أيمن عبد الرسول
بقلم: أيمن عبد الرسول
هذه الصورة المرفقة بالموضوع والتي جعلها أحدهم علامة على مكتبه وتوجهه معًا تؤكد أن الكثيرين في بلدي يعدون العدة للحكم الإسلامي، وهذا السيناريو لن يفرق فيه الإخوان عن غيرهم، إلا أن نكتة رواها لي مسلم -وهو بالتأكيد ليس الإمام مسلم صاحب الصحيح- تؤكد مدى الروح غير السمحة التي يتمتع بها البعض من المسلمين ضد القبط من مسيحيي مصر الذين نشر بعضهم صورتي في موقع قبطي واصفًا المواطن الذي هو أنا بالغباء والمرمغة في الطين الإسلامي حتى أنفي، والمواطن المصري الذي هو أنا برضه لا يعتقد أن الإخوان المسيحيين يقلون خطرًا على هذا الوطن من الإخوان المسلمين، اللهم في الدرجة المحسوبة للتطرف ليس إلا؟!
المهم أن سيناريو الحكم الإسلامي لمصر حمل عددًا من المفارقات المضحكة المبكية في آن، منها أن الحكم الجديد تحت راية الإسلام سيجعل من المواطن المصري ذي الانتماء المسيحي في أول صفوف الجهاد المصري الإسلامي ضد العدو الصهيوني، بديلاً عن الجزية مثلاً وذلك بأن يقر الخليفة القادم لشعب الكنيسة العيش تحت مظلة خلافته، بشرط أن يهدي كل قبطي حزامًا ناسفًا ويمنحه شرف الاستشهاد في عمليات إرهابية ضد العدو الصهيوني، كشرط لإثبات حسن المواطنة!!
ليس هذا فقط، بل على المسيحي المصري الذي سيتغير اسمه من قبطي إلى نُصراني تبعًا للوصف المُثبت في المصحف العثماني، وستقوم شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتفتيش عن النصارى المتهربين من الجهاد، وستتم محاكماتهم في ظل شريعة إسلامية عرجاء محاكمات عادلة على طريقة "اعدم الأول وبعدين أحكم"، ومن لم يمت بالجهاد ونسف الجسد في جموع الأعداء، سيموت هربًا ورعبًا وربما غمًا وكمدًا قبل الموت على مشانق المحاكم الإسلامية المزمع عقدها حيال قيام نظام دسوقي الإسلامي!!
وسيصبح الإبلاغ عن نُصراني هارب من الجهاد فرض عين على كل مسلم في مصر للحد الذي سيجبر النصارى على حفظ آيات من المصحف، يواجهون بها الهروب من الإرهاب، بأنهم أسلموا سرًا وستصبح الأسلمة الجبرية عملاً يفضي إلى دخول الجنة واعتراف الدولة الإسلامية بمواطنته الكاملة، فإما يموت إرهابيًا نُصرانيًا أو يموت من الغيظ لأنه ادعى الإسلام سرًا هربًا من جحيم النظام، والنظام الإسلامي الذي سينظم حملات التفتيش على القبط -آسف أقصد النصارى- لا بد سيعمل على إظهار الأمر أمام العالم كأنه إدانة بتهمة الخيانة العظمى!!
الأستاذ دسوقي الإسلامي يعمل محاميًا وعضو اتحاد المحامين العرب في دولة جمهورية مصر العربية، التي يحكمها دستور مدني نسبة إلى المدنية لا إلى المدينة المنورة ولا إلى العهد المدني المحمدي، عهد الانتقال من المسكنة إلى التمكن، ومن العصبة المضطهدة إلى الدولة المنتقمة، ومع ذلك يتحاكم الأستاذ دسوقي الإسلامي إلى جلسات الصلح لا جلسات المحكمة، وشريعة الإسلام لا الدستور العلماني الذي وضع من أول مبادئه مبادئ الشريعة الإسلامية مصدرًا للتشريع، وعرف من قبلنا بصفتنا دولة إسلامية كما ينص الدستور، دولة يحكم فيها أغلبية مسلمة وتكفرها جماعات الإرهاب الإسلامي، دولة الخلافة الإسلامية المنتظرة على أحر من الجمر لتصفية ثأر بايت مع النصارى الذين يدعون ملكيتهم لمصر واحتلال العرب لها، ووقتها سيُعاير كل نُصراني في كل أرض مصر بتعبير التوراة (العهد القديم) وكانوا يقصدون بكل أرض مصر المنطقة التي يعيثون فيها إيمانًا ونصبًا على المصريين، وبين الاحتلال الروماني الذي صنع عصر الشهداء تمهيدًا لدخول ميمون للعرب الذين يرفعون رايات الإسلام والأخوة في عيسى لا يسوع، ويذكرون المصريين بأنهم عندما جاؤا هاربين من بطش أبي جهل ذكروا من مصحفهم آيات من سورة مريم، فأمنهم المقوقس حاكم مصر ولم يذكروا له أن مصحفهم يقول لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح عيسى بن مريم، ويتساءلون في مكر مقيت أين كان القبط وقت غزو –فتح- مصر؟
مهزلة.. ولكنها أمر أضحى واقعًا، كما أن أتباع المسيح هم أكثر الناس عرضة للانتقاد ومع ذلك هم الذين صنعوا التكنولوجيا التي يستغلها الجميع في بث الرعب الإسلامي في العالم، ويدعون الاضطهاد ويفجرون ممتلكات العالم تحت دعوى الدعوة إلى الإسلام، وأسامة بن لادن الموهوم بالحروب المقدسة يمثل الإسلام كأحسن ما يكون، بينما لم نرَ مسيحيًا أو نُصرانيًا يفجر الآمنين وإنما يموت دفاعًا عن الإنسانية، وبعدها يأتي الأستاذ دسوقي الإسلامي ليعلن في ظل دولة القانون المهدر والدستور المراوغ دولة الخلافة الإسلامية في مصر وعايزني أكسبها!!
أما النكتة فهي تقول: مسيحي مات وسط شوية مسلمين في حادث سيارة، وجاءت الملايكة للحساب فسألوا المسلم الأول إذا كان حافظًا شيئًا من القرآن فأكد للملايكة، فقالوا له: سمّع، فقال: قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس. فقال له ملاك: خلاص على الجنة، والثاني تكرر معه نفس السيناريو فقال: قل أعوذ برب الفلق. من شر ما خلق. فأعطوه صك الجنة، وخاف المسيحي أن يعترف بمسيحيته حتى لا يدخل النار فقال: أنا مسلم وحافظ سورة الفيل، فاختبروه فقالها هكذا: قل أعوذ برب الفيل. ملك الفيل. ففهمت الملائكة وضحكوا وأدخلوه النار!!
هكذا ببساطة يسخر المصري من أخيه المصري ولا يشعر بالعار، أليس مصحفه يقول له ذلك!!
النكتة تحمل مرارتها ولكن لو استبدلنا بالملائكة شرطة الأمر بالمعروف لحدث ذلك فعلاً، أما مصر المدنية فلا بواكي لها، وللحديث بقية.
http://www.copts-united.com/article.php?A=11808&I=303