ماجد سمير
بقلم: ماجد سمير
قرر تليفزيون العصاري استضافة عفيفي الأصيل كبير مشجعي منتخب مصر في أستديو مباراة نهائي كأس الأمم الأفريقية بين مصر وغانا وهي المرة الأولى التي تقوم فيها قناة فضائية باستضافة مشجع لتحليل المباراة، جلس عفيفي على المقعد أمام الكاميرا "مبحلقا" في الديكور والإضاءة وكل أجزاء الأستديو، ولأنها المرة الأولى التي سيظهر فيها في التليفزيون، لبس "كل اللي على الحبل مرة واحدة"، وظل يبدل في الملابس حتى توصل إلى الزي المناسب للحدث وهو "تريننج سبورت" عليه علم مصر، "الأصيل" طوال عمره مشاهد أو مشجع، وظل في حيرة ودارت في ذهنه أسئلة كثيرة حول الدور الذي سيقوم به، وعندما قال له مُعِد البرامج إنه سيكون ضيفًا أساسيًا ومحللاً للمباراة، رد عليه عفيفي بسذاجة شديدة قائلا: "ليه يا أستاذ هو المنتخب اتطلق مرتين قبل كدا وعايزين له محلل علشان يقدر جوزه يرجعه".
رد "عفيفي" صدم المُعِد، فقال له "جواز إيه وطلاق إيه بس... محلل جاية من التحليل"، ففاطعه عفيفي قائلاً: "ببول ولا براز يا أستاذ.. إيه الحكاية.. هي مباراة نهائي كأس أفريقيا للتأمين الصحي؟.. على كدا الخسران هايخذ حقنة"، "فشخط" المعد في عفيفي قائلاً: "ممكن تسمع علشان تفهم".. فقاطعه عفيفي مرة أخرى قائلاً: "يا أستاذ أنا فاهم بس بضحك معاك شوية، أنا حاسس إنك مشدود قوي، إن شاء الله هانكسب"، فرد المُعِد عليه بما يعني أن عليه أن يكون مستعدًا لأن سيارة القناة ستمر لـتنقله فورًا إلى الأستديو.
في الأستديو ظهرت خبرة "عفبفي" في كرة القدم من خلال التحليل الذي قام به كأحسن خبير في فنون اللعبة الشعبية الأولى في العالم، وبعد فوز المنتخب المصري بالكأس كاد "الأصيل" أن يطير من الفرحة، وسأله المذيع عن عمله، فقال إنه لايعمل بصفة مستمرة، ولكن لا توجد مشكلة، المهم أن مصر فازت، وأضاف أنه رغم أن منزل والده في أسوان انهار بسبب السيول الأخيرة، وأن أحد أقاربه قتل في مذبحة نجع حمادي، إلا أنه الآن نسى كل الأحزان بعد فوز المنتخب، صحيح أن المنتخب لم يقف حدادًا على ضحايا المذبحة ولا على ضحايا السيول، وإنما وقف حدادًا على ضحايا هايتي بسبب أوامر اللجنة المنظمة بالطبع.
إنصرف عفيفي الأصيل وظل المذيع يفكر في الشخصية التي لا تعمل وحياته مليئة بالمصائب، وقد يكون مصابًا بفيروس سي، وحددت له الحكومة تعويضًا عن منزله الذي انهار في السيول 25 ألف جنيه لم يقبضها بعد، وله قريب مات برصاص في مذبحة نجع حمادي، كل هذا العذاب ولا يفكر إلا في كرة القدم، شعب كامل يعيش في غيبوبة، لا يهتم بأي شىء في الدنيا، الفساد في كل شيء من حوله، ولا يبدي أي رد فعل، وضحك المذيع، وقال لنفسه: "فعلاً كرة القدم أفيون الشعب".
http://www.copts-united.com/article.php?A=13528&I=342