أنور عصمت السادات
بقلم: أنور عصمت السادات
الشباب هم ركيزة أي أمة وأساس نهضتها ورفعتها بين الأمم، ولا وجود لأي مجتمع إن غاب شبابه عن المشاركة في تنميته وتطويره والمساهمة في التغيير الجوهري لكل ما يؤدى إلى تفككه وانهياره.
وطالما أننا نعلم ذلك، وحكومتنا وحزبها حين يتحدثون عن الشباب ودورهم في تقدم المجتمعات نسمع منهم كلاما جيدًا ومنطقيًا، لكن على أرض الواقع –وهوالأهم- نجد خلاف ذلك تمامًا وكأن ما يقولوه شعارات محفوظة أو مجرد كلام أمام الرأي العام لكنه يفتقد الكيفية والمضمون.
نستطيع أن نقول وللأسف أن حكومتنا غيبت شباب مصر وقضت عليهم وصاروا ضحية سياسات أخرجتهم من دائرة المجتمع، حين أصبح المجتمع لا مجال فيه للمتعلم وغير المتعلم وإنما لأبناء الأثرياء ذوي السلطة والنفوذ أو لمن يمتلك الواسطة أو لمن يدفع أكثر، وكلنا يعلم أن هذه هي الحقيقة.
بالفعل ماذا تنتظر الحكومة من شاب أنهى فترة تعليمه وحصل على مؤهله الدراسي رسم لنفسه خطة لحياته بناها وفق طموحاته المستقبلية، وحين أراد أن ينخرط في مجتمعه وجد أنه لا مكان له فيه وأنه كان يرسم صورة فوق المياه بعيدة كل البعد عن الواقع؟
بعض الشباب ساعدته الواسطة أو الجانب المادي في أن يدفع ليحصل على الوظيفة التي يريدها ويحتل مكان غيره من الممتازين من أبناء الطبقة المتوسطة أو الكادحة، ولا شك أن بعض أبناء هذه الطبقة ما زال متمسكًا بأن يعمل وفق مؤهلاته وآخرين اندمجوا في أي مهنة أو اتجهوا للقطاع الخاص، والبعض الآخر لم يتمكن من هذا ولا ذاك فأصبح جليس المقهى ورفيق الشارع، والبعض الآخر رأى أنه لا مكان له في مصر فآثر الهجرة إلى الخارج وباع بعض ما تمتلك الأسرة أو رهن بيته وغامر بحياته وسلم نفسه لمنظمي رحلات التهريب، ليصبح ضمن ركاب السفن المتهالكة من وفود الهجرة غير الشرعية التي نعاني تبعاتها إلى الآن.
امتلأت الشوارع والمقاهي في مصر، وحالة من الغلاء وكثرة تكاليف الزواج... وماذا تتوقع حكومتنا من شاب لأسرة كادحة يريد مالاً إلا أن يسرق أو يقتل؟ فأصبحنا نسمع عن قتل وعنف غير مبرر بسبب جنيهات.
حتى إعلامنا المصرى يعتقد أنه يعالج ويسلط الضوء على قضايا هامة، لكن ما يحدث أن الشاب يخرج عن محتوى القضية المطروحة ويدخل السينما من أجل رؤية المشاهد الساخنة الذي أصبح إعلامنا يتناولها وبلا حرج، ونقول أننا نعاني أزمة أخلاق ومعاكسات وتحرش من قبل الشباب.
على أننى لم أكن أحب أن أتناول تلك القضايا خصوصًا ونحن نشارك الشباب المصري احتفالاته وانتصاراته, لكننى أعتقد أن علينا أن نواجه الحقيقة ونحاول أن نتلافى السلبيات بدلاً من أن أقول لكم كما يقول الكثيرون كلامًا مزرقشًا لا فائدة من وراءه, لكن كلنا ثقة بكم وبقدراتكم وإرادتكم وصبر جميل، فالأمل موجود ولن تستمر الأمور كما هي، وكلنا نعلم جميعًا أن دوام الحال من المحال. وإن كان الوضع المصري الحالي جعل الحياة أمام الشباب ليل مظلم، فبعد الليل يأتي النهاربضوئه فيبدد تلك الظلمات.. وما نراه اليوم من انتهاكات -ليست في حقوقكم فقط ولكن في حقوق كل المصريين- مصيرها إلى زوال.
وأمنيتي أخيرًا لكل شاب أن يجد في وطننا ما يرضيه بالعلم والعمل والإيمان.
وكيل مؤسسي حزب الإصلاح والتنمية
info@el-sadat.org
http://www.copts-united.com/article.php?A=13906&I=350