أنا عندي رئيس.. عندك شعب؟

ماجد سمير

بقلم: ماجد سمير
كتبت منذ فترة طويلة عن فكرة رحيل الشعب عن البلد وتركه لها خاوية العروش لأن المعيشة مع حكومتنا باتت من الأمور الصعبة والمرة جدًا، لكن الأمر تتطور ولم يرحل الشعب وظل قابع قانع بما هو فيه، واستمرت الحكومة في طريقتها الخبيثة المؤكدة على طول الخط أن المصريين لم يُفطموا بعد، وأمرت بتفيذ المشروع الحضاري المغذي المسمن "الرضاعة للجميع" الذي يضمن للملايين من المصريين في الخارج والداخل "ببرونة لكل مواطن"، لأن الشعب من وجهة نظر حكومية غير كامل الأهلية، فالحكومة هى التي تفكر على طول الخط وتنفذ دائمًا وتعمل وتصرف المال، وكأنها "بتفنجر" من جيبها أو تعطي الشعب فردًا فردًا "حسنة".
وهي أيضًا تشرف على المأكل المشرب والصرف أيضًا، وربما الصرف بالتحديد له أهمية كبرى لدى الحكومة لأنها تستخدمه في ري المزروعات من الخضار والفاكهة، ولأنها تدرك أن موضوع الصرف هو الوحيد الذي لا يستغنى عنه أي فرد، حكومة كان أو معارضة ذكر كان أو أثنى كبير كان أو عيل، لذا ستفكر الحكومة استمرارًا لسياسة الجباية الإعداد لضريبة جديدة تسمى ضريبة البلاعات، يتم من خلالها تركيب عداد يعد كمية الصرف كل فرد أو بيت، يتم بعدها حساب الضريبة المستحقة مع مرعاة وضعها في شرائح تناسب كل شخص.
ولأن الحكومة تشعر أنها أمنا المسئولة والشعب يشعر أنها أمنا الغولة ترعبه وتخيفه في أغلب الأحيان، والشعور بالخوف يسبب سعادة كافية في الاستمرار في خططها الجهنمية وتنفيذ كل أهدافها لأن الشعب من كما تراه الحكومة "داقق عصافير"، سيصدق أي شيء يصدر عنها دون أي شك، وتأمل الحكومة أن تظل العصافير "المدقوقة" على قيد الحياة، وربما تكون العصافير أعضاء في الحزب الحاكم تراقب الشخص المدقوقة على جبهته.
وللحقيقة المجردة أننا لا نستحق إلا هذه الحكومة ولا نستحق إلا أن تدق عصافير على قفانا، فالشعب الذي شهد التاريخ أنه كان الأخشيدين مع الأخشيد والطولونيون مع ابن طولون والأيوبين مع الأيوبي و"ج.م.ع" مع جمال عبد الناصر وصفق بشدة للقرار التاريخي الخاص بإلغاء الصف السادس الإبتدائي وهلل بفرجة للقرار التاريخي بعودة الصف السادس الإبتدائي لا يستحق إلا ماكتبه الشاعر الشاب "سامح محجوب":
وسط البلد نانسي وهيفاء
والناس لا عارفة ولا شايفة
لا تقول لي لماذا ولا كيف
أنا عندي رئيس
عندك شعب؟!