هل مصر دولة عنصرية...... !!!؟؟؟

د. فوزي هرمينا

يُقاس مدى تحضر وتقدم ورقي الدول بمدى احترام هذه الدول لشعوبها ورعاياها بغض النظر عن الجنس واللون والدين.. ففي الدول الديمقراطية الليبرالية العلمانية المحترمة على قدر الفرد ما يعطي دولته من واجبات على قدر ما تعطيه دولته من حقوق... والمعيار الوحيد هو (الكفاءة) فقط لا غير.....؟
ولكن للأسف عندنا كل شيء مميز بدأ من الدستور حتى قماش الكستور... التعليم المميز والدين المميز والوظائف المميزة والقانون المميز والتفصيل حتى الأوكسجين الذي نستنشقه أصبح مميز..؟
فمثلاً الدستور في مادته الثانية يفرق بين أبناء الوطن الواحد على أساس المعتقد والدين حيث جعل للدولة دين رسمي معين وهو الإسلام وكل الامتيازات لأبناء هذا الدين أما أبناء الأديان الأخرى فهم ليسوا بمواطنين ولكنهم رعايا ذميين...... وهذه المادة نسخت وجبّت وحجبت كل مواد الحريات والمواطنة المنصوص عليها في الدستور لأن هذه المادة اللعينة تعلوا ولا يعلوا عليها كما قال رئيس البرلمان المصري.
كذلك التعليم فهناك العام والديني الأزهري، فالتعليم الديني الأزهري بالرغم أنه ممول من خزينة الدولة ومن دافعي الضرايب التي يمثل 40 % من دافعيها مسيحيين وبالرغم من ذلك المواطن المسيحيين محروم تماماً من دخول كليات الطب والهندسة والصيدلة بجامعة الأزهر بالرغم من مجموعة وكفائتة يؤهله للدخول في هذه الكليات الأزهرية ولكن المانع الديني يقف حجر عثرة أمام الطالب المسيحي..!! ولا توجد جامعة على مستوى العالم تقبل طلابها على أساس التمييز الديني وليس على أساس الكفاءة إلا جامعة الأزهر العنصرية..!!؟؟
* تعترف الدولة بتحول المسيحي إلى مسلم ولا تفعل العكس..!! لماذا؟؟ لأنها لا تحترم فكرة وحرية ثقافة الاختلاف والتنوع.... حرية الدخول إلى الإسلام فقط أي في اتجاه واحد وما عدا ذلك فهو من الشرير وجزّ الأعناق.... !!!!
* ولماذا تضع الدولة القيود على بناء الكنائس فقط وفقط لا غير ولا تريد حتى تنظيم بناء المساجد العشوائي ولا عمل قانون موحد لبناء دور العبادة......!!!! هل لأنها دولة بلا تصميم حديث... أي دولة دينية عنصرية متخلفة.
* نظام حاكم يريد حماية نفسه فقط بمغازلة الأغلبية الدينية فتراعيها على حساب الفئة الأخرى المسيحية مهما كان الثمن...... فلا يستطيع أي موظف في الإدارات الحكومية تنفيذ القانون الذي يمنع (مكبرات الصوت) ميكرفونات الجوامع التي تسبب التلوث السمعي والبصري ومصدر إزعاج للمرضى والمواطنين.... بينما يمنع تجديد (جلدة حنفية) في دورة مياه داخل الكنيسة...؟ فهل اضطهاد أصحاب الديانات الأخرى واستضعافها واحتقارها شعوراً بالقوة.....!!!؟؟؟؟ خبراء الطب النفسي يقولون... أنه شعور بالدونية والضعف.
نتيجة لكل هذا يشعر غالبية المسلمين أنه لكي يكون مخلصاً لدينه لا بد أن يلقي الأقباط في البحر...؟؟
هذا قليل جداً من كثير.. فهل نحن دولة متحضرة أم عنصرية؟؟ أرجو الإجابة.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع