ميرفت عياد
بقلم: ميرفت عياد
أكد مصدر مسئول بوزارة التضامن الاجتماعي في آواخر الشهر الماضي أن الحكومة تستعد لرفع الدعم عن رغيف الخبز واستبداله بدعم نقدي يُضاف إلى رواتب الموظفين، وعلى بطاقة الأسرة لغير الموظفين، وتعميم هذا على جميع محافظات الجمهورية، معلنًا أنه سيتم البدء في تنفيذ هذه الخطوة، بدءًا من أول يوليو المقبل، وأن سعر رغيف الخبز سوف يتم بيعه بعشرين قرشًا، مشيرًا إلى أن الحد الأدنى لهذا الدعم النقدي المزعوم سيكون 120 جنيهًا بالنسبة لكل مواطن.
وأقول في هذا أفلح إن صدق، لأنه لو لم يتم تنفيذ ذلك الأمر، فإني أبشركم بثورةٍ مؤكدة للجياع، لأنه وبحسبةٍ بسيطة لأسرة مكونة فقط من خمسة أفراد، سنجد أن المعادلة ستكون كالتالي: "5 أفراد ×3 وجبات × 1 رغيف لكل فرد = 15رغيفًا فى اليوم × 20 قرش = 3 جنيه في اليوم × 30 يوم = 90 جنيه في الشهر"، هذا طبعًا في حالة "ربط الحزام على الوسط"، حتى لا يشعر أفراد الأسرة بالجوع، وأنهم لن يأكلوا ما يسد رمقهم، خاصة في ظل غياب السلع الترفيهية، من لحوم وفراخ وأسماك، فكانوا يستعيضون عن كل هذا بكمٍ أكبر من العيش، ليعطيهم طاقة على مواصلة رحلة الشقاء في تلك الحياة، لكن الخبز أصبح اليوم في بلادنا العزيزة من السلع الترفيهية، لأنه إذا أكل الفرد رغفين في الوجبة الواحدة، أو كان عدد أفراد الأسرة أكثر من خمسة أفراد، فسوف تتضاعف الميزانية السابقة إلى حوالي 200 جنيه فقط لشراء خبز "حاف"، أي ما يُوازي حوالي نصف دخل شريحة عريضة من المجتمع.
حقًا.. إنني أشفق على هذا الشعب "الغلبان" الذي يُعاني الآمرّين من توفير احتياجاته الاساسية، لذلك، فهذه الخطوة من قِبل الحكومة سوف يكون لها تأثير سلبي على المواطن المصري، خاصة في ظل تلاعب التجار، ورفع أسعار السلع الرئيسية مثل "السكر واللبن والمكرونة والأرز على سبيل المثال.
وإني لأرى أن هذه الخطوة هي الحلقة الأولى لمسلسل تخلي الحكومة المصرية عن التزاماتها الاجتماعية، وبداية لجس نبض الشارع المصري، لتكتمل باقي خطوات رفع الدعم عن السلع التموينية، والتأمين الصحي، وعن توفير فرص العمل والمسكن.
وأتساءل: "أليس هذا يُمثل انتهاكًا لالتزامات الدولة المصرية بموجب تصديقها على العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والذي يؤكد على تعهد كل دولة بتوفير مستوى معيشي مناسب وعمل وسكن لأفراد شعبها، وأن توفر لهم ما يفي بحاجتهم من الغذاء والكساء والمأوى، وبحقهم في سعيها الدائم لتحسين ظروفهم المعيشية، وليس التخلي عنهم لشبح الجوع والفقر الذي من المؤكد أنه سيساعد حتمًا على انتشار الجريمة بصورة قد تعجز معها أجهزة الدولة عن السيطرة عليها".
حقًا نحن في انتظار لطفك يارب بهذا الشعب المسكين الذي يقع وسط مثلث الرعب، وهو الفقر والجهل والمرض، لتكتمل بهم منظومة الجريمة والعنف والإرهاب.
http://www.copts-united.com/article.php?A=14144&I=356