اضطهادات وقتل وتشريد من الوظائف ووضعهم كمواطنين درجة عاشرة.
لذا طالبت المؤتمر بإرسال معونات لمصر سواء كساء أو أدوية أو أموال مثله مثل شعب غزة ودارفور، وتقوم لجان أوروبية بأخذ هذه المعونات وتسليمها يدًا بيد للأقباط حتى لا تأخذها الحكومة المصرية وتدّعي كذبًا أنها أعطتها للأقباط.
والنقطة الأخرى والأهم أن هناك كثير من الشعوب المضطهدة في بلادها رفعت قضايا أمام محكمة العدل الدولية مثل دارفور، وعندما قررت المحكمة الدولية محاكمة البشير رغمًا عن أنفه قام بتعديل سياسته في السودان، لذلك طالبت منظمات حقوق الإنسان الدولية برفع قضية الأقباط لمحكمة العدل الدولية ومحاكمة المسئولين المصريين من أكبر رأس لأصغرها وتقديم الجناة الذين قتلوا الأقباط وحرقوا كنائسهم وهدموا أسرهم للمحاكمة ومحاكمة المسئولين في النظام بسبب تواطئهم مع هؤلاء الجناة.
** بعد مقتل قبطي أو حرق كنيسة يكون تفسير الأمن وتحريات المباحث أن الجاني مختل عقليًا.. فكيف ترى ذلك؟
* هذه كارثة بكل المقاييس، فلو أصدر الرئيس مبارك أوامره بالقبض على الجناة ومن وراءهم ومحاكمتهم محاكمة عادلة ستكون النتيجة الفورية أن تخاف طيور الظلام كلها ولن يجرؤ أحد على الاعتداء على الأقباط، ولن يجرؤ ضابط أن يزوّر الحقيقة ويدعي زورًا أن الجاني مختل عقليًا.
** الكرة أم الأقباط أهم بالنسبة للنظام المصري؟
* الكرة أهم بكثير من الأقباط في مصر خاصة بالنسبة للحكومة، فبعد أن فاز المنتخب المصري وأخذ لقب البطولة مباشرة قام الرئيس بتهنئة المنتخب وتكريمه، ونتظيم احتفالات في جميع أجهزه الدولة، ولكن عندما تم قتل الأقباط ليلة عيدهم وتحويل فرحهم إلى "مأتم" لم يقم الرئيس بعدها بتعزيتهم أو منع الاعتداء عليهم، بل ألقى كلمة قصيرة في أحد الأعياد بعدها، وكأن فوز مصر في الكرة هو الأمن القومي المصري وقتل المسلم للمسيحي لا يمس الأمن القومي ولا يهدد وحدة أو سلامة البلاد. وحرق الكنائس عادي فلا مشكلة... هذه مهزلة.
** هل تعتقد أن الرئيس مبارك غير مدرك لحجم مشاكل الأقباط ومعاناتهم؟
* عندما يقوم أي وزير بافتتاح أي مشروع دائمًا يُقال "على حسب توجيهات السيد رئيس الجمهورية" فما معنى ذلك؟ معناه أن كل كبيرة وصغيره يعرفها، وهو يعرف المشاكل التي بين الأقباط والمسلمين منذ أن كان في الجامعة وعندما دخل الكلية الحربية وعندما قاد سلاح الطيران، لأنه عاش في كنف السادات وكان نائبه بعد حرب 1973 وكان يعيش قرارات السادات وكان يرى كيف أنه أطلق العنان للجماعات الإسلامية والإخوان لتدمير وحدة الشعب المصري، إذًا مشاكل الأقباط والمسلمين ليست بعيده عنه، فهو يعلمها جيدًا.
** إذا أردت أن توجهه كلمة للرئيس مبارك.. فماذا تقول له؟؟
* لقد وجهت بالفعل كلمة له في مظاهرات جمعية الشباب القبطي الفرنسي بفرنسا، حيث أرسلت نداء للرئيس مبارك وقلت أنه حلف اليمين أثناء توليه الرئاسة وحلف على حفظ الأمن والأمان للشعب المصري، فهل الشعب المصري هو المسلمين فقط؟ أم أنه أصبح المسلمين والفلسطينين والأقباط لا؟
وأرسلت نداء للسيدة سوزان مبارك قلت لها أنها أخذت ميداليات دولية وشهادات عالمية وأنها راعية الطفل والمرأة في مصر وأنها دائمة الزيارات للمستشفيات والأحداث والمناطق المنكوبة، فلماذا لم تذهب لنجع حمادي لتجفيف دموع أمهات وأبناء الأقباط الذي انقلب فرحهم إلى حزن؟
كما وجهت نداء ثالث لجميع رجال القانون سواء محامين ومستشارين سواء داخل مصر وخارجها لتدويل قضية الأقباط ورفعها أمام محكمة العدل الدولية.
ما يحدث الآن هو مهزلة في التاريخ المصري، والمسئولون لا يعرفون ولا يدركون أنهم لايحرقون الأقباط فقط بل مصر كلها.
** وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب قال أن سياسة بطرس غالي وزير المالية مكروهة ومن المحتمل قتله مثل جده. فهل ترى أنه من الممكن اغتيال وزير قبطي في هذه الظروف المشحونة بالتوترات الطائفية؟
* إذا كان هناك مسلمون اغتالوا من وقفوا مع الأقباط وحقوقهم مثل المفكر الكبير فرج فودة وحاولوا قتل نجيب محفوظ، فهل لا يقتلون قبطي خاصة وإن كان وزير؟ هل سيستخسرونه في الموت؟ بالطبع لا.. ومن المحتمل أن يتم قتله على أيدي متعصب مسلم خاصة في ظل سياسة التحريض الذي اتبعه مجلس الشعب وزيادة العنف الطائفي في مصر؛ وعندي سؤال.. بعدما خرج هذا التصريح من وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي.. أين دور أجهزة الأمن؟
http://www.copts-united.com/article.php?A=14217&I=357