المصري اليوم - كتب - محمد عبدالقادر
شهدت لجنة الصحة بمجلس الشعب، أمس، هجوماً حاداً على وزارة الصحة قاده نائب الحزب الوطنى الدكتور جمال الزينى، بسبب مصل أنفلونزا الخنازير، ووصف النواب قيام الحكومة باستيراد المصل من شركة «جلاكسو سميث كلاين» الإنجليزية بالمؤامرة، مؤكدين أن التطعيم غير آمن وأن العملية عبارة عن «بيزنس» ومصالح خاصة، بعد أن ظهر خلال الأيام الماضية مدى ضعف الوباء.
وطالب النائب جمال الزينى بتشكيل لجنة للتحقيق فيما يثار عن المصل، خاصة أنه تقدم بسؤال برلمانى لوزير الصحة منذ ٥ أكتوبر الماضى حول الموضوع ولم يحصل على رد، وقال الزينى إن هناك شبهة «بيزنس ومصالح» على حساب المواطن المصرى، كما يوجد عدم ثقة فى المصل، مشيراً إلى أن الشركة الإنجليزية أقرت بعدم مسؤوليتها عن أى مضاعفات تحدث للمواطنين، حيث إن اللقاح لم تتم إجازته نهائياً، وأضاف: جاء ذلك فى الوقت الذى أجازت فيه ٤ شركات أخرى منتجاتها ولم تتعاقد معها وزارة الصحة.
ووصف النائب الدكتور سيد عطية، ما قيل عن تحور الوباء بالأكذوبة التى عاش فيها الشعب، خاصة بعد أن انتهى المرض فى أوروبا وأمريكا منذ أسابيع، وقال: لن أصدق حاتم الجبلى فى أى شىء يقوله.
ولم تقتصر الاتهامات على النواب، بل امتدت إلى المتخصصين، إذ أشار الدكتور أشرف حاتم، رئيس مستشفيات جامعة القاهرة، إلى أن قرار تطعيم أطفال المدارس «سياسى» وليس «علمى» أى أنه صدر دون أخذ رأى الأطباء والعلماء المتخصصين، موضحاً أن هذا القرار كان يتطلب توفير ١٧ مليون طعم قبل البدء فى التطعيم، وهو ما لم يحدث.
وقال حاتم إن الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها وزارة الصحة كانت أكثر من اللازم وسببت هلعاً للمواطنين رغم أن موجة الوباء فى مصر من المفروض أن تنتهى خلال أسبوع أو الاثنين على الأكثر.
ووصف رئيس مستشفيات جامعة القاهرة التطعيم ضد أنفلونزا الخنازير بالآمن، وقال إن المشاكل المترتبة عليه قد يتعرض لها فقط الحوامل والأطفال أقل من ٣ سنوات.
ولفت النائب الإخوانى الدكتور أكرم الشاعر إلى أن وزارة الصحة هى المسؤولة عن الهلع الذى أصاب الشعب المصرى وليس الإعلام، وأكد أن هناك «مؤامرة» حتى تستطيع الشركات بيع منتجها.
وانتقد الشاعر القرار الذى أصدره رئيس الوزراء بتطعيم التلاميذ دون الرجوع للمتخصصين، وتساءل: «هل دخل نظيف كلية الطب حتى يصدر قراراً مثل هذا من تلقاء نفسه؟!».
وطالب النائب فريد إسماعيل باستقالة الحكومة بعد «فضيحة» أنفلونزا الخنازير، ومن قبلها فشلها فى إدارة أزمة «أنفلونزا الطيور» مما أدى إلى تدمير الثروة الداجنة.
فرد الدكتور حمدى السيد قائلاً إن وزارة الصحة أدارت معركة ناجحة ضد أنفلونزا الطيور، لافتاً إلى أن الإجراءات التى اتخذت فى مواجهة أنفلونزا الخنازير تسببت فى تنظيف المدارس، وتقليل كثافة الفصول، وقال: رب ضارة نافعة.
من جانبه، أكد الدكتور نصر السيد، وكيل وزارة الصحة، أن المصل الذى قامت مصر باستيراده للتطعيم ضد أنفلونزا الخنازير هو الوحيد الذى أخذ موافقة منظمة الصحة العالمية، واستوردته ٢٠ دولة إسلامية وأن الشركات الأخرى كانت الجرعة التى تنتجها أغلى بمقدار ١ يورو من الجرعة التى وصلتنا.
وأوضح السيد أن الشركة الإنجليزية تعهدت بأخذ اللقاح مرة أخرى إذا تحور المرض، وإعطائنا الأحدث بثلث الثمن، وهذا عرض جيد - على حد قوله.
http://www.copts-united.com/article.php?A=12814&I=327