لطيف شاكر
بقلم: لطيف شاكر
يقول سعد زغلول عن وطنية الأقباط: "لولا وطنية الأقباط لتقبلوا دعوة الأجنبي لحمايتهم وكانوا يفوزون بالجاه والمناصب بدلاً النفي والسجن والاعتقال. ولكنهم فضلوا أن يكونوا مصريين معذبين محرومين من المناصب والحياة والمصالح ويساقون للضرب ويذوقون الموت والظلم على أن يكونوا محميين بأعدائهم وأعداء الوطن".
ومضة من الزمن الجميل:
كانت حياة مكرم عبيد تنبض بالوطنية الغامرة والسبب ان الوطن كان للجميع والحكم بالرغم من ملكي الا انه كان يتسم بالحرية المطلقة ولم تكن للنعرات الدينية اي تواد فكان مناخا طيبا وساعد علي هذا رجلا نبيلا ورائعا ووطنيا مخلصا لم تنجب مصر حتي تاريخه مثله وحقا لنا ان ندعون دون غيره الزعيم الخالد وكان زمنه زمن المحبة الخالصة لكل اطراف الشعب فكان رحمة الله عليه قدوة حسنة لكل مصر.
ومن خلال الحرية والمساواة لكل الشعب كمواطنين لافرق بينهم في الدين او اللون اوالجنس نجح في ترشيحه في البرلمان الذي سموه غشا فيما بعد مجلس الشعب وهو لايمت بصلة للشعب فضلا علي دائرة قنا عدة دورات وحصل علي اصوات مسلميها الكثر واقباطها القلة علي ان اعضاء البرلمان كان لهم وزنا ثقيلا ولم نسمع يوما عنهم ان احدا منهم كان بلطجيا او تاجر مخدرات او تاجر بارواح الشعب كما الحال الان
بل كان اغلبهم من الاعيان فلم يطمع احدا منهم في مال الدولة او الرشوة بل كانوا يتسابقون في تغطية المشروعات الخيرية من جيبهم الخاص رحمة الله عليم وعلي ايامهم الجميلة.
ويقول د. حسين مؤنس أن لمكرم عبيد قول مأثور كان يردده في خطبه قائلاً: «إن كل المصريين أقباطاً ومسلمين أخوة لأن مصر أمهم، وزغلول أبوهم.»
يقول د. مصطفى الفقي في كتابه «الأقباط»: «وقد أصبح الأقباط وثيقي الصلة بسعد زغلول وأظهروا دوماً ولاءهم وإخلاصهم لزعماته، وعندما واجه الانشقاق الأول في الحزب في يونيو 1921، ظل معظمهم إلى جانبه مؤيدين خطه الوطني المتشدد من أجل الاستقلال الكامل، وقد التف حول سعد زغلول أثناء خلافه مع عدلي يكن ثلاثة من الأقباط هم: واصف غالي، وسينوس حنا، وويصا واصف.»
- مكرم عبيد يخطب امام شباب شبرا بعد عودته من المنفي مباشرة: قولوا لهم( للمستعمر الانجليزي) هم أقباط ومسلمون في وفدهم أو برلمانهم, فقد كنا ولانزال مصريون في سجوننا . عبثا يفرقون بين آمالنا فقد اتحدت آلامنا, عبثا كله عبث فقد اكتشفنا سر الحياة: الخلاص وما اتحادناالا اتحاد قلوبنا ونفوسنا ومشاعرنا, ولن يفصلنا فاصل بعد أن كنا جمعها الواحد القهار ويذكر د. مصطفي الفقي في كتابه: "والوقع ان مكرم عبيد يمثل الشخصية المصرية العامة فقد كان نابضا بالحيوية الفكرية ومتمتعا بقدرات
سياسية متنوعة يندر تواجدها في مثله وكان زعيما متفوها بالكلمة ويملك المقدرة علي جذب مستمعيه واقناع الجميع برأيه. ويعتبر مكرم أشهر خطيب في التاريخ السياسي المصري الحديث ولسوء الحظ فإن أية ترجمة لخطبه وأحاديثه تعجز عن ابراز قوتها الحقيقية لأنه من غير الممكن الابقاء علي الاسلوب الخاص لبلاغته في الترجمة, فكان يستخدم السجع والقوافي وموسيقي الكلام كي يدفع بوجهه نظره الي هدفه المنشود.
ويقول عبد العظيم رمضان في وصف مكرم عبيد علي لسا ن احد اقطابه بأنه: سيف الوفد الذي لايدخل غمده ولسانه لايسكت وقلمه لايكف عن الصرير , وكان الناس ينسون أنفسهم وهم يصفقون له أعجابا.
ويذكر الاستاذ محمود سليمان غنام أن في كل مرة يعود مكرم عبيد من لندن كمبعوث شخصي للزعيم سعد زغلول، يستقبله الشعب بهتافات مدوية خاصة أثناء خطبه المتتالية التي ألقاها في محطات القطار أثناء طريقه إلى القاهرة. والترحيب الحار به في محطة مصر وكان على رأس مستقبليه زعيم الامة سعد زغلول وصحبه عليه حزب الوفد، وأكد هذا القول أحمد شفيق باشا في كتاب "حوليات مصر السياسية".
كان مكرم عبيد - علي حد تعبير الكاتب الكبير الراحل احمد بهاء الدين - هو الفارس الذهبي للحركة الوطنية المصرية.. والمعيار الذي تقاس به المواقف الوطنية السليمة.. ويقاس الحق والباطل الي مقياس مواقفه وسياساته.. فهذا الرجل، ابن الاقلية الدينية في بلد من بلاد العالم الثالث، استطاع ان يكون سكرتير عام أكبر حزب سياسي في تاريخ مصر السياسي كله، وان يكون عقله المفكر.. ونقطة الجذب الأساسية، وجوهرة الحزب الثمينة، وأقوي مدافعه في شتي المعارك، انه طراز وحده في الثقافة والذكاء وطبيعة الفنان الخلاق في السياسة.. انه سابق لعصره في الكثير من أفكاره
واتجاهاته.
وبعد الاستقلال اعلن سعد زغلول في بيانه عن موقف الاقباط " مصر تخص الاقباط كما تخص المسلمين الكل لهم التمتع بنفس الحرية ونفس الحقوق"
وفي السنين التي سبقت ظهور النظام الناصري كان الاقباط ينشرون شكواهم وكان هذا علي اثر صدور كتاب عنوانه" فرق تسد" كتب سلامة موسي في مقدمة كتابه (ان في اعتقادي ان الاخوة المسلمين عندما يقرؤؤن هذا الكتاب ويلاحظون شكاوي الاقباط سوف يهبون الي مساعدتهم للحصول علي العدل ...واني متأكد ان كل من يقرأ هذا الكتاب سيشعر انه مسئول شخصيا عن مصير الاقباط وان عليه ان يرفع صوته ويعمل علي ان يفهم العالم كله ضرورة الاسراع في كفالة العدل للاقباط قبل ان يستبد بهم شعور بمرارة قاسية يطغي علي روحهم الوطنية وفي هذا يكمن الهلاك للجميع والوحدة بين
المسلمين والاقباط كانت شعار ثورة 1919 م وكنا نهتف يحيا "الهلال مع الصليب " لقد سمعت علماء من الازهر يخطبون في الكنائس كما رأيت وسمعت كهنة يخطبون في الازهر هذه الوحدة كان من الواجب ان تكون معنا اليوم ولكن تطورات جديدة حولت مجري تاريخنا ورسالة مؤلف" كتاب فرق تسد "هو تحذيرنا ضد هذه التغييرات والمضار التي تصيب مصر نتيجة لها). " عن كتاب اقلية معزولة تأليف ادوارد ويكن"
هل يجود الله علينا بزمن مثل هذا زمن الحب ,صدقوني سنعيش حياة هنيئة لنا ولاجيالنا القادمة , يحسدنا عليها العالم كله..هل تتخيلوا مصر بلا فتن طائفية او كراهية الآخر أو اي تعصب ونملأ قلوبنا بحب وطننالقد وهبنا الله مناخا طيبا .. وورثناعن اجدادنا احلي الاثار وافخمها واضحت حديث العالم كله.... تعالوا بنا نحلم ونحلم ولانستيقظ الا علي تحقيق حلمنا الجميل.
بعد الاستقلال اعلن سعد زغلول في بيانه عن موقف الاقباط " مصر تخص الاقباط كما تخص المسلمين الكل لهم التمتع بنفس الحرية ونفس الحقوق"
لقد كان مكرم والنحاس توأمين وقال النحاس باشا ذات يوم لسعد زغلول انا ومكرم واحد نعيش معا ونموت معا ..سعي القصر لهدم اواصر المحبة بينهما ونجح ..واختلفا لكن ليست بكراهية وتنابذا ولكن ليس بصدام وابتعدا لكن في حب.. واختلاف العقلاء لايفسد للود قضية.. نحن ننتظر صوت عقلاء الوطن وحكماء هذا الزمن ,ليعيدوا لنا عهدا جديدا وزمنا جميلا مصحوبا بالحب والسلام والسعادة.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=13261&I=336