مايكل فارس
كتب: مايكل فارس- خاص الأقباط متحدون
بدأ المؤتمر الذي عقدته لجنة الحريات بنقابة الصحفيين للتضامن مع الدكتور نصر حامد أبو زيد أستاذ الأدب العربي بجامعة "ليدن" بهولندا، بعد قرار منعه من دخول الكويت، في تمام الساعة الحادية عشر صباح الثلاثاء، في صالة نقابة الصحفيين.
لم يكن المؤتمر بقاعة من قاعات النقابة، فبدأ الأستاذ محمد عبد القدوس مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين يروي قصة تحول المؤتمر من القاعة إلى الصالة فقال:
"إني اتصلت بنقابة الصحفيين لعمل المؤتمر، فردت النقابة بأن الندوة ممنوعة لأنه كان من المفترض أن يأتي السنة الماضية لنقابة الصحفيين لحضور ندوة للجمعية فلم يأتِ، لذا تم منعه، فلايجوز أن يحضر بها وهو ممنوع من العام الماضي، والأمر بيد النقيب الذي اتصلنا به مرارًا دون جدوي، وكانت ستعقد هذة الندوة علي سلم النقابة".
وأكد عبد القدوس أن ما حدث كان بسبب التدخلات الأمنية.
وبدأ الدكتور نصر حامد أبو زيد بمقولة "أنا أثق في الأشخاص وليس في المؤسسات، وثقتي في الأستاذ محمد عبد القدوس هي التي جعلتني أقبل هذه الدعوة، أما المؤسسات فهي خربة؛ وفي كل موقع وحزب هناك شخصيات محترمة وهناك فاسدون ومن هنا الثقة في الأشخاص"
وقرأ أبو زيد عدة ورقات بشكل مشاهد بسيناريو يقص فيها كيفية منعه من الدخول للكويت ورحيلة من المطار مرة أخرى.
وتحدث عن قرار منعه من دخول الكويت قائلا: "إني أتحدث عن القرار وليس المسؤل الذي أصدر القرار، فأنا لا أقصد الكويت الوطن، فالكويت وطن لا يلوثه قرار، وورقة يمكن أن تُداس بالحذاء، وإن كانت الأمر يتوقف أحيانًا على توقيع مسئول لايحترم القانون الذي لايمنع من منح التأشيرة، ولكنة أصر علي أن يضع القانون تحت حذائه، دون إبداء أي تبرير قانوني من المنع، فذلك القرار الذي يستهين بالقانون إلى هذا الحد راضخًا لابتزاز سياسي رخيص فهو قرار مكانه سلة المهملات".
وتحدث في هذا السياق عن قرار منع طارق رمضان من دخول أمريكا بعد منحه التأشيرة موضحًا أن وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت سبب سحب التأشيرة.
فعلى الرغم من أني ضد ذلك، إلا أن سبب سحب التأشيرة كان معلنًا وهو مالم يحدث معي في الكويت.
وأكد أن الدعوى الفكرية من أي بلد عربي تحتل لديه أهمية قصوى، لذا تلقيت الدعوى من الدكتور أحمد البغدادي من مركز الحوار الثقافي يوم 21 أكتوبر واتفقنا علي إلقاء محاضرتين يومي 16 و17\12\2009، الأولى عن الإصلاح الديني في الدولة الدستورية، والمحاضرة الثانية عن قضايا المرأه بين الخطاب القرآني والرؤية الفقهية، ولكن التيارات الإسلامية هددت الحكومة بسحب الثقة إذا دخلتُ الكويت، فتم المنع وأضاف أن المكالمات لم تتوقف عن الاعتذار له بسبب هذه الأحداث.
وأكد أن المشكلة هي مشكلة صاحب هذا القرار الذي خضع للابتزاز، فداس على القانون من أجل حماية كرسيه المزور.
وأضاف أنه من حق أي شخص الاعتراض على قرار يراه ضارًا بمصلحته أو مصلحة بلاده، ولكن مهمة المسئول هي الحفاظ على القانون.
وأكد أنه في حال دخول المواطن المصري "نصر حامد أبوزيد" للكويت لا يمانع ولايعترض معترض إلا في حال إذا كان هذا الشخص (يقصد نفسه) يؤدي دخوله إلى خطر للبلد مثل وباء مرضي.
وشن هجومًا على السياسيين في مصر والبلدان العربية قائلا: "السياسي في بلادنا صار صدى باهتًا للتطرف باسم الدين، فالمتطرف يهدد والسياسي يُزعن فتسقط كل أقنعة الليبرالية والديموقراطية وحقوق الإنسان التي يتجمل بها السياسي".
وشدد علي أن تكون معركة المثقف ضد السياسي، مؤكدًا أن هناك جريمة كبرى وهي أن يتحالف المثقف مع السياسي باسم محاربة التطرف والإرهاب وذلك لأن الإرهابي متطرف وإرهابي من نفس النمط، متطرفان يكره كل منهما الآخر وإرهابيان يُرهب كل منهما الآخر والضحية نحن الشعب بكل طوائفه ومنهم المثقفون ..أابناء البطة السودة وأبناء البطة العرجة ".
وأكد علي ضرورة أن يتمسك المثقف باستقلاله حتي لو تبنى السياسي منظور المثقف، لأن المثقف لابد أن يكون حارس قيم لا أن يتحول بتحالفه مع السياسي إلى كلب حراسة؛ مشيرًا إلي كيفية تعلمنا من التاريخ وكيفية تحول الأفكار على أيدي السياسيين إلى أدوات قمع، وضرب مثلا على الخليفة المأمون، مؤكدًا أنه لم يكن ليبراليًا ولا عقلانيًا عندما استخدم كلام المعتزلة لامتحان البشرمن الفقهاء وتعذيبهم، ولم يكن المتوكل عادلاً حين قلب الموازين، فاضهد المعتزلة، ففي الحالتين تم خداع المفكرين فدفعوا الثمن؛ فا أعظم الأفكار تلوثها السياسة في بلادنا التي تعتبر الحرية فسادًا وتري المواطنين رعايا في بلاد تضطهد المخالفيين في العقيدة والرأي.
وشكر أبو زيد طارق المولى والذي كان المنظم للمؤتمر بالكويت والذي أتى خصيصًا لمنزله في مصر لإعطائي الهدية التذكارية والتي تم إعطائها لكل محاضر في المؤتمر.
ثم تحدث الدكتور جابر عصفور قائلاً: "إن ماحدث للدكتور أبو زيد حادثة جماعية وليس فردية وتدل علي أن الديموقراطية التي يتشدق بها الحكام هي وهمية وإن منعه كان بسبب المتطرفين الكويتيين والذين نعاني منهم في مصر والذين نصبوا من أنفسهم حكومات موازية، لذا علينا أن نقف ضدهم وشكر عصفور الله على عودة "أبو زيد" إلى مصر قائلاً: "من يدري لو ظل هناك ماذا كان سيحدث؟".
وأكد قائلاً: "إننا لن نكف عن محاربة هؤلاء المتطرفين الذين يتحدثون باسم الاسلام ويحتكرون لأنفسهم مايمسونه الإسلام الصحيح".
وبعدها تساءل الأستاذ سعد هجرس قائلاً: "إننا رفعنا شعار كرامة المصريين في ماتش كورة قدم ولم نرفعه من أجل مواطن مصري أو مثقف ومفكر لة قيمته".
واستنكر هجرس رد فعل وزراة الخارجية المصرية والتي كان يجب عليها أن تعلن بيانًا عن رفضها لهذا القرار الاستفزازي بل ولم يصدر أي استنكار من أي هيئة مصرية رسمية.
وبعدها بدأ الدكتور نصر حامد أبو زيد بالردعلي تساؤلات الصحفيين، ومنها عن بداية نهاية التحالف غير المقدس بين الأنظمة العربية والدين والذي لن يأتي إلا بالنضال المستمرللمثقفين الأحرار.
وأجاب عن المتغيرات التي حدثت خلال الـ15 سنة الأخيره مؤكدًا أنه حدث تغير بالفعل، بدليل توزيع كتبه مثل كتاب "مفهوم النص" الذي طبع من 10 طبعات وازدياد انتشار أفكاره أيضًا.
ورد أيضًا علي سؤال عن زيادة القومية العربية مؤكدًا أنها فكرة تعاني من أزمات كثيرة لأنها فكرة تتعرض لكثير من الضغوط وهي تحتاج لمراجعة حقيقية
وعن سؤال آخر عن سؤء فهم مضمون كتبه رد قائلاً: "إذا كان كتاب الله يُقرأ بالخطـأ، إذن عندما يقرأ كتاب نصر أبو زيد خطأ يجب عليه أن لا يحزن كثيرًا، خاصة بسبب سؤء التعليم التلقيني الذي نعانيه في المجتمع".
ثم اختتم الأستاذ عادل حمودة رئيس تحرير جريدة "الفجر"المؤتمر بكلمة للدكتور نصر قائلا: "‘نني لا أشعرأنني بنقابة الصحفيين، نقابة الرأي والاختلاف، نقابة كل التيارات، بل أشعر أنني بقاعة "ترانزيت" في مطار الكويت الدولي.
وأكد أن كل تيارات التطرف والتعصب تغلغلت في الوطن بدليل أنه منذ 15 سنة عندما تضامنا مع الدكتور نصر، كانت هناك مئات القاعات يمكن أن تستضيفنا، أما الآن لانملك إلا هذه الصالة التي بها 5 كراسي، وهذا عار علي كل من يتحدث عن الحرية، وفي المره القادمة سنجد من يطلق علينا الرصاص ولن نجد من يلقي علينا الشهادات ولا من يكفننا.
وفجر مفاجأة قائلاً: "سأخبركم بأحدث خبروهو أنه مُنع الاحتفال بالكريسماس بالفنادق الكبري بسبب أوامر من ضباط بشرطة السياحة" لذا علينا أن نضع أعيننا نصب قضية الحريات لأن آخر خلية للحريات هي نقابة الصحفيين، وأنهى كلامه بمقولة "الحرية هي ليست حريتي بل حرية الآخر".
http://www.copts-united.com/article.php?A=11723&I=301