جرجس وهيب
بقلم: جرجس وهيب
لا يستطيع أحد أن يحدد المقايسس التي يتم على أساسها تغيير كبار القيادات بمصر، وخصوصًا الوزراء والمحافظين، فكثيرًا ما نرى محافظًا أو وزيرًا ناجحًا، ومع ذلك يتم تغييره أو اسبعاده، ونرى وزيرًا لم يحقق المطلوب منه، ومع هذا يبقى على كرسيه سنواتٍ طويلة، وليس أدل على ذلك من الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء نفسه، والتي فشلت وزراته في حل العديد من المشاكل، على رأسها مشكلة البطالة والفقر واستفحال مشكة الإسكان، ومع هذا فهو باقٍ في مكانه دون تغيير.
وسأركز على تجربة محافظة بني سويف التي يصنفها البعض على أنها حقل للتجارب، فالمحافظ الذي ينجح يتم تصعيده لمحافظة درجة أولى، والذي يفشل يتم استبعاده، فخلال الثلاث سنوات الماضية، تعاقب على المحافظة اثنان من المحافظين، أولهم اللواء أحمد زكي عابدين محافظ كفر الشيخ الحالي وأحد أبناء المحافظة، والذي استطاع خلال العامين اللذين تقلد خلالهما مقاليد الأمور بالمحافظة، أن يُحرِّك الماء الراكد لسنوات طويلة، وتحركت كافة الجهات الشعبية والحزبية لمساعدته، فنجح بعلاقاته مع قيادات القوات المسلحة في تنفيذ الطريق الصحراوي الشرقي الذي يُعد من أفضل الطرق بمصر كلها، ووضع بني سويف على الخريطة السياحية، وتوصيل المرافق للمناطق الصناعية لجذب رؤوس الأموال وإيجاد فرص عمل للشباب، وألغى مقولة إن بنى سويف محافظة للموظفين ونزل للشارع واستمع لشكاوى المواطنين من خلال الأندية السياسية، وهو وضع لم يكن مألوفًا من قبل، ودخل في معارك مع مصانع الأسمنت بالمحافظة التي امتنعت عن دفع حصة المحافظة منذ أكثر من 10 سنوات واستطاع إجبار هذه المصانع على دفع عشرات الملايين لصندوق المحافظة، وتم استخدام هذه المبالغ في العديد من المشروعات على رأسها شراء أجهزة للمستشفيات ورصف الشوارع، بل كان ينوي شراء دقيق لزيادة نصيب الفرد من الخبز بعدما استحكمت مشكلة الخبز بالمحافظة، وفي الوقت الذي بدء فيه اللواء عابدين يُحدث تغييرًا بالمحافظة، أحس به المواطن السويفي تم نقله لمحافظة كفر الشيخ.
وودعه أهالي المحافظة بالدموع في الحفل الذي أقيم لتكريمه، بل بكى هو تأثرًا بمشاعر الحب التي فضت من أبناء المحافظة ولا يُعرَّف لماذا تم نقله رغم نجاحه في النهوض بالمحافظة؟!.
ثم جاء الدكتور عزت عبد الله محافظ بني سويف الذي استغرق بعض الوقت لدراسة المحافظة، وقام بأكبر حركة تغيير بين قيادات المحافظة، فتم استبعاد 4 رؤساء مدن دفعة واحدة، واستبعاد عدد كبير من وكلاء الوزرات ومديري الإدرات ورؤساء القرى، بالإضافة إلى جولاته الميدانية ومحاربته للفساد بالمحليات وإيمانه بالعمل الميداني وتحويل بعض الأماكن المهجورة إلى تجمعات سكنية وتنفيذ شبكة طرق داخلية متميزة واستحداث تجربة 7× 1 والتي كان يزور خلالها أحد مراكز بني سويف السبع بصحبة روؤساء المدن السبع ويتجول خلالها بشوارع المركز، ثم يستمع لملاحظاتهم عن مشاكل المركز واقتراحاتهم لحلها، بالإضافة إلى مكتب تلقي الشكاوى المتنقل الذي كان يجوب القرى والمدن ليجمع الشكاوى.
وفجاة قبل أن يُكمل عامًا ونصف العام، تم استبعاده، فلماذا تم استبعاده؟ ولماذا تم نقل اللواء عابدين لمحافظة كفر الشيخ، رغم نجاحه في بني سويف؟! لا أحد يعرف ما هي المقاييس التي يتم من خلالها تقييم أداء المحافظين و الوزراء.
وهذا لا يمنع أن هناك الكثير من المشاكل التي لم يستطع كلا المحافظين حلها لكنهما حاولا تغيير أوضاع ومشاكل متروكة منذ عشرات السنين.
http://www.copts-united.com/article.php?A=13064&I=332