عماد توماس
خاص الأقباط متحدون - تقرير-عماد توماس
أصدر القمص عبد المسيح بسيط، كاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد، كتابه رقم (14) من سلسلة اللاهوت الدفاعي، ردا على رواية "عزازيل" للدكتور يوسف زيدان بعنوان "رواية عزازيل هل هي جهل بالتاريخ أم تزوير للتاريخ؟"
زيدان، وخدعة المخطوطات
يحتوى الكتاب على خمسة فصول، الأول بعنوان "د يوسف زيدان، وخدعة المخطوطات وعزازيل والراهب" ويؤكد بسيط أن الكاتب بدأ روايته بخدعة زعم فيها انه فيها أنه أكتشف مخطوطات سريانية كتبها راهب مصري عاش في دير سرياني في القرن الخامس الميلادي وأنه قام بترجمتها ونشرها إلى العربية، ويؤكد بسيط على ان زيدان ه لا يعرف اللغة السريانية إلا شكلا فهو ليس من المتخصصين حتى يترجم منها، ويضيف ان الموضوع كله من تأليف وخيال زيدان! لذلك هاجمه كثير من النقاد والكتاب في الصحف! لأنه كان يجب أن يقول منذ البداية أن هذه المخطوطات المزعومة هي محض خيال من تأليفه!
زيدان ونقله فكرة الرواية
يشير القمص عبد المسيح بسيط فى الفصل الثاني " د يوسف زيدان ونقله فكرة الرواية عن رواية المؤرخ الإنجليزي تشارلز كنجزلي" إلى تشابه فكرة رواية زيدان برواية الروائى كنجزلى، والتي كتبها سنة 1853م، وترجمها الدكتور عزت ذكي إلى العربية بعنوان " هايبيشيا " ونشرتها دار الشرق والغرب في الستينيات. وتتكون شخصياتها الرئيسية من بطل الرواية وهو راهب من وادي النطرون يسمى فليمون والبابا كيرلس عمود الدين بطريرك الإسكندرية الرابع والعشرين (412 - 444م) والفيلسوفة المصرية ذات الأصول اليونانية هيباتيا. وتدور أحداثها وشخصياتها حول أحداث العنف التي سادت النصف الأول من القرن الخامس الميلادي وهي الفترة التي تلت إعلان المسيحية كديانة الإمبراطورية الرومانية الرسمية سنة 391م والتي كان فيها البابا كيرلس عمود الدين بطريركاً للإسكندرية. وهي نفس فكرة د يوسف زيدان سواء من جهة الأشخاص الرئيسية، الراهب والبطريرك وهيباتيا، وتتكلم عن نفس الأحداث، ولكن كل بحسب توجهه وأسلوبه، أي أن الدكتور زيدان-كما يرى بسيط- قرأ هذه الرواية واستعان بها وكانت وحيه الأول وإلهامه في كتابة روايته فأخذ عنها فكرتها الجوهرية ونفس أبطالها الرئيسيين، ولكن ليس بحسب التاريخ الحقيقي والوقائع الموثقة بل بحسب فكره هو المتأثر بكونه غير مسيحي أولاً واعتماده بالدرجة الأولى على الفكر الغربي الإلحادي ثانياً ولم يرجع مطلقا للمؤرخين الذين عاصروا الأحداث بل تبنى وجهات النظر الإلحادية! ومن ثم خرج عن دائرة البحث الجاد ولم يكن محايدا مثل كاتب الرواية الملهمة له!!
عزازيل، هل هي إبداع فني أم ازدراء للمسيحية؟
قال زيدان في كل أحاديثه الصحفية والتلفزيونية أن كل ما جاء في الرواية هو حقيقي، سواء الأحداث والوقائع أو الشخصيات باستثناء شخصية البطل هيبا التي رسمها من خياله!؟
وفى ذلك يتساءل القمص عبد المسيح بسيط صحة كلام زيدان فى الفصل الثالث من الكتاب بعنوان " رواية عزازيل، هل هي إبداع فني أم ازدراء للمسيحية؟" ويجيب قائلا : كلا! ويضيف ان هذا حق وقد قصد به باطل! فالشخصيات التاريخية مثل نسطور والبابا كيرلس عمود الدين وآريوس وبولس السموساطي والفيلسوفة الإسكندرية هيباتيا (هايبيشيا)، والمواقع التي جرت فيها الأحداث مثل الإسكندرية والقسطنطينية وأورشليم القدس وإنطاكية والرها وغيرها، والتواريخ المذكورة كلها، مثل تاريخ انعقاد مجمع أفسس، صحيحة، ولكن ما قيل على لسان أبطال الرواية في معظمه غير صحيح بل ومنسوب لهذه الشخصيات فقط ليخدم رؤية الكاتب وما يريد أن يوصله للقراء!
ويستطرد أستاذ اللاهوت الدفاعى، أن زيدان فرض رؤيته الخاصة فى الرواية، رؤيته هو، على هذا التاريخ ووضع أفكاره الخاصة وما يريد أن يقوله للقراء على لسان هذه الشخصيات، فهو لم ينقل نصوصاً عنهم، بل وضع أفكاره هو على لسانهم، مثله مثل جميع المزورين والملفقين في التاريخ الذين نسبوا أقوالاً وكتباً لأناس لم يكتبوها ولم يعرفوها!
ويرد بسيط، على المتحمسين للرواية باعتبارها عملا أدبيًا ابداعيًا يقول لهم : هل الإبداع الفني يشوه الحقيقة ويزيف التاريخ؟! وهل أبطال الرواية من كوكب آخر يتكلمون عما لم نعلمه أو عن أحداث حدثت في كوكب آخر؟ أم أنهم من عالمنا ويتكلمون عن أحداث حدثت بالفعل ولكن الكاتب يزور الحقائق على لسانهم؟ ويضيف-بنبرة حزينة- لا تضحكوا علينا وعلى أنفسكم فالرواية من تأليف الكاتب، والأشخاص حتى وأن كانوا قد وجدوا في التاريخ حقيقة لكنه لم يبحث في كتب التاريخ المعاصر لهذه الأحداث وهذه الشخصيات وينقل كلامهم كما هو موثق! وبطل الرواية هيبا هو من إبداعه وتأليفه هو وما وضعه على لسانه هو فكره وخياله! أن كل ما جاء في الرواية يعبر عن فكر الكاتب نفسه ورؤيته التي وضعها على لسان أبطال الرواية!
نقد اللاهوت العربي
انتقد القمص عبد المسيح بسيط فى الفصل الرابع "– هل كان لعلماء المسيحية في الإسلام لاهوت عربي أم مسيحي؟" نظرية الدكتور زيدان التي لا سند لها ولا وثيقة ولا برهان والتي تزعم بوجود لاهوت عربي وأن كل من أبيون وآريوس ونسطور وبولس السموساطي هم من اللاهوتيين العرب!! ويؤكد استاذ اللاهوت الدفاعى، أنه لم يوجد شخص باسم أبيون بل هو صفة بمعني الفقير وقد وصف بها آباء الكنيسة فكر الهرطقة الأبيونية لفقرها الفكري! وأن آريوس كان مؤمناً بالثالوث ولكن بفكر فلسفي وأنه لم يكن عربياً! أما نسطور فلم ينكر قط لاهوت المسيح، إنما فهم عقيدة التجسد خطأ، وكان من أشد المدافعين عن عقيدة الله الواحد في ثالوث! وكان بولس السموساطي متخبطاً في فكره وتراوحت أقواله بين كون المسيح كلمة الله الذي من ذات الله وأنه حل عليه الكلمة بدرجة أكبر من حلول الروح القدس على الأنبياء!!
ويضيف ان هناك فئة من علماء المسيحية تدحض تماما رأي د زيدان ونظريته الموهومة، وهذه الفئة تتكون من الفلاسفة المسيحيين الذي عاشوا في قصور الخلفاء والولاة المسلمين وكانوا الرواد الأوائل للنهضة الإسلامية، حيث قاموا بترجمة التراث اليوناني والسرياني والقبطي إلى جانب تراث شعوب قديمة أخرى وبرعوا في الفلسفة وعلوم المنطق.
أحداث الإسكندرية، جهل أم تزوير للتاريخ؟
فى الفصل الخامس والأخير بعنوان ""أحداث الإسكندرية، كما ذكرها د يوسف زيدان،هل هي جهل بالتاريخ أم تزوير للتاريخ؟" وفيه يرد القمص بسيط ، على وصف الدكتور يوسف زيدان كنيسة الإسكندرية بـ " الكنيسة التي أظلمت العالم " وجعل منها رمزا للقسوة بل والإرهاب والجبروت والدمار! وصور البابا كيرلس عمود الدين ورجال الدين المسيحي في عصره بكائنات فظة قاسية غليظة القلب، ضخام الأجسام، تكتنز أجسامهم لحما، وتهتز كروشهم المتخمة ولهم صوت أجش، وقد وصف أحدهم بقوله " قس ضخم، أجش الصوت "
كما صور المسيحيون ورجال الدين المسيحي ككل بالوحوش الكاسرة والقتلة والمجرمون الذين يقتلون باسم ربهم العجيب " لا يرحمون ضعيف أو مقهور، وجوههم دائما مكفهرة، يقتلون كل من هو غير مسيحي، سواء كان يهودي أو وثني بلا شفقة ولا رحمة! "
ويرد القمص بسيط على الصورة التى صورها زيدان لرجال الدين المسيحى، عكس الصورة الحقيقية التي كانت هي طابع رهبان مصر والإسكندرية والسمة العامة التي كانت تميزهم وهي الزهد والتقشف وكثرة الأصوام. ويضيف ان زيدان كتب هذا بوحي من عزازيله الشرير وشيطانه الذي لم يستطع إلهه المألوه أن يعينه عليه! ويرى بسيط، ان زيدان يبدو أنه تأثر هنا بشدة بالصور الهابطة والمفتعلة وغير المنطقية التي صور بها كتاب السيناريو ومخرجي السينما الأفلام الدينية التي كانت تصور الكفار والمشركين في شبه الجزيرة العربية وكأنهم كائنات شيطانية جاءت من كواكب أخرى لا يعيش فيها سوى الشياطين ذات الصور القبيحة كما تصورهم الروايات القديمة! هذه الصورة المقززة التي تحاول أن توهم المشاهد أن الكفار الذين كانوا يحاربون الأنبياء ما هم إلا أشخاص نهمون ذووا أجساد بدينة من كثرة نهمهم وأن أديانهم كانت تدعوهم لذلك! وكأن لا عقول لهم ولا فكر ولا مبدأ! وعكس ذلك على رجال كنيسة الإسكندرية والذي يبدو أن زيدان يراهم هكذا!
ويوجه القمص بسيط، رسالى الى الدكتور زيدان قائلا له : يا أستاذ الفلسفة إن من يسميهم المؤمنون بالكفار لم يكونوا شياطين متجسدة بل كانت لهم عقائد وأديان ورثوها عن آبائهم وتربوا عليها وكانوا يرون أنها الحق كما ترى أنت في إيمانك، أياً كان، من وجهة نظر الأخر، أنه الحق!
ويختم القمص عبد المسيح بسيط، كتابه الموثق بالعشرات من المراجع الأجنبية، بالرد على إكذوبة تدمير السيرابيوم والمعابد الوثنية على يد البابا ثاوفيلوس وإلصاق تهمة مقتل هيباتيا بالبابا كيرلس عمود الدين.
http://www.copts-united.com/article.php?A=1161&I=32