مدحت قلادة
بقلم: مدحت قلادة
هذا اللقب السحري الذي يسمعه خلال الفترة الأخيرة عشرات المرات يومياً... "لقب شهيد" هذا اللقب السحري اذو القدرة الجبارة القادر على تحويل الانسان الى وحش كاسر لص قاتل مستحل شرف وحياة واموال الاخر هذا اللقب الذي جعل الغوغاء والدهماء يتسابقون لنيل سبق الفوز بالحور البكر! والجنة المزعومة! ومن العجيب أن لقب الشهيد نسمعه يومياً من المتأسلمين ويطلقونة فقط على المجرمين والسفاحين وسافكي الدماء من أبناء أوطانهم المتفقين لدينهم أو المخالفين لمذهبهم، ويقسمون بالله وبعرشه أن هؤلاء القتلة السفاحين وسافكي الدماء هم شهداء.. معتقدين أن الله جل جلاله يسير على هواهم ويتبع خطاهم.
شهداء هذه الأيام السوداء هم مفجري الطائرات والقطارات في لندن وبالي ومدريد، ونيويورك، وقاتلي الأطفال في بيسلان،ومفجرى العوقين فى بغداد هم شهداء والمجرمين ضد أوطانهم وشعوبهم شهداء.. ومفجري أنفسهم في الأسواق شهداء.. وأصبحت كلمة شهيد حينما يسمعها المرء يصاب بالشك والريبة تجاه أفعال هذا الشهيد ويتساءل كم من الأفراد اغتالهم هذا الشهيد؟! وبأي وسيلة؟! ومن قتل؟! وكم عمر الشهيد؟! وما هو جنسه ذكر أم أنثى؟! فانتشار وشيوع لقب الشهيد يرجع لجيش جرار من شيوخ التطرف... يمنحون لقب شهيد للشباب، والفتيات، بعد شحنهم أيديولوجياً بفكرهم المتطرف أو إغواءهم بالجنة المزعومة وما بها من ملذات، وأبكار، وغلمان تروي الشبق لدى البعض وتحبب للحياة الأخرى هروباً من ظلام الجهل والتخلف الذي يعيشون فيه في الوقت الحاضر.
أصبحت كلمة شهيد عند سماعها تصيب المرء بالريبة والغثيان معا لالتصاقها بقاتل أو لص أو سفاح لبني وطنه. او حاكم طاغية مثل صدام حسين او سافك دم مثل ابومصعب الزرقاوى السنى " القاطع رؤوس البشر وهم احياء او الشيعى صاحب المتقاب " أو معتوه أٌستخِدم من قبل جماعات الإسلام السياسي! لذا فلقب الشهيد فقد رونقه وسموه عند سماعها من أو عن المتأسلمين.
ولكن ستظل كلمة شهيد فى المسيحية محتفظة بجمالها وسموها حينما نتذكر شهداؤنا في الكشح "شهداء الأقباط" الذين سفكت دمائهم ليس لكونهم قتلة أو مفجري قطارات أو طائرات أو سفاحين لبني أوطانهم بل لكونهم مسيحيين... أرادوا الاحتفاظ بإيمانهم في دولة ضاع فيها العدل واستباح التطرف دماء وشرف الآخر المخالف في الدين فشهداؤنا في الكشح خير مثال لكلمة شهيد قدموا ذواتهم محرقات حية على مذبح الحب الإلهي متمسكين بإيمانهم إلى النفس الأخير.
وأمثال هؤلاء:
1-عادل غطاس فهمي مواليد 12/7/1977 أعزب له خمسة أخوة، وهو شماس بكنيسة الأنبا شنوده بالكشح تناول من الأسرار المقدسة يوم استشهاده 2/1/2000.
2-الطفلة ميسون غطاس فهمي أخت الشهيد عادل تاريخ ميلادها 20/8/1988.
3-جابر سدراك سعيد 85 عاماً استشهد مع ابنه رفعت وزوجته.
4-رفعت زغلول جابر سدراك مواليد 15/7/1973 عامل زراعة أكبر أخوته.
5-حليم فهمي مقار تاريخ ميلاده 1/2/1939 استشهد بالإضافة لأبنائه الثلاثة زكريا وأشرف والأمير.
6-زكريا حليم فهمي تاريخ ميلاده 25/11/1971 متزوج ترك ثلاثة أبناء وابنة واحدة.
7-أشرف حليم فهمي مواليد 1987 أعزب.
8-الأمير حليم فهمي مواليد 9/1/1985.
9-تادرس لوندي تادرس تاريخ ميلاده مايو 1924 لدية ثلاثة أبناء منهم الشهيد ناصر الذى اغتالته يد الحقد والكراهية باسم الدين!
10-ناصر تادرس لوندي تاريخ ميلاده 12/12/1974 حاصل على دبلوم تجارة سنه 1994.
11-مهران لبيب شنوه تاريخ ميلاده 12/3/1956 متزوج وله خمسة أبناء المهنة سائق.
12-الشهيدة بونة القمص جبرائيل عبد المسيح السن 50 عاماً ربة بيت لها أربعة بنات وولدين إحدى بناتها مريم أصيبت في الحادث.
13-ممدوح نصحي صادق مواليد 8/8/1968 متزوج وله ثلاثة أبناء حاصل على دبلوم تجارة.
14-عاطف عزت زكي السن 24 عاماً تزوج قبل الوفاة مباشرة.
15-عبد المسيح محروس اسكندر مواليد22/5/1945 متزوج له ابن وابنة استشهدت.
16-سامية عبد المسيح محروس السن 21 عاما استشهدت مع أبيها.
17-وائل الضبع ميخائيل مواليد 2/8/1983 طالب دبلوم صنايع.
18-عمدان ظريف قديس مواليد 12/12/1975 حاصل على دبلوم، وموظف بالوحدة الصحية بالكشح أبيه ظريف قديس ضرير فاقد البصر ولا يعمل.
19-معوض شنوده معوض السن 50 سنة متزوج ولديه أربعة أولاد.
20-جرجس حنا مواليد 4/7/1949 متزوج له 10 أبناء.
21-رفعت فايز عوض فهمي مواليد 1/9/1985 في المرحلة الإعدادية.
هؤلاء هم شهداؤنا في الكشح منهم الشماس الخارج لتوه من الكنيسة بعد نواله الأسرار المقدسة فعذبوه لينكر المسيح فرفض فنال إكليل الشهادة، ومنهم من تلقى طلقات الرصاص في الحقل لينال الشهادة، ومنهم ذلك الفتى الذي أنزلوه من السيارة لينكر إيمانه فرفض فمزقوا جسده الطاهر وإمعاناً في تعذيبه ساروا بالسيارة على جسده للتمثيل بالجثة، ومنهم من أحرقوه في حقله!!! لتتحول أجسادهم الطاهرة لجزيئات من الرماد تختلط بأرضهم التي طالما افترشوها وهم أحياء وذابت فيها أجسادهم وهم أموات، فمنهم الطفلة ميسون ذات الإحدى عشر عاماً، والطفل رفعت فايز ذو الخمسة عشر عاماً، ومنهم الطاعن في السن جابر سدراك 85 عاماً، ومنهم الشباب مثل أشرف حليم، وزكريا حليم، ومنهم عروس السماء سامية عبد المسيح محروس، هؤلاء الشهداء لم يقتلوا أحد ولم يفجروا أنفسهم في الآخرين بل استشهدوا ليحتفظوا بإيمانهم برب المجد يسوع.
إن دماء شهداؤنا في الكشح ستظل شاهداَ على مدى الظلم والإجحاف وغياب العدل والعدالة، فبدون الحكم على القتلة المجرمين ستظل دمائهم شاهدة على غياب العدل والمساواة وسنتذكرهم دائماً لأنهم شهادة حية للعالم على الظلم والتطرف فهنيئا لكم فردوس النعيم وصلوا من أجلنا أمام العرش الإلهي .
أخيراَ: شهداء الأقباط يترنمون ويسبحون أمام العرش الإلهي، أما شهداء المتأسلمين لهم حور العين ذات البكورية الدائمة، أما نحن الأحياء المختلفين في الدين أو المذهب أو العقيدة سنظل أهداف أو وسيلة لهؤلاء الإسلاميين ليدخلوا الجنة على جثثنا بدون حكم عليهم والذي حدث في الكشح مثل حي يؤكد ضياع العدل والمساواة.
طوباكم ايها الشهداء العظام لقد اثبتم للعالم معنى الشهادة الحقة شهادة للحب الالهى وليس شهادة القتل وسفك الدماء
طوباكم ايها الشهداء الابرار الذين ينعمون بالقوقوف اما عرش الله ترنمون وتسبحون مع ملائكة السماء .
طوباكم ايها الشهداء الابرار الذين ارتفعتم بالحواس الجسدانية لتنالون ارواح ملائكية .
صلوا لاجنا اما عرش النعمة صلوا لسلام العالم صلوا من اجل ارضنا الحبيبة مصر والعالم ليحل فيها الحب والخير والسلام وترحل عنا ايدلوجية الكراهية والحقد المستحلة للاخر .
صلوا لاجل مصر ليرحل هذا النظام الفاشى المستحل كل شىء والمستحل كل شلاء من اجل البقاء .
"لا أعرف خطيئة أعظم من اضطهاد برئ باسم الدين" من أقوال غاندي
Medhat00_klada@hotmail.com
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=12012&I=307