جرجس بشرى
بقلم: جرجس بشرى
كثيرون هللوا عندما قام الأزهر مؤخرًا بسحب كتاب "تقرير علمي" للمُفِكر الإسلامي د. محمد عمارة، الغريب أن الكتاب تم توزيعه مع مجلة الأزهر وأدى الهدف المُدمِر المطلوب منه بامتياز، ومعروف عن د. محمد عمارة أنه عضو بمُجمع البحوث الإسلامية بمصر وأنه كان قد أصدر منذ سنوات قليلة كتابًا بعنوان "فتنة التكفير" يستحل فيه دماء اليهود والنصارى (المسيحيين) ويتهمهُم بالكُفر!!
وبرغم هذا التطاول والازدراء الصريح بالمسيحية والمسيحيين في الكتابين إلا أن الحكومة المصرية لم تجرؤ أن تقدم عمارة إلى المُحاكمة بموجب نص المادة "98" فقرة "و" من قانون العقوبات المصري، ولم تتجرأ حكومات مصر المتعاقبة طيلة تاريخها أن تعاقب شخصًا أو جهة شككت في الديانة المسيحية وحرضت على قتل أتباعها واستباحة دماؤهم!! سواء كانت هذه الجهة وسيلة إعلامية أو قناة فضائية، أو وسيلة تعليمية، أو شيخًا يحرض على قتل اليهود والمسيحيين على منابر المساجد ومن ميكروفانات الزوايا، أو من المؤسسة الدينية الأزهرية (الأزهر)!!
وهو ما يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك على أن هناك سياسة مُمنهجة ومُنظمة تنتهجها حكومة مصر لمقاومة الديانة المسيحية وازدراءها في كل صوب وحدب، وهذه السياسة توفر الحصانة والحماية لكل مَن يعتدي على الديانة المسيحية واليهودية ويُحقرها ويزدريها، فالمادة "98" فقرة "و" من قانون العقوبات والخاصة بمُعاقبة من يزدرون الأديان ويكدرون السِلم الاجتماعي ، يتم تعطيلها تمامًا في حالة الازدراء بالمسيحية أو اليهودية!
وللأسف الشديد أستطيع أن أقول بدون أدنى مُبالغة أن معظم حوادث الازدراء بالمسيحية تمت بدعم أزهري حكومي، لدرجة أن هناك كتابًا تم تدريسه لطلاب الصف الثالث الثانوي الأزهري بعنوان "الإقناع في حل ألفاظ أبي شُجاع" لمؤلفه شمس الدين محمد الشربيني، وهذا الكتاب يبيح للمسلمين بمسح مؤخرتهم بأوراق التوراة والإنجيل!
ومن المفزع أن الكتاب تمت طباعته على نفقة المعاهد الأزهرية التابعة للأزهر، هل يوجد أكثر من ذلك ازدراء وتحقير للمسيحيين والمسيحية؟!!
وأنني من هنا أطالب المسيحيين المصريين وكافة رجال الدين المسيحيين والمجلس الملي العام ألا يكتفوا أبدًا بسحب كتاب عمارة من السوق أو مُطالبته بالاعتذار، بل يطالبون الحكومة المصرية والمؤسسة الدينية الأزهرية بوقف سياستهما العدائية ضد المسيحيين والمسيحية، والإصرار على تقديم د. عمارة وغيره إلى مُحاكمة عاجلة وعادلة، وتطبيق القانون بصرامة وبل هوادة التي تحرض ضد المسيحيين بسبب إيمانهم المسيحي، وتطبيق القانون بلا هوادة على من يزدرون المسيحية.
وليعلم د. عمارة وأمثاله أن قوة المسيحية تنبع من قوة مسيحها القادر على كل شيء، وأن التشكيك في المسيحية هو تشكيك أيضًا في الإسلام نفسه الذي قال "وإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فأسأل الذين أوتوا الكتاب من قبلك" و"لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن"، فنبي الإسلام مأمور وبالقرآن نفسه بالرجوع إلى المسيحيين واليهود في حالة إذا شك في أن ما أنزل عليه بالقرآن غير صحيحًا!!، فما بالك بالمسلم العادي؟!
فالمحاولات المستميتة التي يقوم بها المتطرفين المسلمين في شتى ربوع العالم للتشكيك في المسيحية ستذهب أدراج الرياح وسيؤدب الرب كل من تطاول على مسيحه بعصا من حديد ليعلم الجميع أن للمسيحيين إلهًا حقيقيًا واحدًا لا شريك له يدافع عنهم، وسيُستعلن مجد الرب وبهائه وقوة سلطانه في مصر لأنه أمر و "من ذا الذي يقول فيكون والرب لم يأمر" ويقول كتابنا الكتاب المقدس عن الزانية التي استمرت في شرورها برغم الفرص الكثيرة التي منحها لها الرب لكي تتوب ولكنها لم تتب عن شرورها "وأعطيتها زمانًا لكي تتوب ولكنها لم تتُب، فها أنا ألقيها وكل من زنوا معها في ضيقة عظيمة".
وليعلم الجميع أن المسيحية بقوة مسيحها قوية أمام حروب الرؤساء والسلاطين وشيوخ التكفير، وستظل كنيسة المسيح مرفوعة الرأس رغم الحروب والمؤامرات التي تحاك لها في الخفاء والعلن لأن مسيحها قد وعد بأن "أبواب الجحيم لن تقوى عليها".
http://www.copts-united.com/article.php?A=11438&I=294