عماد توماس
كتب: عماد توماس - خاص الأقباط متحدون
قال الكاتب الصحفي صلاح عيسى -رئيس تحرير جريدة القاهرة- أنه بصرف النظر عن دوافع الذين ارتكبوا الحادث فإن حادثة نجع حمادي هي جريمة طائفية بامتياز، إذ ليس بين المتهمين وبين ضحاياهم الذين فتحوا عليهم النيران أية خصومة شخصية سابقة. وهم –بالقطع- لا يعرفون أحدًا منهم ولم يستهدفوه على وجه التعيين، وكان السبب الوحيد وراء اختيارهم دون غيرهم ليكونوا شواخص للرصاص المنهمر هو أن يكونوا من القادمين من جهة الكنيسة حيث كانت تجرى الصلاة، أي أنه اختارهم لصفتهم الدينية أو المذهبية ولا سبب آخر.
وأضاف عيسى في معرض مقاله المنشور أمس الثلاثاء في الصفحة الأخيرة بجريدة "القاهرة" أن الجريمة الطائفية لا تتخذ طبيعتها فقط بدوافع الجاني وعما إذا كان عضوًا في جماعة دينية متعصبة أم متدينًا عاديًا أم مجرمًا لا صلة بين سلوكه وبين أي دين، لكن كذلك بنوع وطبيعة المجني عليهم خصوصًا حين لا تكون هناك دوافع شخصية تبرر ارتكابه للجريمة.
وأكد عيسى، أن حادث نجع حمادي ليس أول حادث يستغل فيه فاسدون ومنحلون ومجرمون عاديون ومسجلون خطر شعارات نبيلة كالغيرة على العرض أو التشدد في الدين لكي يغسلوا تاريخهم الإجرامى أو يكفروا عنه، مستشهدًأا في كلامه بلصوص الكامبات الذين كانوا ينشطون لسرقة معسكرات قوات الاحتلال البريطاني بقاعدة قناة السويس ويعتبرونه ذلك نضالاً وطنيًا، واستشهد أيضًا عيسى في مقاله بالطبال الذي كان يصاحب الراقصات في الأفراح ثم أقام جمهورية إسلامية في حي إمبابة في تسعينات القرن الماضي ليطبق الحدود الإسلامية.
واختتم عيسى مقاله، بأن الحقيقة التي ينبغي أن نواجهها جميعًا من الآن، هو أن حادث عيد الميلاد ليس حادثًا طائفيًا بالمعنى التقليدي لكنه حادث طائفي بمعنى أخطر مما كان معروفًا عن الإحداث الطائفية خلال تصاعد موجه العنف في عقد التسعينات، معززًا رأية بأن هذا الحادث ناتج عن مناخ التعصب الديني الشائع بين الأغلبية الذي بدأ يخلق ردود فعل متعصبة لدى غيرها على نحو لو تم تركه من دون تدخل حاسم وتخطيط طويل الأمد فسوف نتحول من مصريين إلى طوائف.
طائفي.. طائفي.. طائفي
وفى سياق متصل، كتب الكاتب الصحفي أحمد الصاوي مقاله أمس بصحيفة "المصري اليوم" بعنوان "طائفي.. طائفي.. طائفي" قال فيه: "حتى لو نجح الدكتور فتحي سرور ومعه نواب الأغلبية التي تتحرك بالإشارات والتعليمات، في قمع النائبة جورجيت قليني، واتهامها بادعاء البطولة ووصفها أيضًا بـ«المجرمة»، سيبقى حادث نجع حمادي الذي نشبت بسببه الأزمة الأخيرة في مجلس الشعب، طائفيًا".
وصب الصاوي غضبه على الحزب الوطني والكنيسة، مؤكدًا أن الحزب الوطني حزب انتهازي بلا أي مشروع وطني حقيقي، ولا أدنى درجة من الوعي أو الانشغال بالمستقبل، حزب ينظر تحت قدميه، وأقصى طموحه ومشروعه هو البقاء في مقاعد السلطة دون إرادة شعبية حقيقية.
وعن الكنيسة قال الصاوي أنها تتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية، بخطاب سياسي احتكر الأقباط وسلمهم "جملة" للنظام في صفقة لم يعد هناك شك فيها، ساهم في عزلهم خلف جدرانها، وكرس في داخلهم الفزع من الحركة والاندماج وانتزاع المواطنة، لتبقى أرواحهم ومصائرهم ومصالحهم معلقة بها وبقرارها فقط.
وأشار الصاوي إلى الاعتقاد بأن الجماعات الإسلامية المتطرفة هي الخطر الأكبر في هذا الشأن، لكنه يرى أن الأيام تثبت أنها الأهون شرًا، وأن خطابها المتطرف ما كان سيجد صدى أو قبولاً، إلا في ظل دولة رخوة يتحكم في مصيرها حزب بلا عقل ولا مسؤولية، وكنيسة تصر على تكريس إحساس الأقلية المضطهدة لدى تابعيها.
http://www.copts-united.com/article.php?A=12842&I=328