دماء ليلة العيد

سحر غريب

بقلم: سحر غريب
تخيلت نفسي مكان ضحايا نجع حمادي بعد صلاة العيد لأجد نفسي ضحية مسجاة داخل بركة من دمائي، ماذا فعلت بأي ذنب قُتلت، لا تخبرني بأني ضحية لانتقام أرعن جاهل يريد أن يقتص لفعلة لم أرتكبها، تصرخ روحي ماذا فعلت يا ربي لكي تضعني في هذا الموقف الذي لا أحسد عليه؟، انتقم لي يارب لا تترك من رفع سلاحه علي روحي البريئة حيًا يُرزق.

هذا هو المشهد الدامي الذي زار خيالي عندما سمعت عن الأحداث المؤلمة في نجع حمادي، فأصعب ما يُمكن تصوره هو أن يتحول العيد الآمن والذي من المُفترض أن يكون سعيدًا إلي مأتم وصراخ وعويل، هل نعيش داخل غابة أم أن الغابة باتت تعيش داخلنا؟

يقينًا لم يكن مثل هذا الحادث المأسوي ليحدث لو كان هناك قانون قوي قادر على أن يردع مثل تلك الأفعال اللإنسانية الجاهلة التي تثير الفتن وتسبب الاحتقان، هل كان مفروضًا علي زائري الكنيسة ارتداء ملابس مضادة للرصاص مثلاً وحمل السلاح للرد علي الأعمال الإرهابية الغير مُتوقعة، لقد فقد الوطن صفة من المفروض أن يتميز بها وهو الأمن والأمان ولو كنت مكان وزير الداخلية لقدمت استقالتي فورًا لأني فشلت في توفير الأمن يوم العيد.

لم يكن حادث كهذا ليحدث لو نظرنا جميعًا في المرآة قبل أن نُقدم على أي عمل طائش غير مسئول ووضعنا أنفسنا دائمًا مكان الضحية البريئة وأهلها.

أعذر غضبكم بل غضبي يعادل غضبكم ولو كنت مكانكم لما سكت ولطالبت بعمل حداد رسمي علي شاشات التليفزيون تضامنًا مع أسر الضحايا المجروحين.

حزينة على القتلى، يصرخ قلبي وتبكي دموعي على ما حدث، أشعر بعجز فظيع لأن يدي مُكبلة لا تملك غير الحزن والألم وتقديم التعازي، لا أملك إلا أن أطلب من الحكومة تنفيذ حكم الإعدام فيمن تجرأ ورفع السلاح على ابن وطنه وجاره وصديقه وأخيه وأرجو عدم وضعه تحت خانة المريض العقلي التي أصبحت شماعة الحكومة الجاهزة للجميع، فما حدث غير مقبول بالمرة سواء من عاقل أو مجنون أو رد سوابق.