ميرفت عياد
كتبت: ميرفت عياد – خاص الأقباط متحدون
إن القاهرة التاريخية تضم مجموعة ضخمة من الأبنية التراثية، وهي متحف مفتوح، لذلك يجب المشاركة الشعبية في الحفاظ على هذا التراث وتلك الأبنية التي تواجه مشاكل البيئة والبشر والضغوط السكانية والمواصلات، والدولة في هذا الخصوص تقوم بمشروعات هندسية فقط، مشروعات لا تمس العلاقة بين البشر والحجر.. هذا ما قاله د. صالح لمعي مدير مركز إحياء تراث العمارة الإسلامية بالقاهرة في الندوة التي دارت على هامش معرض الدولي للكتاب "بعنوان "التراث المعماري المصري وصيانته"، حيث أكد على دور الجمعيات الأهلية ورجال الأعمال لحفظ التراث، ويأتي بعد ذلك دور إدارة المنطقة الأثرية، فالمشكلة في التشعب الإداري الذي يؤدي إلي فوضى في التعامل مع الأبنية التاريخية، وطالب بإحداث تنمية اقتصادية وثقافية في تلك المناطق.
وأضاف د. لمعى أن هذه الأبنية كانت تؤدي أدوارًا مهمة كالسبيل والكتَّاب والمدرسة، لكنها فقدت وظيفتها، وعلينا إثارة العلاقة بين البشر والحجر من جديد، فالسكان هم حجر الزاوية في أي مشروع ومن هنا تتأكد ضرورة التنمية الاجتماعية، فالتراث المعماري تراث عالمي وعلينا أن نقوم بحملات توعية للسكان الموجودين في تلك الأماكن ذات الأبنية التراثية، وتطوير الحرف التراثية، أما الدولة فعليها تشجيع هذا النوع من الحرف ودعمه ماديًا، ووضع برامج سياحية لتنشيط هذه المناطق.
سبعة مواقع تراثية في مصر
وأشار د. علاء حبشي إلى وجود سبعة مواقع تراثية في مصر مسجلة على قائمة التراث العالمي، وهي "القاهرة التاريخية، موقع أبو مينا بالإسكندرية، الأقصر، منطقة الجيزة وأهراماتها، أبو سنبل وفيلة، سانت كاترين، وادي الحيتان في الفيوم" ، وشددوا على أن صيانة هذه الآثار واجب المواطن وليس الحكومة كما يحدث في أي دولة بالعالم، كما يُشترط في صيانة تلك الأماكن الحفاظ على ملامحها التاريخية والتعاطي معها بشرط احترام جميع المراحل التاريخية للمبنى عند الترميم.
وقال د. زكي إن في مصر القديمة تتساقط تلك الأبنية بشكل مؤسف، ووزارة الإسكان لا تهتم بصيانة البيوت القديمة، وهي أجمل مئات المرات من البنايات الحديثة التي تشيدها الدولة، فالمحافظة على القديم أفضل من تشييد الجديد، وتكلفة الصيانة لا تتجاوز نصف تكلفة البناء، والترميم لا يحتاج لتكلفة عالية، فيجب تضافر كل الجهود من أجل ذلك، من خلال مشروع جديد لترميم المباني القديمة بالتنسيق بين الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، ووزارة الإسكان، والمحليات.
بينما أعرب د. صلاح زكي عضو اللجنة العليا بالجهاز القومي للتنسيق الحضاري، عن أن عملية صيانة التراث المعماري ليست سهلة، لأننا نملك كنزًا كبيرًا من تلك الأبنية والتمويل الخاص بالصيانة لا يتوافر بالشكل المناسب، ففي القاهرة على سبيل المثال يوجد ثلاثة آلاف مبنى أثري، بينما يوجد في الأسكندرية ألفان آخران، وكلها مبانٍ تتطلب الحفاظ عليها بكل الصور.
شوارع القاهرة جميلة ونظيفة
وذكرت الدكتورة سهير زكي حواس أنها حلمت طويلاً بشوارع القاهرة جميلة ونظيفة، والعمارة فيها في أبهى صورة، لكنه حُلم يبعد عن الحقيقة، حيث تضررت شوارعنا وبناياتنا من التلوث والجهل، حُلم لم أرَ فيه الأرصفة في حالتها السيئة الموجودة في الواقع، حُلم رأيتُ خلاله اللوحات الفنية تزين الأرض بدلاً من المطبات، والقمامة المتراكمة، واستفقت من الحلم إلى الواقع المؤلم، وتمنيت أن يُوثق هذا الحلم.
من جهته أكد سمير غريب رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، أنه إذا لم يحافظ المصريون على تراثهم، فلن تستطيع الحكومة أن تحافظ عليه، لأن كثيرًا من المصريين يخربون تراثهم المعماري.. وللأسف إنى أرى بعيني كيف يخرب المصريون بيوتهم بأساليب شيطانية، ولابد لهذا الشعب أن يحافظ على مقتنياته وإرثه، فإذا كانت نسبة كبيرة من الشعب قررت أن تفقد أي ميزة حضارية فماذا تفعل لها؟
http://www.copts-united.com/article.php?A=13859&I=349