عدلى ابادير احد القادة التاريخيين للاقباط - لمحه عن انجازاته

جاك عطالله

بقلم: جاك عطاللة
مع اجراس رحيل العام 2009 و لهفة البشر من كل انحاء العالم على طى صفحة ذلك العام الكئيب الذى شهد كوارث وحروب عديدة ومأسى ورحيل العديد من الاحباء والشخصيات المعروفة انتقل الى الامجاد السماوية المهندس عدلى ابادير الزعيم القبطى و المصرى المعروف

بدأ المهندس عدلى حياته بمصر بعد تخرجه كمهندس و بقى فيها سنوات عديدة و كان يستورد من الخارج السكر لمصر و ايضا معدات المصانع و كان الوزراء ورجال الثورة على علاقة جيدة به يحجون الى مكتبه و حكى لى عنهم قصصا ونوادر عديدة - لاسباب معينة تم تلفيق تهمة من بعض رجال عبد الناصر له و اودع بالسجن لعدة سنوات بقضية ملفقة لرشاوى دفعت لرجال الثورة اثناء مناقصة لتوريد معدات مصنع ورق بقوص و برىء منها بعد ما انتقم منه النظام ولوث سمعته النقية ...

لم يستسلم عدلى ابادير ويركن يندب حظه وانما ترك مصر لعبد الناصر يعيث فيها فسادا وتخريبا عن طريق رجاله و رحل كرجل صعيدى عصامى الى سويسرا ليبدأ منها من جديد من الصفر تقريبا

حط المهندس عدلى رحاله فى زيوريخ بالجزء الالمانى من سويسرا لاجادته الالمانية و اسس مكتبا للتصدير و تعامل مع كل الدول العربية وكانت كلمته واحدة و نظره ثاقب وعلاقاته ممتازة بالجميع من سويسريين وغيرهم وبوقت قصير ومع عمل جاد دءوب و عقل راجح وذكاء فطرى واصرار على تجاوز المحنة نجح عدلى ابادير و كون اسما بارزا فى عالم المال والتجارة

كان عدلى ابادير يحمل هما مصريا والما خاصا داخل ضلوعه لما ناله شخصيا من ظلم شديد و بعدما حكم السادات و اخرج الاخوان و شاركوه الحكم و اصدر القوانين الاسلامية وظزز الدستور بالمادة الثانية المسرطنة لجسد وعقل وروح مصر لليوم اتخذت قضية اضطهاد الاقباط العلنى ابعادا دولية بحبس قداسة البابا واحد واربعين شهرا حبسا انفراديا بقلاية ضيقة تحت حراسة مشددة من الامن المصرى لا يمسح له فيها الا بالاكل والماء ومنع تماما من الزيارة و تنامت اعمال خطف واغتصاب بنات الاقباط القصر وتصاعدت بمذابح جماعيةللاقباط وهدم وحرق للكنائس وسرقات علنية للاقباط لايقدم فيها اى عضو من الاخوان الارهابيين للمحاكمة لان هذه تعليمات السادات و الامن للنائب العام وللمحاكم و تزامنت الاضطهادات مع هجوم كاسح على كنيستنا الوطنية الاصيلة و اتهام للكنيسة بخيانة الوطن و بأن قداسة البابا حاول ان يكون فرعونا اخر مع السادات الذى نصب نفسه بمساعدة حلفائه الاخوان فرعون مصر الوحيد رغم معرفة المصريين بان جدته كانت عبدة حبشية مسترقة وانه كان يقتل ويسرق ليعتاش وهو هارب بعد قتله لامين عثمان

تالم المهندس عدلى ابادير اكثر وهو يرى الاقباط من سيىء الى اسوا وهو يعيش فى الخارج فى حرية وبحبوحة فكان يرسل الاموال مع كل زائر لمصر للجمعيات الخيرية ولاخوة الرب وكان يصرف شهريات للفقراء والمعتازين كما كان يساعد اى مصرى يلجا اليه بصرف النظر عن دينه و ما يشدنى اليه كان تسامحه العجيب و محبته لكل مصرى فكان فى مؤتمراته التى حضرتها شخصيا اجد على المائدة الرئيسية كوتشيرمان معه الدكتور احمد مطر الكاتب النرويجى المعروف و الدكتور سعد الدين ابراهيم الاستاذ الجامعى والسياسى المحنك و الدكتور احمد صبحى منصور الاستاذ بجامعة الازهر الموجود بامريكا بسبب تحكم الاخوان المسلمين برقبة مصر و مصيرها ولم اجد قبطى واحد على منصة الرئاسة معه

اننا اليوم لا ننعى الوالد الروحى والزعيم المصرى الخالد عدلى ابادير لان اللى خلف ما ماتش كما نقول بالصعيد الجوانى والمهندس عدلى لم يخلف اسرة صغيرة فقط و لكن يعتبره عشرين مليون قبطى مصرى ما بين مسيحى ومتنصر ابا روحيا لهم وزعيما سياسيا

اننا اليوم نحتفل بانجازات المهندس عدلى السياسية و وضعه قضية اقباط مصر على الطاولة العالمية وباهتمامات العالم المتحضر وكلنا يذكر خطاب اوباما بجامعة القاهرة

اننا نعد المهندس عدلى باننا سائرين على مبادئه وعلى خطواته واننا لن نفرط فى حقوق اقباط مصر ولا حقوق مسلميها المصريين اسما وفعلا لا خونة الوطن ومساعدى الاحتلال الوهابى لمصر و اننا سنتجمع و نلتقى وننسق خطواتنا فى بيت سياسى قبطى يجمعنا كعائلة تختلف فيما بينها احيانا لكن بالاخير تتفق على استراتيجية تضعها الاغلبية وتهدف الى خطوات وطرق واضحة لانقاذ مصر من غول التعصب و الارهاب الدينى لصالح المسلم قبل المسيحى وهذا بالضبط ماكان يسعى اليه الزعيم المصرى الخالد عدلى ابادير

و اخيرا نداء لكل محبى وتلاميذ المهندس عدلى -- الطريق طويل وسيسقط اثناء الرحلة كثيرين ولكن النهاية حتمية و بزوغ الفجر قسيتم لان هذه هى طبائع الاشياء و علينا ان نتكاتف و نقرب الاراء وطوبى لصانعى السلام لانهم ابناء الله يدعون

نسال الرب من اجل ابينا الراحل ان يهبه نياحا فى حضن ابراهيم واسحاق ويعقوب و ان يهب اسرته الصغيرة الصبر و يهبنا نحن اولاده الروحيين البصيرة السياسية و العزم على استكمال الطريق الشاق وطريق الالف ميل بدا فعلا و اهنىء الجميع بعيد الميلاد المجيد.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع