رصاص فشنك

ماجد سمير

بقلم: ماجد سمير
"خد لك ساتر" جملة أصبح سماعها معتاد عند خروجك من الكنيسة بعد صلاة ليلة عيد من الأعياد المسيحية المتعارف عليها، لأن الأحداث الفردية تتابع الأقباط في كل مكان وتقتلهم في الكنائس أو وقت خروجهم، منها مرة بالطعن بالسكين من قبل مختل عقليًا أو برصاص مسجل خطر، وعند إعلان تنظيم المختلين عقليًا في بر مصر عدم اعتداء أفراده على الأقباط مرة أخرى لأنهم "صعبوا على التنظيم" بادرت الحكومة بالإعلان عن قبل عدم تسليمها أي مختل عقليًا "سكينة" على بطاقة الرقم القومي فضلاً عن قصر مهنة سن السكاكين على الأقباط فقط حتى تضمن أن تكون السكاكين التي يملكها المختلين عقليًا "تلمة" لا تصلح للذبح.
أما الإعتداء بالأسلحة الآلية بشكل فردي وكذا حرائق وتحطيم وتكسير ممتلكات الأقباط في مدن وقرى مختلفة في بر مصر بشكل فردي فسيكون له مواجهة مختلفة ستعلن عنها الحكومة في حينها، وتعجب بعض الناس من عدم حدوث اعتداءات فردية على الأقباط في بر مصر ليلة عيد الغطاس، ربما لأن المتآمرين على الأقباط على مدار ثلاثين عامًا بشكل فردي بالطبع يخشون من سطوة القلقاس سواء أبو خضرة أو الذي يتم طبخه بالطماطم في صعيد مصر، وأيضًا عنف القصب خاصة عند منطقة الزعزوعة.
وربما يأتي يوم يتم بناء "دشمة" عالية أمام كل كنيسة، والدشمة هي المكان الذي يختبئ خلفه الجندي في ساحة القتال لتحميه من رصاص الأعداء الغادر، ويقف المصلون والقساوسة والشماسمة وكل من هو موجود داخل الكنيسة خلف الدشمة التي حتمًا ستحميهم من طلقات الرصاص الفردية التي ستوجه للمصلين من مسجل خطر أخذته الحمية فقرر أن يقتل الأقباط في حادثة فردية بالطبع.
وعلى نفس السياق يتم إضافات جديدة لتطوير المناهج في المراحل التعليمية المختلفة، فالتأكيد على أن الكائن القبطي كما درسناه في الأحياء ناس، والناس معادن، أذًا القبطي يتمدد بالحرارة ويموت بالرصاص، كما أن الرصاص معادن عندما تطلق بالسلاح على القبطي يسيل دمه، فتصبح النتيجة النهائية للمعادلة العلمية أن القبطي عنه دم يهدر دائمًا ولكن في حوادث فردية يقوم بها مسجلين خطر دفاعًا عن الشرف والدين حسبما تؤكد الحكومة دائمًا.
والغريب هو إصرار الدولة على التناقض اللفظي بين وصف الفاعل بمسجل خطر من ناحية ودفاعه عن الدين والشرف من ناحية أخرى، حتى لو كان المسجل خطر تم حبسة من قبل أكثر من مرة بتهمتة هتك العرض، وأعتقد أن العقل الجمعي للأقباط كان سيقبل الحادث الفردي لو كان الفاعل ليس مسجلاً خطرًا وإنما مسجل في بطاقة التموين على أساس أن التموين يعطي للأحداث الفردية الحق في الحصول على الزيت والسكر ودم الأقباط في ليلة عيد، أو مسجل على شريط فيديو سيتم طرحه في أسواق الطرب العالمية لأن عقل الأمة فعليًا ضرب رصاص موجة لصدور أقباط في أحداث فردية.
والحل باختصار شديد هو ارتداء الأقباط في أحداث جماعية هذه المرة لواقي للرصاص أثناء ذهابهم للكنائس أو أن يتم تعمير أسحلة المسجلين خطر برصاص فشنك.