د. مينا ملاك عازر
بقلم: مينا ملاك عازر
بدايةً أشكر كل من سألوا عني أو صلوا لي حتى تمر الأيام الماضية والتي أعقبت مقالة الثلاثاء الماضي على خير، ويبدو أننا حقًا في أيام يمكنك أن تقول رأيك فيها دون مساس ولمن يسمعك أن "يكبر دماغه وبرضه دون مساس!"، المهم كُنتُ أنتوي – حلوة أنتوي دي- أن أكتب لكم هذه المقالة على جزئين، بمعنى أن أكتب الجزء الأول قبل مباراة مصر والجزائر، والجزء الثاني بعد المباراة، لكنني لم أفعل ذلك، "ما تسألنيش ليه"، "يمكن كنت خايف يكون الجزء الثاني حزين"، فآثرت أن أكتبها كلها بعد المباراة، طب لو كنا إتغلبنا، كان حايبقى الجزئين حزانة، ياللا إللي حصل.. أصوات الطبل والزمر تملأ أسماعي للآن، يا حبيبتي يا مصر، شادية تشدو، وشيرين تشرن، قصدي تغني، ونانسي تننس يييي، مافيش فايدة فيّ بألخبط، قصدي نانسي بتلعلع، ومدحت شلبي والغندور بيشمتوا، وشوبير عيان، سلامتك يا شوشو والجزائريين بيتطردوا ويتغلبوا.
وأرى أنه من الأفضل أنك لو رأيت جزائريًا لا تلاقيه من الأمام بل انظر إليه من الخلف، فقفاه أجدر بالمشاهدة من وجهه، وحكاية القفا تذكرني بقصة صديقي إللي اتظلم في عمله، وما أن رد الرب سبيه وأعطاه حقه، قال لي أموت وأشوف قفا المدير، بعد أن عرف أن الله حق. المهم الجزائريون لا زالوا ينتظرون للآن أن يصفر الحكم ببداية المباراة بينهم وبين مصر حيث إنهم لا يصدقون أن المباراة ممكن تبدأ بدون حماية السكاكين.
ويُقال إن مبيعات الشبكة الرابعة للمحمول المُسماه بشبكة "الشاوشي" تحقق أرقامًا، قياسية بعد أن أثبتت أنها تسقبل أحسن من كل الشبكات السابقة. والحمد لله أننا قبضنا على الكموني ورفاقه قبل هذه المباراة، وإلا كان ثأر لدماء إخوانه المصريين التي سفكها الجزائريون، ولا تفتكروا إن ما فيش غول يحرضه ولا وحش يدافع عنه؟!.
فريق الساجدين كسب فريق الراكعين برباعية أحرزها ثلاث محمدات وواحد حُسني، يا رب البطولة الجاية مينا يحط جون أو حتى يلم كور. ومن أسباب هزيمة فريق محاربي الصحراء، أنهم بعدما اصطادوا الأفيال الإفوارية، ثقلوا ولم يعودوا قادرين على الجري على أساس أن الأفيال أضخم الحيوانات.
وبين أصوات الطبول وإطلاق النار، مر أقل من شهر لكن علت أصوات الطبول على صوت الرصاص، لأن الطبل يرقص الأجساد والرصاص يرهب العقول. ولكن فوق صوت الطبل يعلو صوت الدم الذي يصرخ من الأرض، حيث إن صوت دم أخيك يصرخ للآن يهلل لفرحك من محبته لك ولبلده لكنه يصرخ.
حين خسرنا من السكاكين أعلننا عن استيائنا وقررنا أن نرد حقنا واعتبارنا بالكرة، وحين قُتِل البعض بالرصاص قرروا أن يستردوا دمائهم بالقضاء وبين الرصاص والسكاكين عمار وبين الكرة والقضاء برضه عمار، وبين انتظارنا العدل الإلهي والحكم البشري وجدنا الحَكًم البنيني يحول أحلامهم إلى كوابيس ويحمي طموحنا بالعدالة الناجزة.
وفي الختام، انتقل منتخبنا من بنجيلا إلى لوندة ليلعب اليوم مع غانا "النجوم السوداء" وسننتقل نحن بأبصارنا وقلوبنا للسماء لكي تعطي كل مظلوم حقه.
http://www.copts-united.com/article.php?A=13397&I=339