جرجس وهيب
بقلم: جرجس وهيب
أصبح ضحايا حوداث الطرق بمصر أكثر من ضحايا بعض الحروب، وتعتبر مصر الأولى عالميًا في عدد الحوادث، فلا يمر يوم إلا ويكون هناك حادث واثنين وثلاثة -وهو ما ترصده الصحف- وهناك العديد من الحوداث التي لا ترصدها الصحف، فمنذ عدة سنوات كانت تنشر حوداث الطرق بالصفحات الأولى للصحف المصرية وأما الآن ولكثرة الحوداث فتنشر بالصفحات الداخلية.
واستوقفنى خبر صغير نُشر بجريدة الجمهورية بصفحة داخلية يوم الخميس الماضي عن حواداث الطرق يقول الخبر(107 قتلى وجرحى في نزيف الأسفلت.. مصرع أسرة في الإسماعيلية.. إصابة 49 تلميذًا بالمنوفية)، في يوم واحد فقط بلغ عدد القتلى 12 والجرحى 95 خبر مفزع ومخيف، ومع هذا هناك برود وعدم اكتراث في التعامل مع المشكلة، فعندما يُقتل شخص أو شخصين في فلسطين -مع رفضنا الكامل للمماسارت الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني- تقوم الدنيا ولا تقعد في مصر ونرى المظاهرات تشتعل في الجامعات، في حين أن هناك عشرات القتلى والجرحى من جراء حوداث الطرق دون أن يكون يكون أي تحرك رسمي وشعبي.
ولحوداث الطرق أسباب كثيرة وعديدة ومسئولية مشتركة ما بين الدولة ممثلة فى وزراة النقل ووزارة الداخلية (إدارات المرور) وما بين السائقين.
أول هذه الأسباب هو سوء حالة الطرق وعدم صيانتها بشكل دوري وعدم توفر عوامل الأمن بالطرق من علامات إرشادية واستراحات وأغلبها غير مزود بأي خدمات وخاصة الطرق الصحرواية، كما أصبحت هذه الطرق لا تتناسب مع عدد السيارات والتي تتزايد بشكل كبير سنويًا بالإضاقة إلى تحديث السيارات بشكل مستمر وأصبحت لا تتناسب مع الطرق في مصر، ووقوع عدد كبير من الطرق على مداخل المدن والقرى وخاصة في محافظات الصعيد مما دفع أهالى القرى بعمل مطبات صناعية عشوائية بعد رفض هيئة الطرق تنفيذ المطبات، فأدى وجود المطبات إلى حوداث أكثر من ذى قبل، خاصة وأنه لا توجد أي علامات إرشادية تشير إلى هذه المطبات، كما يلعب ضعف الرقابة المرورية على الطرق وانتشار الرشاوى بشكل كبير بين صغار رجال المرورعامل أساسي في زيادة الحوداث، فضلاً عن سير سيارات النقل الثقيل بجوار السيارات الصغيرة مما يؤدي إلى حوداث بشعة تختفي فيها معالم السيارات الصغيرة فما بالنا بمن كانوا بداخل السيارات، كما أن عدد كبير من السيارات التي تعمل وخاصة على خطوط النقل الداخلي قد انتهى عمرها الافتراضي ولا تصلح للسير، وسير سيارات الفلاحين والسيارات الكارو والجرارات على الطرق السريعة وخاصة الزراعية وعدم صيانة السيارات بشكل دورى ومراجعة حالة السيارات قبل الرحلات الطويلة.
كما يأتي العنصر البشري كأحد أهم أسباب الحوداث، فأغلب سائقي السيارات وخاصة سيارات النقل الثقيل يتعاطون المخدرات أو على الأقل الحبوب المنبهة لتساعدهم على عدم النوم، فضلاً عن رعونة عدد كبير من السائقين وتخطى السرعات المقررة والتحدث في المحمول أثناء القيادة.
ولتقليل حوداث الطرق لا بد تفعيل كل بنود قانون المرور وتشديد العقوبات على السائقين المخالفين ووجود لجان طبية مع حملات المرور لأخذ عينات بصفة دورية من السائقين -وخاصة سائقي النقل الثقيل- للحد من تعاطي المخدرات التي تنتشر بشكل مفزع بينهم، وإلغاء رخصة القيادة لمن يكرر عدد من المخالفات -كما هو متبع بالولايات المتحدة الأمريكية-، والقضاء على الرشوة والمحسوبية في الحصول على رخص القيادة وازدواج كافة الطرق وتوسعة الطرق وتكثيف الحملات المرورية على الطرق، وتخصيص طرق للنقل الثقيل وطرق للسيارات الصغيرة ومنع مرور النقل الثقيل داخل المدن ومنع مررو الجرارات والعربات الكارو على الطرق السريعة، وإلغاء السيارات القديمة التي مضى على صنعها أكثر من 30 عام.
كما يجب على المواطنين إبلاغ إدرات المرور بأسماء وأرقام السيارات المخالفة والتي يستهين فيها السائقون بحياة المواطنين.
http://www.copts-united.com/article.php?A=14118&I=355