زهير دعيم
بقلم: زهير دعيم
كلّما أسمع أنّ يابانيأ او صينيا او مغربيا او سعوديًا أو... أتى الى يسوع افرح وأسَرّ كثيرا ، وترنّ في أذني الآية الإنجيلية المقدّسة التي فاه بها الربّ يسوع : "و لي خراف أخَر ليست من هذه الحظيرة ينبغي أن آتي بتلك أيضا ، فتسمع صوتي و تكون رعية واحدة و راعٍ واحد ".
كنت اقرأ هذه الآية في الماضي وأتساءل : متى سيكون هذا ؟ عارفًا ان القضيّة ، قضية وقت ، بل ان الأمر قيد التنفيذ ، فالربّ لا يعد وعدًا ولا يفي به على أحسن وجه وأجمل صورة...
لقد جاء الكثيرون الى يسوع قديما وعلى مرّ الأيام وتفيئوا بظلّه وتحت تينته وستره ، وذاقوا حلاوته ، وقطفوا من عناقيد مواعظه وأمثاله حلواء الثمار ، فارتاحوا ، وابتهجوا وسبّحوا ورنّموا ، وربحوا الملكوت.
واليوم في هذا الزمن المُتسارع والمتصارع والذي أضحى فيه الكون قرية صغيرة ، بل أضحى كلّه ركنًا صغيرا في منزلك الصغير يُدعى الانترنت ، وبتّ تسمع وترى وتحادث وتراسل من شئت في لحظات قليلات .
حقًّا أصبح الأمر منوطًا بالكود وبالأرقام ، وأضحى المستور مكشوفًا تحرقه أشعة الشمس والحقّ ، فما من عشب او خشب إلا وبات رمادا وما من ذهب إلا وتصفّى وتنقّى.
جميل أن تسمع سعوديًا أو أمازيغيًا يُسبّح الله ويقول لك بلهجته :
" لقد لفتّ أنظار العائلة ، التي كانت تراني دائما مُكتئبًا وحزينًا ، واليوم يرونني فرحانًا ..أمي تقول : ما هو السرّ وراء ذلك ؟ ..ولم استطع ان أجيب ولكنني قلت بيني وبين نفسي : آه لو تعلمين يا أمّي ، إنّه الطريق والحقّ والحياة..انه يسوع مغيّر الحياة ...ويا ليتكم تعرفونه!!"
"بكيت في غرفتي الليل كلّه عند أقدام المصلوب ، فسمع صراخي"
" الموعظة على الجبل ، أعظم سيمفونيّة غردتها الحياة على شرفة الحياة"
" نوره يبهرني ويقود خطاي مع موكب المحبّة وارتال المؤمنين إلى الينابيع"
" ولي خراف أخَر ........"
والربّ صادق ...سيأتي حتمًا بكلّ الخراف ومن كلّ أركان الأرض ومن الجهات الأربع ، ولن يترك خروفًا واحدًا حتى ولو كان مكسورا ، سيحمله على مِنكبيْه ويُمسِّد صوفه بيديه المثقوبتين ويورده الينابيع.
أتخيّل الملكوت فأرى هناك أشقر الشَّعر والشقراء والأسمر والسمراء والأسود والسوداء والأصفر والصفراء والمُلوّن والمُلوّنة ، كلّهم يجلسون بهناءة على مائدة الربّ العريس ، بعد أن يكونوا قد ملئوا السماوات ترنيما وتسبيحات جديدة.
" ولي خراف أخر ينبغي ......"
المُهمّة لم تكتمل يا يسوع ....هناك أخوة وبالملايين عليك أن تدقّ شغاف قلوبهم ويقينا انك تعرف وتحبّ ، ويقينًا سيفتحون.
المهمّة لم تكتمل يا سيّد ، فالحقول واسعة والفَعَلة قليلون ...نرجوك أن تبعث بأرتال من الفَعَلة ليزرعوا الأرض والقفار والصحراء والجزر والبحار ، يزرعوها بشارة وبشارة ومحبّة ، وأنت تُمطِر كعادتك وتُنمّي ، فتأتي الغلّة وافرة كثيرة.
كم أتمنّى يا سيّد أن يكون الكون كلّه حظيرتك ، والبشرية كلها خِرافًا لك وحملانًا ترعى في مراعيك وتشرب من سلسبيل مياهك.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=12807&I=327