عماد توماس
الحجب والرقابة والتصنت وتعذيب مستخدميه، جعلته ينحاز للديمقراطية.
تقرير جديد يكشف عن تحول الإنترنت إلى كرة ثلج ديمقراطية في العالم العربي.
كتب: عماد توماس- خاص الأقباط متحدون
قالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أول أمس الأحد ، إن الإنترنت قد تحول إلى كرة ثلج ديمقراطية تتحرك بقوة في العالم العربي، دون أن يستطيع الحجب والرقابة والاعتقال، بل وممارسات التعذيب التي تمارسها بعض الحكومات العربية ضد مستخدميه أن توقفها، وإن الإنترنت قد أصبح منحازًا بوضوح للديمقراطية وحرية التعبير في مجتمعات تحتل حكوماتها صدارة الدول الأشد قمعًا في العالم.
الإنترنت رسالة متمردة
جاء هذا في تقرير جديد أعدته الشبكة العربية وتعلنه بعد غد الأربعاء 23ديسمبر 2009، تحت عنوان (شبكة اجتماعية واحدة، ذات رسالة متمردة ) يتناول موقف الحكومات العربية في 20 دولة من حرية استخدام الإنترنت، فضلاً عن أربعة من الأدوات والمواقع التي أجاد مستخدموا الإنترنت العرب - وبخاصة الشباب – استخدامها وهي "المدونات، الفيس بوك، تويتر، يوتيوب" في صراعهم لانتزاع حقهم في التعبير عن الرأي و فضح الفساد والقمع في العالم العربي.
تضييق الحكومات العربية على مستخدمي الإنترنت
تناول التقرير حالة التضييق الشديدة التي تفرضها أغلب الحكومات العربية على مستخدمي الإنترنت، وكذلك الانتهاكات التي تمارسها ضدهم، والتي تراوحت ما بين الاختطاف والتعذيب والاعتقال بموجب حالة الطوارئ كما في مصر أو سوريا، وصولاً إلى الفتاوى الدينية بغلق بعض المواقع التي أفلتت من الحجب في المملكة العربية السعودية .
وذكر التقرير أنه رغم أن عدد مستخدمي الإنترنت قد بلغوا نحو 58مليون مستخدم في العالم العربي، إلا أنه ضمن هذا الرقم لم يتمتع سوى مستخدميه في لبنان والجزائر والصومال ببعض الحريات النسبية، وذلك رغم انتشار ظاهرة التصنت في الأولى، وبسبب انشغال الميلشيات بالحرب شبه الأهلية في الأخيرة. وبشكل عام، فإن زيادة عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي وتضاعفهم في ثلاثة سنوات، قد واكبه زيادة في حدة القمع والتحرش بمستخدميه، حتى في بعض البلدان التي عُرفت سابقًا باعتدالها مثل المغرب والإمارات.
و في حين ظلت دول مثل السعودية وتونس وسوريا على رأس الدول التي تمارس الحجب الصارم لمواقع الإنترنت، فإن مصر التي توقفت عن سياسة حجب المواقع منذ خمس سنوات، أصبحت الدولة الأشد قمعًا لنشطاء الإنترنت والمدونين.
ويعتبر هذا التقرير، هو التقرير الذي يقع في 235صحفة، هو الثالث ضمن سلسلة التقارير التي تعدها الشبكة العربية كمؤسسة عربية متخصصة في الدفاع عن حرية استخدام الإنترنت في العالم العربي منذ عام 2004.
تقارير سابقة
وفي حين غطى التقرير الأول الذي جاء بعنوان "الإنترنت في العالم العربي: مساحة جديدة من القمع؟" عام 2004 إحدى عشر دولة عربية، وجاء التقرير الثاني تحت عنوان "خصم عنيد: الإنترنت والحكومات العربية" في عام 2006، ليشمل 19فصلاً ، فإن هذا التقرير يغطي كل البلاد العربية باستثناء "جيبوتي وجزر القمر" التي لم تتوافر معلومات كافية عنهما، ليشمل التقرير 24 فصلاً عبارة عن 20 دولة عربية وأربعة أدوات مواقع على الانترنت.
كذلك يشتمل التقرير على الأرقام والمعلومات المتعلقة بقطاع الاتصالات والإنترنت العربي، التي توصل لها فريق الباحثين الذين أعدوا التقرير، مثل عدد مستخدمي الهاتف المحمول والعدد التقريبي لمستخدمي الفيس بوك، وعدد المدونات، وكذلك أشد الدول قمعًا أو تشددًا أو تصنتًا على مستخدمي خدمة الاتصالات والإنترنت.
يُعلن التقرير يوم الأربعاء 23 ديسمبر 2006م في مؤتمر صحفي في نقابة الصحفيين المصرية، بمشاركة لجنة الشئون العربية بالنقابة في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا. وسوف يتم توزيع نسخ من التقرير باللغتين العربية والإنجليزية في المؤتمر الصحفي.
http://www.copts-united.com/article.php?A=11632&I=299