نسيم عبيد عوض
بقلم: نسيم عبيد عوض
كان واضحا منذ لحظة سقوط أولادنا فى شوارع نجع حمادى برصاص الكراهية والغدر وحتى يومنا ان هناك إستنكار ورفض لما حدث من كل الأطراف والإتجاهات فى مصر والخارج , ولو استرجعنا ماكتب أو ماقيل سواء فى مؤتمرات او مناقشات وحلقات مذاعة , انه لا يوجد على أرض مصر من لم ينزعج أو اظهر خوفة على مصر بل وعلى كل المصريين مسلمين وأقباط, حتى ان رد الفعل الذى اتانا من العالم الخارجى كان ملموسا ومحسوسا هذة المرة,
وهذا مايجعلنا نقرر عدة نقاط مهمة لابد ان نتفق عليها للعودة بالمجتمع المصرى لسلامة وامانة:
1- ان فكرة ورود عوامل من الخارج تشعل نيران الفتنة بين شعب مصر أمر غير مقبول تماما , حقيقة ان هناك بعض الكارهين لوحدة مصر وأمانها , ولكن الأمر الواضح ان دول العالم الخارجى يهمها ثبات واستقرار الأمن فى مصر للعديد من الأسباب ليست خافية على أحد فينا , وهاهو باراك أوباما لكى يخاطب العالم الإسلامى لوقف تيارات الإرهاب جاء الى مصر وتحدث منها ونال جائزة نوبل التى لا يستحقها بسبب خطابة فى مصر. 2
- ان نيران الفتنة والتعصب والكراهية التى ادت الى هذة المذبحة شئ لة جذور ممتدة , ولكنها اضرمت نيرانها منذ السبعينات وحتى الآن ولم تحاول الحكومات المتعاقبة ان تقترب منها خوفا على حياتها او مصلحتها وتركت مصر جالسة على قنبلة قابلة للإنفجار فى اى لحظة دون ان يمد احد يدة ليدخل الى الأعماق ويقضى على الجذور الرديئة التى خنقت الحياة فى مصر , ويشترك فى ذلك كل فئات المجتمع دولة وشعب.
3- ان الديمقراطية التى تمارس فى مصر هى ديمقراطية الكلام وليست بالأفعال , وحرية ظاهرية غير حقيقية , ديمقراطية الواجهات المغسولة والكراسى المتقدمة للصفوف بدون اى فاعلية تغير من الأمر شيئا , حتى اصبح انك تعود الى بيتك سالما امر موهوب من سلطة الدولة وليس حقا من حقوق المواطن فى مصر. , واصبحت عضوية مجالس الشعب بالوراثة وتمنح لمن لدية الأموال التى من بابها يجد مقعدا فى مجلسى الشعب والشورى , ولذلك تجد من لة نصف قرن من الزمان عضوا دائما , حتى ان الوجوه نفس الوجوة وبعقول تغطت بالصدأ من الخمول و الرتابة , والتى عملها مرهون بطابور الواقفين على باب رئيس الدولة وحكومتة , فمن اين لنا بديمقراطية حقيقية , فهناك فتحى سرور القابع على انفاس الشعب وليس فى حياتة خدمة واحدة قدمها للشعب, بل ان رياستة لوزارة التربية والتعليم هى التى ارست قواعد الفتنة وخرج من تحت جناحية كل الكوادر التى تشعل التيارات الإسلامية الإرهابية الآن فى مصر , ومازال الرجل فى منصبة , وكأن مصر اصابها العقوق والجفاف ليس فى تربتها بديلا عنة. 4
- الخطاب الدينى المستير موجود ولكن لا تمنح لة الفرصة ولا المساحة التى يتحرك منها , ولأن هذا العنصر مهم جدا لأن جذور الكراهية والتعصب لها اكثر 30 سنة تتشعب بين الشعب الواحد حتى اطفال المدارس زهور صغيرة بريئة زرعوا فى قلوبهم الحقد والكراهية , بثوا فى نفوسهم البغضة بدل الحب , واصبحنا نسمع من أطفالنا ان صديقة محمد قال لة لن أعود العب معك لأنك مسيحى كافر , ونسأل انفسنا كيف تركنا هذا ألأمر بدون تدخل الخطاب الدينى ان يصحح المفاهيم , ولكن العيب ليس فى رجال الدين سواء مسلمين أو مسيحيين بل فى إرادة الدولة , لأن هذا الخطاب الدينى كان مؤثرا فى حياة مصر ووحدتها وارجعوا معى الى ثورة 1919 ومابعدها .
ولأنة كان مؤيدا من رجال الحكم وليسوا ضدها , وفى نفس ا لوقت الخطاب الدينى المتطرف تركناة يعمل بصور متعددة ملتحفا بالدين والتدين السلفى , و فى خفية أحيانا وفى الظلام أحيانا أخرى باستخدام كل الوسائل المتاحة من جنس ومال وغرور المعيشة وحلاوة الدنيا ومظاهرها الخلابة , والدولة سعيدة بذلك انها قضت على الجماعات الإسلامية وتركت لجماعة الأخوان المسلمين يعملون فى سريتهم المعهودة حتى تحول الشارع المصرى كلة وليس جماعة واحدة الى فكر الجهاد وتكفير الآخر وحرق الشعور بالمحبة للجار , وطبعا هدفهم معروف بسبيل الوصول الى مقاعد الرئاسة , وغير معروف هل الدولة نائمة أو مغمضة ومسبلة عيونها ترى وتسكت. 5- تم عرض كل الحلول الوطنية فى الفترة الماضية لإجتياز الأزمة والخروج من عنق زجاجة الظلمة والبغضة والكراهية والتعصب , كتابات وأقوال وأحاديث بل وأشعار ومظاهرات تقدم حلولا من اجل المواطنة الحقة .
ولكن هل سمعتم عن عقد مجلس الشعب اجتماعا يشمل كل العناصر وسؤالها عن الأسباب وتقديم الحلول , هل سمعتم عن تشكيل مجلس الشعب للجنة تقصى الحقائق على غرار لجنة الدكتور العطيفى لكشف المستور , هل سمعتم بقرار رئاسى يوقف العناصر المشبوهة أو عن تشكيل محكمة شعب تحاكم الطائفية والتعصب وتنقى ألأجواء من رماد أفران الفتنة, لم نسمع , كلام وخطب ووعود , والحقيقة اننا فى فتر حاسمة تحتاج الى المسائلة والعدالة بحسم حتى نضع كل الأقدام على الطريق الصحيح الذى يفجر انوار الحرية والأمن والسلام والمحبة.خوفا على مصر وكل المصريين. الأمر يحتاج لكل الوطنيين يخرجون عن صمتهم فى لجنة وطنية تقدم وتناقش الجذور والمسببات وتقدم الحلول وتضعها الدولة موضع التنفيذ السريع , وأقول السريع لأن اى تهاون هذة المرة قد ييقظنا على نار مشتعلة ليس لأحدر المقدرة على إطفائها , فخوفا على مصر وحبا فيها لن نسكت حتى يتحقق لمصر الأمن والأمان والسلام الإجتماعى .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=13984&I=352