مستشارو الرئيس

فاضل عباس

بقلم: فاضل عباس
تعتبر عملية الفبركة على رئيس الدولة من قبل بعض المستشارين من أهم الخصائص العربية في بعض الأقطار العربية، فبعض المستشارين للرئيس يحاولون دائماً تجميل الواقع وإعطاء معلومات غير صحيحة للرئيس عن الأوضاع داخل البلد وبعضهم يصل في فبركاته إلي كتابة تقارير يتوقع فيها ما سوف يحدث في المستقبل ليس كما يطابق الواقع بل يكتب ما يتمناه الرئيس حتى لو كان صعب التحقيق. وهنا يمكن تحليل أسباب هذه الفبركات الى سببين فاحد الاسباب هو كون بعضهم من المتملقين والمنافقين وبالتالي يعتقدون ان بقاءه في منصبه لا يتم الا من خلال التضليل، وبعضهم يخاف من الرئيس خصوصاً اذا كان النظام دكتاتوري وبالتالي لتجنب السلامة على نفسه وعائلته يفضل دائماً ان يقول للرئيس ما يحب ويتمنى.

بعض المستشارين في احدى الدول العربية بلغوا الرئيس أنهم نفذوا الأوامر بخصوص تعيين ضباط في الجيش ( عددهم 10 ) ثم ليكتشف الرئيس بعد فترة زمنية أن الأوامر لم تنفذ وان ما قيل له هو تضليل والغريب أنها لم تنفذ لأسباب فئوية تتعلق بضباط في الجيش!! ولكن الأغرب هو تبريرهم بعد ذلك بان التعيين يأخذ إجراءاته الإدارية ( بعد سنوات ) والله غريب، ولكن الرئيس لم يكتشف المشكلة إلا بعد ثورة شعبية ضده وكل ذلك بسبب المستشارين. التقارير تؤكد أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين قد ضلل من قبل بعض المستشارين عن قوة الجيش العراقي ومدى تحمله للضربات الجوية الأمريكية، فكانت كل التقارير من قبل بعض مستشاريه تؤكد أنهم جاهزون للمعركة القادمة، ولكن الحقيقة كانت إن الهروب من الخدمة العسكرية قد زاد والرشوة والحصار لسنوات قد دمر أي قدرة على مقاومة العدوان الأمريكي، ومن كان مستعدا للمعركة قد ترك سلاحه وفر هارباً إلي الداخل أو الخارج، ويبدو أنه لم يكتشف ذلك إلا بعد سقوط النظام وتحول عضوية حزب البعث من ملايين إلى بضع مئات ولكن بعد فوات الأوان.
 
الزعيم جمال عبدالناصر وقبل حرب 67 كان يعرف موعد الحرب عن طريق جهاز الاستخبارات المصري ولكن كل الذين حوله من مستشارين وعبدالحكيم عامر (برقبتي يا ريس) قد ضللوه وبلغوه أنهم جاهزون للحرب وصد العدوان الصهيوني، ليكتشف الزعيم كارثة حقيقية وهي الفساد في القوات المسلحة وكذب التقارير التي ترفع له بهذا الخصوص ولكن بعد فوات الاوان وهزيمة الجيش المصري في تلك الحرب !! .
أحد الرؤساء العرب وقبل فترة بسيطة قام بزيارة لافتتاح مشروع خدماتي (شبكة صرف صحي) مهم وابلغه مستشاروه ان المشروع ناجح وقد تم الانتهاء منه، لتنشر صحف المعارضة في اليوم الثاني ان الرئيس قد ضلل والمشروع الذي افتتحه لم ينته العمل به!! بل ان الرئيس لو غير موكبه بزاوية 30 درجة لكان اكتشف مشكلة القمامة والصرف الصحي.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع