ريمون يوسف
كتب: ريمون يوسف – خاص الأقباط متحدون
أتم الفنان ناثان دوس عملاً نحتيًا رائعًا هو عبارة عن كتلة من خامة الجرانيت الأسود "الأسواني"، يُعبر فيه عن وضع المجتمع المصري بعد الأحداث الطائفية المتتالية وآخرها حادثة نجح حمادي.
والعمل النحتي عبارة عن كتلة صخرية، الخط الخارجي لها أقرب إلى خريطة مصر، وبداخله حفر غائر لشعار الهلال يحتضن الصليب، وبالكتلة شرخ يقسم الهلال والصليب، ويقسم الكتلة نفسها، وهذا إسقاط درامي على ما وصل إليه المجتمع المصري، بعد أحداث نجح حمادي التي أحدثت شرخًا بالكتلة الخرسانية لوحدة الشعب المصري.
وصرّح الفنان ناثان دوس لـ"الأقباط متحدون" أن ليس من العادة أن ينفعل النحات بحدثٍ جارٍ أو آتٍ، لأن أدوات النحات، وإيقاع العمل النحتي يحتاج إلى وقت زمني أطول لكي يُنجز النحات فكرته، أو عمله، ولكن حدث نجح حمادي قد حرّك مشاعري وأفكاري، فقررتُ أن أقوم بهذا العمل، وقد أنجزته في يوم واحد عكس المتعارف عيله تاريخيًا في العمل النحتي، حيث حينما سجل الفنان القدير محمود مختار مظاهرة ثورة 19، وسعد زغلول، كانت المظاهرات منتشرة وسعد زغلول له تاريخ وطني حافل، فلم يكن حدث لحظة أو موقفًا وقتيًا، أما هذا العمل، فقد نتج عن انفعال كبير مني مع الحادثة المأساوية، ويكمن الانفعال في المفهوم من خلال الشرخ الذي قسّم الكتلة الخرسانية نصفين، وهذا هو أصعب ما يحدث للفنان أن يحطم عملاً أنجزه سعيًا وراء مفهوم الحادث المأساوي.
http://www.copts-united.com/article.php?A=13409&I=339