مجدى نجيب وهبة
بقلم: مجدي نجيب وهبة
كلما هدأ الإرهاب و بدا كأنه همد وخفت أنيابه وتوارى نفاجئ بأنه يحاول أن يتسلل و يتوغل فى حياتنا من جديد ... يقفز من أى نافذة تفتحها سياسات الحرية أو يحاول العبور من أى باب نفتحه لتدعيم الموقف التنويرى ... فهم لا يتوقفون بل يؤمنون أن كل الطرق يمكن أن تؤدى إلى أهدافهم و مخططاتهم . محمد عمارة كاتب إسلامى مازال يصر على التهجم على العقيدة المسيحية و للأسف يقوم مجمع البحوث الإسلامية بالموافقة و إعتماد كتيباته التى يهاجم فيها الأقباط .
ثم يزعم عمارة فى كتابه الجديد "التقرير العملى" أن ما تم نشره بما جاء فيه من مادة علمية ترد على إدعاءات كاذبة وردت فى أحد الإصدارات لمؤلف مجهول أو كما يزعم البعض إعداد الدكتور "سمير مرقص" بعنوان "مستعدون للمجاوبة" و ليس عليه تاريخ للنشر و لا مكان للطباعة و لا رقم للإيداع . و قال عمارة لقد تم ضبط هذا الكتاب و التحقيق فيه من قبل أجهزة الدولة المختصة التى قامت بتحويل الكتاب إلى "مجمع البحوث الإسلامية" بالأزهر الشريف ، طالباً الإفادة عن رأى الإسلام فيما جاء بهذا الكتاب و أضاف "بحكم عضويتى بمجمع البحوث الإسلامية ، طلب منى المجمع فحص الكتاب و تقديم تقرير علمى عن رأى الإسلام فى محتواه فكتبت التقرير الذى يكتبه مسلم يدافع عن دينه إزاء كتاب هو " منشور تنصيرى " يكذب القرأن و يزدرى رسوله ، لتأيد العقائد المخالفة"
... وأوضح عمارة أن المجمع إعتمد هذا التقرير بجلسته المنعقدة فى 25 يونيو 2009 ووافق على التوصيه بنشره بمجلة الأزهر ...و لكن يبدو أن عمارة أرجأ النشر لحين قرب أعياد الميلاد كنوع من المعايدة على الأقباط . مما دفع رئيس الإتحاد المصرى لحقوق الأنسان نجيب جبرائيل وبعض المنظمات التابعة لأقباط المهجر إلى تقديم بلاغاً ضد المفكر الإسلامى للتحقيق فيه .
نحن نعلم أن عمارة لم يكن ما قاله فى كتابه الجديد هو نتيجة كتاب صدر يزعم فيه أنه مسىء للإسلام ، فنحن نعلم أن الكاتب الإسلامى يصر فى كل مناسبة للأقباط وذلك قبل حلول عيد الميلاد أو عيد القيامة أن يقدم لنا التهنئة على طريقته السماوية ، فقد سبق أن أصدر كتاب بعنوان " فتنة التكفير " ثم كالعادة قدم إعتذاراً ووعد بسحب الكتاب من السوق و لكن الدكتور حمدى زقزوق قال بالحرف الواحد " إن الكتاب لم يكن به شىء يستوجب الإعتذار فإن كل من لا يؤمن بالإسلام فهو كافر"
الخلاصة أننا مللنا من هذا الحوار السخيف و لكن يبدو أن هناك من يجيدون اللعب على المشاعر و الأوتار الطائفية مثل محمد عمارة و عديد من الكتاب المتأسلمين و أصحاب الفتاوى وإصرارهم على إشعال الحرائق و إزدراء العقيدة المسيحية ... ونتساءل إلى متى نظل نتلقى هذه الهجمات ضد عقيدتنا و كتابنا المقدس وعندما نقوم بالرد نتهم بأننا نزدرى الدين الإسلامى !!!
هل نحن فى حاجة لإشعال مزيد من الحرائق و صب مزيد من الزيت على النار ....... وهل سنكون سعداء حينما تصبح بلدنا طالبان أخر ...أو لبنان أخر......او عراق أخر ......أو دارفور أخر .
هل أصبحت وظيفة بعض الكتاب الإشاوس المتطرفين و المتنطعين زرع الألغام و الطعن فى العقيدة المسيحية.
قمة التناقض نثور على سويسرا حينما تم إستفتاء شعبى بحظر بناء المآذن ، و إنطلقت الأصوات والحناجر تطالب بمقاطعة سويسرا ، حتى خرج بيان من مسلمى سويسرا و قالوا "دعونا فى حالنا و لا داعى لتسخين الحطب فنحن نعالج مشاكلنا" .... و النقيض فى مصر إزدراء العقيدة المسيحية على الملأ وفى الإعلام والصحافة وعلى منابر المساجد والزوايا والبرامج التليفزيونية فى فجاجة و سفاهة و عدم إستحياء وإذا كنا نسعى للرد على الذين يسيئون للإسلام فلماذا لا يقوم هؤلاء الكتاب الغيورين على الإسلام للرد على تنظيم" سالم الفرماوى " الذين يدعون إلى تكفير المجتمع و يحرمون العمل فى الوظائف الحكومية وإلحاق أبنائهم بالمدارس والتجنيد ويحللون ذبح القطط و الكلاب وأكل لحومها والذى تم إكتشافه فى أوائل عام2000، لماذا لا يتصدون لشيوخ فتاوى الخرافة والشعوذة والذى ينفق عليه المصريون ميزانية تفوق ميزانية التربية و التعليم والذى حول المسلم إلى" عقول " عاجزة عن الإبداع و التفكير..
لماذا لا يتصدى هؤلاء لفتاوى شيخ التكفير محمد إسماعيل و الذى دعى بتحريم مصافحة الرجل للمرأة .
لماذا لا يتصدى هؤلاء لفتاوى شيوخ الكاسيت و شريط بعنوان " الجوهرة " للشيخ " بدر بن نادر المشارى" صراخ وعويل وأصوات فتاة تبكى ورجل يصرخ والذى وصف دعاة تحرير المرأة هم مجموعة من الزناة والسفلة وهو يؤكد أن خروج المرأة من المنزل هو طريق الفساد ، شريط كاسيت لخطيب سعودى أخر هو محمد العريض بعنوان " القابضات على الجمر" يقول فيه أن دعاة تحرير المرأة هم من الزناة و السفلة و شاربى الخمر و لاعبى الميسر.
سوق الكاسيت فى مصر يسيطر عليها بالكامل الشيوخ السلفيون ، وهم إمتداد للتيار الوهابى ، فالدكتور محمد إسماعيل المقدم صاحب شرائط تحرير المرأة وتكريم المرأة والخلوة والإختلاط هو مؤسس جماعة السلفيين فى الأسكندرية وأبو إسحاق الحوينى هو مؤسس الجماعة فى كفر الشيخ وهناك نجوم هذا العالم محمد حسين يعقوب ومحمد حسان – والمدهش أن أية محاولة للتدليل على كذب هؤلاء أو خلل منهجهم هى بمثابة الحرث فى البحر .
خرافة حبس الوحش و التى يعرفها أهالى الفيوم و هى عبارة عن مساحة من الأرض الفضاء أمام الضريح حوالى 200 متر تقريباً وتلك المساحة مخصصة " للتدحرج " على التراب للحصول على الشفاء لمسافة تقترب من عشرة أمتار ومقام " حبس الوحش " المبنى بالحجر الجيرى منذ عشرات السنين يعد مصدراً لدخل بل كنزاً لأربعة أشخاص يسيطرون على صندوق النذورات.
أعتقد إن ما يجرى و يحدث الآن أمر مدبر ومدروس وهو بمثابة تسخين الحطب على النار حتى يشتعل مع أصغر شرارة ، إن المعنيين بهذا الأمر فى هذا البلد يستيقظون أسبوعاً و ينامون سنة ..... بينما الإرهاب والتطرف فى يقظة مستمرة و تخطيط دائم و لا يعرفون الملل أو الإستسلام ... فهل نفيق قبل فوات الأوان ؟؟؟؟؟؟؟؟ .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=11311&I=292