ميرفت عياد
كتبت: ميرفت عياد - خاص الأقباط متحدون
إن مفهومنا للثقافة تجاوز قضية المسرح والأدب والإبداع واتسع ليشمل الحياة بكل مواردها، هذا ما استهل به دكتور محمد صابر عرب "رئيس الهيئة العامة للكتاب" كلامه في الندوة التي أقيمت مع فاروق حسني "وزير الثقافة المصري" في ختام فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب.
حيث قال الوزير في بداية اللقاء أن الحديث عن الثقافة لا يمكن أن تحيط به رأس واحدة، لأنها مسألة نسبية فلكل شخص رؤيته ومعارفه التي يؤثر بها على المجتمع، تبدأ من حب الإنسان للمعرفة والابتكار وتنتهي برحابة لا يمكن أن نحيط بها بشكل أو بآخر.
وأكد على أن الوزارة مسئولة عن النشاط والحركة الثقافية أما الثقافة نفسها فهي مسئولية الشعوب بأكملها، وهي السلوك الحضاري للبشر ومحصلة لكل تجربته ورؤاه وكل ما قابله في الحياة سواء كان عقلانيًا أو عاطفيًا أو غير ذلك.
المجتمع المصري يستطيع تصدير كل فنون الثقافة
وقال حسني إن مصر دولة متنوعة امتصت كافة الحضارات التي جاءت عليها لتقدم حضارتها الخاصة، مشيرًا إلى أن الحضارة المصرية القديمة قدمت طرحها في الأدب والعمارة والفكر والفنون والموسيقى وكافة الفنون، لذلك فالمجتمع المصري يستطيع تصدير كل فنون الثقافة.
وعن دور الوزارة أشار إلى أنها تقوم بتوفير العُدة والعتاد الثقافي للمجتمع، وتوفير البنية التحتية وهي الآلة الضخمة التي تضخ الثقافة التي ينتجها المجتمع، ولكن وزارة الثقافة لا تنتج ثقافة ووظيفتها اختيار العناصر الجيدة من الإنتاج الثقافي كي تقدمها للمجتمع، مؤكدًا على ضرورة أن تقوم الدولة بالبحث عن رموز جديدة في كافة العمل الثقافي. ولذلك فإنه عندما يتحدث أحد عن تراجع ثقافي تشهده الساحة فهذا ليس صحيح لأنه تراجع إبداعي وليس ثقافي.
وذكر حسني أن مصر في حاجة لإيجاد المحرك الثقافي وهو أهم عنصر، لأنه يدرك ويتفحص الموجود في المجتمع لكي يقدمه، وهذا يحتاج لتربية كوادر ثقافية تضع البرمجة الثقافية بتصورات معينة وهذا موضوع علمي أكثر منه أدبي أو فكري، مؤكدًا على ضرورة اختيار هذه الكوادر بجدية بعيدًا عن المحاباة وهذا يعطي للثقافة حقها.
إيقاظ التراث المصري وزيادة الوعي لدى المجتمع
وأكد الوزير أنه منذ توليه المسئولية شرع في تنفيذ خطة أخذت منه فترة طويلة حتى يتم تنفيذها وتم فيها عمل بنية تحتية تحقق ما يمكن تخيله، فتم إنشاء المكتبات ومراكز الإبداع وغير ذلك والتي تحتاج في تمويلها إلى ميزانية كبيرة، مع الأخذ في الاعتبار أن جميع الحكومات في العالم تعتبر الثقافة مجرد فعل زائد عن الحاجة ولكن في مجتمعنا لا بد من تدخل الدولة لأن طباعة الكتب وإنشاء المسارح وغير ذلك أشياء مكلفة
وأشار إلى أن الثقافة ليست مثل التليفزيون تستطيع أن تدخل كل بيت ببساطة، وكان القرار بتطوير البنية الثقافية في العاصمة في بداية الأمر لأن الحالة الثقافية للقاهرة كانت متردية ولم يكن فيها معقلاً لتقديم أي شيء، وأضاف أنه تم إنشاء 540 قصرًا للثقافة، واستعادة القصور المهدمة وتمت إقامة المسارح في الأقاليم مع الاهتمام بالمجتمع المدني ومنظماته الثقافية، كما ارتفعت قيمة التفرغ التي تمنح للمبدع بنسبة عالية حتى يكون هناك إبداع حقيقي، وتم إيقاظ التراث المصري وأصبح هناك وعي لدى المجتمع حتى يطرح الكثير من الأشياء داخل قيم المتلقي.
وأوضح أنه تم وضع المشروعات العملاقة، فتم التخطيط لأكبر متحف في العالم، وإنشاء متحف الحضارة، وتم إحياء القاهرة التاريخية وسيتم قريبًا افتتاح الجزء الأكبر من شارع المعز الذي يحتوي علي 33 أثرًا. بجانب إنشاء مكتبات في القرى النائية والتي وصلت إلى 120 مكتبة.
قال الوزير: إن التحدي هو أعظم قيمة يهديها الإنسان لمجتمعه وأنه لا يجب أن نصدق من يقول بأن البساط الثقافي يسحب من تحت مصر، فكيف يمكن هذا ولدينا 120 متحفًا، وهذا يدل على أن مصر متقدمة ثقافيًا، وما يحدث من تراجع إنما هو تقصير من مبدعيها.
وعن السبب في انحسار الثقافة المصرية أكد الوزير علي أن الثقافة عملية إبداعية تبدأ بالتعليم ولا بد أن تتكاتف فيها كافة الوزارات. وتحدث عن مشروع القرن بترجمة 2000 كتاب برغم صعوبة المسألة التي تدور في فلك 27 لغة وحق الملكية الفكرية، مشيرًا إلى مشروع طه حسين الذي طمح لترجمة 1000 كتاب ولم يقدم سوي 600 كتاب فقط.
http://www.copts-united.com/article.php?A=14072&I=354