فى الذكرى الثالثة.. الصورة أوضح

عماد الدين أديب

 ما حجم الإنجاز الوطنى فى ثورة يناير 2011 وما حجم التدخل الخارجى؟

 
فى هذا الموضوع هناك مدرسة «دراويش» مع أو ضد.
 
هناك من يرى كل ما حدث فى ثورة يناير 2011 هو مؤامرة خارجية من الألف للياء، وهذا نوع من التعسف والجنون والثأر، لأنه يتجاهل حقيقة براءة ونبل مقاصد ومشاعر الجسم الأساسى من شباب الثورة ويتجاهل أن هناك أسباباً موضوعية لثورة الشباب.
 
وهناك أيضاً من يرى أن كل من شارك فى هذه الثورة من الملائكة والقديسين وأنهم أبعد ما يكون عن الخطأ أو الخطيئة، وهذا أيضاً نوع من «عبادة» الأوثان السياسية، وفيه إنكار وتجاهل لحقائق تكشفت لنا من محاولات الإخوان وحماس والأمريكان وحزب الله استغلال العمل الثورى النبيل لسرقة الثورة تمهيداً للاستيلاء على الحكم.
 
يكفى أن ترصد أنه فى الـ 72 ساعة الأولى من الثورة تم مهاجمة 166 هدفاً، منها 99 سجناً وقسم شرطة فى آن واحد بقوات وأسلحة ومدافع جرينوف وسيارات ووسائل اتصالات بالأقمار الصناعية.
 
هذه الأعمال لا يمكن أن تكون من فعل الثوار الأطهار الأبرياء، لكنها أعمال عنف وإرهاب منظمة مدعومة بتمويل خارجى وتوجيه مخابراتى خارجى.
 
لذلك لا بد أن ننزه ثوار يناير من التآمر، ولابد أيضاً أن نكشف بالدليل القاطع من خلال تحقيقات النيابة وأحكام القضاء كل من تورطوا فى بيع الأوطان.
 
الوضع نفسه الآن يتكرر عقب ثورة 30 يونيو، ولعلنا نعيش اليوم تجربة كاشفة لكل من له عقل وقلب وضمير لعمليات التدخل الإرهابى والتوجيه المخابراتى والتمويل الخارجى لمحاولة إسقاط ثورة 30 يونيو من أجل إسقاط هياكل الدولة بهدف تحقيق مشروع تقسيم مصر.
 
هذه المرة لم تعد هناك غشاوة على الأبصار ولا يوجد أى شك فى وجود مشروع إخوانى برعاية حماس تنفذه القاعدة بتخطيط استخبارى دولى وبتوجيهات من التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية.
 
الرجوع إلى جذور محاولة سرقة ثورة يناير النبيلة يوضح ويفسر لنا أبعاد المؤامرة الحالية والمقبلة على ثورة يونيو المستمرة.

نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع