الأقباط متحدون" تعرض كتاب "مستعدون للمجاوبة"

عماد توماس

عرض: عماد توماس
قبل الكلام
عندما أصدر الدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية كتاب "تقرير علمي" الذي تم توزيعه مجانًا مع مجلة الأزهر، ردًا على كتاب "مستعدين للمجاوبة" رأى عمارة أنه من الواجب الرد على ما جاء فيه، وليس فقط التوصية بمنع تداوله وذلك قيامًا بفريضة "تبليغ الدعوة، وإقامة الحجة، وإزالة الشبهة"
وإذا كان من حق عمارة أن يبلغ الدعوة ويقيم الحجة ويزيل الشبهة فهل حلالٌ عليه فقط وحرامٌ على كاتب كتاب "مستعدين للمجاوبة" أن يبلغ أيضًا الدعوة ويقيم الحجة ويزيل الشبهة!!



معلومات الكتاب
في الصفحة الثانية من كتاب عمارة يصف بيانات كتاب "مستعدين للمجاوبة" بقوله "ليس هناك تعريف بالناشر ولا مكان النشر ولا تاريخه ولا رقم الإيداع" !!
والنسخة التي حصل "الأقباط متحدون" عليها من كتاب "مستعدين للمجاوبة" وهو كتيب صغير يتكون من 52 صفحة من القطع المتوسط، يحتوى على رقم إيداع 3571 وسنة النشر 2005 ورقم تليفون الكاتب الدكتور سمير مرقس-وهو غير الكاتب سمير مرقس الذي يهتم بالكتابة في شئون المواطنة-  بالإضافة إلى صندوق بريد للمراسلة بالإسكندرية وطبعة الكتاب الثالثة في يونيو 2005.
وهذه البيانات تنفي مزاعم عمارة من كون الكتاب مجهولاً أو منشورًا "تنصيريًا" على حد زعمه.
كما أن سنة صدور الكتاب هي عام 2005، فما الذي جعل مجمع البحوث الإسلامية يتذكر الآن أن يرد على كتاب قد صدر منذ أكثر من 4 سنوات!!

محتويات الكتاب
عنوان الكتاب هو "مستعدين للمجاوبة" وهو اختصار لآية كتابية استخدمها الرسول بطرس في رسالته الأولى "مستعدين دائمًا لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم" ( 1بط 3 : 15)
يتكون الكتاب من تقديم وخمسة فصول، الأول بعنوان: صحة التوراة والإنجيل وعدم تحريفهما، والفصل الثاني بعنوان :إنجيل برنابا-إنجيل مزيف. والثالث: المسيحية ديانة موحدة. والرابع: قضية الغفران وضرورة الفداء. والفصل الخامس: القضايا الصغرى.
ويقول كاتبه إنه كتاب يوضح صحة العقيدة المسيحية ويزيل سوء الفهم الذي يحيط ببعض عقائدها بأدلة وشواهد من التوراة والإنجيل والقرآن.

الفصل الأول: صحة التوراة والإنجيل وعدم تحريفهما
تساءل الكاتب لمن يزعم بتحريف الكتاب المقدس، هل حُرف الكتاب قبل مجئ القرآن أم بعده؟ وقدم عدة أدلة تثبت أن الكتاب المقدس لم يحرف قبل مجئ القرآن، موضحًا أن الله لا يعقل أن  يترك العالم يتبعون كتابًا محرفًا طوال 600 سنة تعيش فيها أجيال وتموت وهي بعيدة عن الحق، واستشهد الكاتب ببعض الآيات القرآنية مثل:
سورة الحِجْر (9): "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" موضحًا أن الذكر هو الكتب المنزلة من الله للبشر، فالله قادر أن يحفظ رسالته إلى العالم من عبث الناس والشياطين فهو الله الحفيظ.
-سورة المائدة 5 : 48 "وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقًا لما بين يديه من الكتاب  ومهيمنًا عليه" موضحًا أن الله حارس للكتاب المقدس من العبث أو التحريف.
سورة يونس (94): "فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين  يقرأون الكتاب من قبلك"  
سورة المائدة (47): "وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لا يحكم بما أنزل الله فيه فأولئك هم الفاسقون".

وقدم الكاتب بعض الأدلة التي تثبت عدم تحريف الكتاب المقدس بعد مجئ القرآن  منها قوله:
• خلال هذه الفترة الطويلة انتشر الكتاب المقدس في ربوع العالم وتُرجم إلى لغات كثيرة بلغت خمسة عشر لغة.
• لا يُعقل أن يتم تحريف التوراة- بسبب الخلاف بين اليهود والمسيحيين الذين يستخدم كل منهما التوراة "العهد القديم" ويؤمن بها- وكل فريق يراقب الآخر- ولا يجرؤ على التحريف أو تغيير أي شيء.
• المخطوطات القديمة من التوراة والإنجيل منذ القرن الأول الميلادي والتي اكتشفت فيما بعد لا تزال محفوظة في لندن وباريس وهي مطابقة للنسخ الموجودة الآن.

وقدم الكاتب أدلة أخرى لصحة الكتاب المقدس منها:
إتمام النبوات، شهادة العلم والبحوث العلمية، وحدة الكتاب وتوافقه، شهادة التاريخ والآثار المكتشفة، تأثير الكتاب المقدس أدبيًا وأخلاقيًا، المصادقة عليه في كتب الآباء والقديسين...إلخ.

وفنّد الكاتب بعض نبوات التوراة عن المسيح والتي يرى البعض أنها تشير إلى نبي الإسلام، مثل: ( تثنية 18 : 15) "يقيم لك الرب إلهك نبيًا من وسطك من إخوتك مثلي له تسمعون"
(تثنية 18 : 18 )" أقيم لهم نبيًا من وسط إخوتهم مثلي وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به"
ويوضح الكاتب أن الآية الواردة في التثنية "34: 10" تعني أنه لم يقم نبي في إسرائيل كموسى إلى الوقت الذي كتب فيه هذا السفر "سفر التثنية" وأما عبارة "من وسطك" فهي تعني أن هذا  النبي سيأتي من وسط شعب إسرائيل، مستشهدًا بتأيد القرآن لرأي التوراة في كون النبوة موكولة إلى بني إسرائيل وليست من أي شعب خارجها ( العنكبوت 29 / 27 ) " ووهبنا له اسحق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب " و سورة (الجاثية 45 / 16) "ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين "

أما وجه الشبه بين هذا النبي الموعود به وبين موسى فهو بحسب تثنية "34 : 10 ، 11" ينحصر في نقطتين، الأولى معرفة الله وجهًا لوجه، الثانية:
عمل المعجزات والآيات العظيمة بواسطة كل منهما. ويستشهد الكاتب بما جاء في إنجيل يوحنا 5 : 46 "لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لأنه هو كتب عني" ويذكر الكاتب 13 تشابهًا بين حياة موسى وحياة المسيح، منها الحفظ في الطفولة من الموت، السيطرة على البحر وأمواجه، إشباع جموع غفيرة، التكلم بنبوات وأمثال، رسم فريضة الفصح، الظهور بعد الموت...إلخ.

الفصل الثاني : إنجيل برنابا- (إنجيل مزيف)
يقول الكاتب عن إنجيل برنابا إنه إنجيل مزيف مملوء بالأكاذيب والأساطير والخرافات، كتبه شخص سطحي في القرن الخامس عشر بدوافع شخصية غير أمينه لمهاجمة تعاليم الإنجيل والتوراة مدعيًا أنه برنابا الرسول، وبينما كتبت جميع الأناجيل الصحيحة في القرن الأول الميلادي، فإن هذا الإنجيل المزيف كتبت نسخته الأصلية باللغة الإيطالية التي لم تظهر حتى القرن الــ 14، والتي لم تكن لغة برنابا الذي عاش في القرن الأول الميلادي، كما أن التوراة والإنجيل كُتبت أصلاً بالعبرية واليونانية. كما أن مخطوطات الكتاب المقدس وترجماته المختلفة وقوائم الكتب لا تحتوي على إنجيل برنابا.

ورصد الكاتب 6 أسباب أساسية لبيان زيف إنجيل برنابا هي كالتالي: السبب الأول: زمن كتابته في القرن الخامس عشر، الثاني: جهلة بطبيعة بلاد فلسطين، الثالث: جهلة بتاريخ بلاد فلسطين، الرابع: ذكره لتقاليد وعادات غرب أوروبا في العصور الوسطى، الخامس: ذكره الكثير من المبالغات الخيالية غير المعقولة، السادس: وجود الكثير من الخرافات والأساطير به.
الفصل الثالث: المسيحية ديانة موحدة
يؤكد الكاتب في هذا الفصل على أن المسيحية ديانة موحدة لا تؤمن بثلاثة آلهة بل بإله واحد، ناطق بكلمته، حي بروحة، بدليل مقاومتها الباسلة للوثنية وتعدد الآلهة، ورفض المسيحيين السجود للأباطرة والملوك وكانوا يستشهدون بالآلاف.
ويوضح الكاتب معنى المسيح في القرآن بأنه كلمة الله وروح منه، ويستشهد بالمفسرين في تفسير أية ال عمران 45 "إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ" إن الوجاهة في الدنيا تعني المعجزات والقداسة في الآخرة تعني المجد والشفاعة.
ويفسر الكاتب معنى المسيح ابن الله، بأنها ليست بنوة جسدية بل روحية، مثل صدور النور من النار، والكلام من العقل، فهي ليست ولادة جسدية تقتضي التتابع الزمني والتزاوج مثل البشر والأحياء الأخرى ولكنها تعني أن المسيح جاء من عند الله رأسًا، وكما يحمل الابن عادة صفات الأب هكذا المسيح أعلن الصفات الإلهية مجسدة.

يقدم الكاتب 10 أسباب تدل على طبيعة المسيح الإلهية مثل:
1- ميلاد المسيح المعجزي من العذراء مريم.
2- كماله المطلق وقداسته.
3- قدرته على كل شيء "الخلق- شفاء الإمراض المستعصية- سلطانة على الطبيعة..إلخ".
4- علمه بكل شيء.
5- عدم تغيره.
6- وجوده في كل مكان.
7- وجوده في كل زمان.
8- غفرانه للخطايا.
9- تقبله سجود الناس له.
10- أقوال المسيح عن نفسه.

الفصل الرابع: قضية الغفران وضرورة الفداء
يحاول الكاتب الإجابة على سؤال كيف يتوافق الرحمة مع العدل الإلهي مجيبًا أن الحل يكمن في فداء الله للإنسان. ويوضح أن فكرة الفداء ليست جديدة مستشهدًا بخطيئة أدم وحواء في الجنة، عندما صارا عريانين، فقام الله بسترهما بجلود ذبائح حيوانية قدمها فداءً عنهما كرمز للفادي الذي سيأتي في ملء الزمان.
واستعرض الكاتب بعض الصور التي جاءت في العهد القديم والتي ترمز إلى فداء المسيح وموته الكفاري لخلاص العالم مثل: فلك نوح، عصا موسى، صخرة موسى، الحية النحاسية، خروف الفصح، مدن الملجأ.
ثم يوضح الكاتب الشروط الواجب توافرها في الفادي منها أن يكون كاملاً كمالاً مطلقًا لم يرتكب أية خطية أو إثم أو تقصير، وان يكون خاليًا من الخطية الأصلية، وأن تكون قيمته تساوي كل العالم المطلوب فداؤه أو تزيد، وأن تكون له الطبيعة البشرية، وأن يكون مالكًا لنفسه، ويقدم نفسه طواعية وبمشيئته وأخيرًا أن تكون قيمته غير محدودة.

ويحاول الكاتب إثبات صلب المسيح من خلال الآيات القرآنية التي تشير إلى وفاة المسيح وموته مثل:
• " سلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيًا " ( مريم 34 )
• "فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم" (المائدة 117)
• " إذ قال الله  يا عيسى، ابن مريم، إني متوفيك، ورافعك إليّ ومطهرك من الذين كفروا، وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامـة" ( آل عمران  ٥٥).
ويرد الكاتب على نظرية إلقاء شبة المسيح على يهوذا معتبرًا أن هذا التصرف ينطوي على الخداع والمكر الذي لا يلجأ له إلا الضعفاء، ولم يذكر التاريخ أن المصلوب اعترض وقال إنه يهوذا وليس المسيح، بالإضافة إلى كيف يرفع المسيح ولا يعرف بذلك تلاميذه وأمه مريم، وإذا كانوا قد عرفوا فلماذا ذهبت المريمات بالطيب فجر الأحد إلى القبر.
ويرجع الكاتب إلى الإمام الرازي في تفسيره جزء 3 ص 350 في رفض فكرة إلقاء شبه المسيح على يهوذا منها أنه يفتح الباب للسفسطة، ويطعن في التواتر، لكن أغفل الكاتب ذكر تفنيد الرازي لهذه الأسباب التي ذكرها.
وفي ص 33 من الكتاب يوضح الكاتب الفكر الإسلامي عن الغفران، ذاكرًا طرق الخلاص والغفران في القرآن منها: التوبة فالتائب عن الذنب كمن لا ذنب له، الأعمال الحسنة "الحسنات يذهبن السيئات"، الصلاة والزكاة، وأداء فريضة الحج التي يقول عنها الكاتب "ليس من المعقول أو المقبول أن الغني القادر على نفقات الحج يتمتع بالغفران دون الفقير غير القادر".

ثم يذكر الكاتب أن القرآن ذكر حتمية ورود كل بشر إلى النار لفترة تختلف من واحد لآخر.
ويعود الكاتب للحديث عن طريق الخلاص والغفران كما رسمه الإنجيل، باعتراف الإنسان أمام الله بأنه خاطئ مستحق الهلاك، ويعترف ويقر أمام الله انه لا يقدر أن يخلص نفسه بأعماله وجهوده الذاتية، ويعلن رغبته المخلصة في ترك الخطية والتوبة القلبية الصادقة من خلال الإيمان بالمسيح الفادي.

الفصل الخامس: القضايا الصغرى
يتطرق الكاتب في الفصل الأخير من كتابه إلى عدة قضايا فرعية، مثل تحريم الخمر مؤكدًا تحريمه في العهد القديم "التوراة" والعهد الجديد "الإنجيل" مستشهدًا  بعدة نصوص كتابية مثل : "الخمر مستهزئة المسكر عجاج ومن يترنح بهما فليس بحكيم." الأمثال "20 : 1"
"لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح "  "أفسس 5 : 18"
ثم يرد الكاتب على بعض الذين يعتقدون أن المسيحية تحل "الربا" مؤكدًا بآيات كتابية من الكتاب المقدس بالنهي عن الربا مثل:
• أمثال 28:8 "المكثر ماله بالربا والمرابحة فلمن يرحم الفقراء يجمع".
• لاويين 35:25- 36  "وإذا افتقر أخوك وقصرت يده عندك فأعضده غريبًا أو مستوطنًا فيعيش معك. لا تأخذ منه ربا ولا مرابحة بل اخشَ إلهك فيعيش أخوك معك".
• لوقا 6 : 30 "من سألك فاعطه ومن أخذ منك فلا تطالبه".
كما يؤكد الكاتب على تحريم لحم الخنزير في الكتاب المقدس، ويرد على اتهام المسيحيين في اختلاط الجنسين في ليلة عيد القيامة وتقبيل الرجال للنساء في الكنيسة.
ويختم الكاتب كتابه بأن الله يتعامل مع الإنسان بحسب ما في قلبه من إيمان ونوايا وبحسب سلوكه وأعماله لا بحسب المظاهر الخارجية مثل اللحية والمسبحة وعلامة الجبهة التي قد تخدع الكثير من البشر.
آخر الكلام
من يقف على صخرة الحق لا يخشى الأمواج الهائجة !!