نادر شكري
جروب حملة مقاطعة الأقباط رداً على خطف المسلمات.. من يتصدى للجهلاء من أجل مصر؟!!
هجوم على البابا شنوده.. ودعوة لتدمير ساويروس!
تحقيق- نادر شكري – خاص الأقباط متحدون
حرية الرأى والتعبير والإعتماد على الوسائل التكنولوجية الحديثة باتت تُستخدم كوسائل تهدف إلى تدمير السلام الإجتماعي للمجتمعات ولاسيما من قبل بعض الجهلاء الذين يتظاهرون بحماة الدين ويدفعون إلى التحريض على العنف والمقاطعة والإنعزالية وتقسيم المجتمع على وتيرة المسلم والمسيحي، وينخدع الكثير من البسطاء وراء هذه القلة من الجهلاء وراء مطالب هسترية بدافع الدين واستخدام لغة العداء ضد الأقباط والإنسياق في هواجس ليس لها أساس من الصحة كان قائدها ومروج لنشرها بعض ما يطلق عليهم مثقفين ومفكرين أمثال السيد محمد عمارة وزغلول النجار والشيخ يوسف البدري، الذين وضعوا قنابل قابلة للإنفجار داخل المجتمع المصري تحمل شظايا الطائفية وكراهية الآخر ولغة الدماء ضد مواطنين مصريين يعتنقون الديانة المسيحية، ولكنهم مصريين ينعمون بحمل اسم الوطن، ولكن هذا لم يعجب الجهلاء الذين قاموا بتقسيم الوطن واعتبر المصريون هم من يحملوا ويعتنقوا الديانة الإسلامية فقط.
* النجار والبدري يُشعلان النيران!
ثمار النجار وعمارة والبدري ظهرت من جديد على "الفيس بوك" أشهر برامج التعارف الحديثة، إذ قام مجموعة من الجهلاء الذين يقنعون أنفسهم أنهم حماة الإسلام بتأسيس جروب يحمل عنوان "حملة مقاطعة الأقباط رداً على خطف المسلمات"، وجاء في نص الجروب الذي يضم أكثر من 280 عضو "مُغيب" أن الجروب يهدف لمقاطعة الأقباط ولاسيما إقتصادياً رداً على الهواجس التي نشرها النجار والبدري بخطف المسلمات وتنصيرهم، وجاء على رأس قائمة المخطوفات على حد قولهم وفاء قسطنطين الذين أطلقوا عليها الشهيدة وفاء قسطنطين على اعتبار أن قتلها أصبح أمراً موكداً، وحمل الجروب عنوان يدعو للتحريض على القتل تحت عنوان "ثأراً لدماء الشهيدة وفاء قسطنطين والشهيده رباب عبد الحميد".
كما استمر الجروب في نشر الأكاذيب وعبارات التحريض على كراهية الآخر بوضع عناوين مثل "نصرة لأخواتنا الأسيرات في سجون الكنيسة"، وتم وضع أسماء "ماريان، تريزا، كريستين، عبير" وتجاهل الجهلاء تصريحات الفتيات وظهورهن في حياتهن الطبيعة وما زالوا يلفون بحبالهم حولهن.. على اعتبار أن الكنيسة مؤسسة استبدادية تستخدم السيف والنار ضد أبنائها لإجبارهن على البقاء في المسيحية رغماً عنهن.
* انصر أخاك ظالماًَ أو مظلوماًَ!
ضم الجروب مجموعه من الحوارات نعرض لكم بعض من أجزاءها مثل أحد التعليقات التي جاءت كالآتي "حملة لمقاطعة الشراء من محلات ومصانع ومنتجات الأقباط رداً على خطف الأخوات اللاتي اهتدين للإسلام وحبسهن وقتلهن في الأديرة"، و"ندشن بحول الله وقوته حملة مقاطعة إقتصادية لأقباط مصر حتى يتم فك أسر المسلمات من سجون الكنيسة"، و"نناشد كل مسلم غيور على دينه وعرضه أن يساهم في نشر وتفعيل هذه الحملة"، و"قاطع فهم لا يفهمون إلا لغة المال".
وقال أحد المشاركين ويدعى أحمد محمد "تكملة لبنوتة مصرية فالنصارى يتمسكون بالغرب ولهم مشروع بتقسيم مصر أو استرجعها من العرب المحتلين (إللي هو احنا) وهذا كلام موجود وموثق، أما موضوع الحملة لمقاطعة النصارى إقتصادياً فالحملة لها أهداف أننا لم نقطع الحملة إلا لأن نسترجع أخواتنا من السجون الكنسية، وإننا وجدنا البديل في كل المنتجات حتى في الدواء أما اقتصاد مصر مش هيقع بل مصلحة للمسلمين وحتى يرجع النصارى عن غطرسة الكنيسة".
ورد عليه أحمد فتحي قائلاً "إضافة لكلامك يا أحمد في مظاهرة بسبب سبّهم لرموز الدين الإسلامي في أحد المسرحيات في الأسكندريه كانوا بيهتفوا لبوش وأمريكا، ربنا يحقّر من شأنهم ويكون للخنزير شأن أعلى بأمر الله.. أنصر أخاك ظالماًَ أو مظلوماًَ".
ويقول أحمد محمد مرة أخرى "إلى بنوتة مصرية ربنا يوفقك لعمل الخير، ويبدو أنك بدأتِ تفهمي فكرتي، إن أختي وأختك المسلمة تحت صلبان الكنايس محتاجة نصرة عشان ترجع إلى أهلها (المسلمين)، وأن يقف النصارى عن نهج الغطرسة على الحكومة والأمن بالهتافات المعادية للحكومة والوطن، وللعلم أن النصارى في محنة وفاء قسطنطين كانوا ينادون باسم شارون أن يدخل مصر أو يتدخل في حل المشكلة، فلسنا نحن من افتعل المشاكل في بلد أغلبها مسلمين و6 % فقط هم النصارى".
ويقول آخر يدعى خالد حربي: "طيب إيه رأيك في إللي حصل مع وفاء قسطنطين؟ إللي قتلها إخواتك في الوطن، واللي حصل مع رباب عبد الحميد ومع كرستين وعبير وتريزا وماريان ومريم، اللي قتلوا زوجها وبنتها وقطعوا درعها في الأميرية؟ هل أخوة الوطن حصانة من المحاسبة على هذه الجرائم".
أما خالد الفوزان يقول: "الآن يمكن لإخواننا في الدول العربية المشاركة معنا في الحملة عبر نشر فكرة مقاطعة هذه الشركات التابعة للنصراني نجيب ساويرس الحاقد على الإسلام والداعم للكنسية التي تحبس أخواتنا، إذا عندك خط جوال أو موبايل من أحد هذه الشركات.. ارميه الآن وغيّر رقمك وحوّل لشركة أخرى نصرة لأخواتك".
ويقول آخر: "أخي أحمد لا أحد كان يتصور أن النصارى في السودان سوف يكون لهم دولة في السودان وسوف يقومون بالتصويت بعد عام بسبب تأييد المجتمع الدولي لهم، فيجب أن نأخذ خطوات عملية لكي يحس النصارى أن المسلمين سوف يقفون أمام مخططهم ويروقون دمائهم من أجل أرض المسلمين التي فتحها أجدادنا بجهادهم وإعلاء كلمة التوحيد".
* الإساءة للبابا شنوده!
وحمل الجروب بعض الصور التي تحمل الإساءة العلنية لقداسة البابا شنوده الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية مثل صورة للبابا ومكتوب عليها "البابا شنوده زعيم عصابة القبط"، وصورة أخرى للبابا ووفاء قسطنطين وكتب تعليق "القاتل والقتيلة"، وصورة تحمل نجيب ساويرس وخلفها جمله بعنوان "قاطعوا إمبراطور الشر" ووضع عدد من الدول العربية للمقاطعة، وصورة أخرى تحمل منتجات بعض الأقباط ووضع أمامها البدائل لشركات إسلامية.
* تهديد السلام الإجتماعي!
اعتبر نجيب جبرائيل رئيس الإتحاد المصري لحقوق الإنسان أن مثل هذه الجروبات تتعارض مع المسئولية الإجتماعية وتهدد السلام الإجتماعي والوحدة الوطنية، ويقف وراء هؤلاء الجهلاء ما بادر به الدكتور عمارة وزغلول النجار، وهو ناتج للحملة المدمرة التي قادها النجار عندما أعلن أن وفاء قسطنطين قُتلت بالدير على يد المسيحيين وأن هناك عمليات لتنصير المسلمات دون أن يقدم دليلاً واحداً على ذلك، ورغم تقديم بلاغ للنائب العام ضد النجار لإثارة الفتنة الطائفية والإزدراء بالمسيحية، إلا أن الجهات المعنية لم تُحرك ساكناً، الأمر الذي أدّى لظهور هذه المجموعات المتطرفة، ولا شك أن تعتيم الدولة عن التصدي لمثل هذه الأفعال التي من شأنها تهديد السلام أدّى لزيادة وتشجيع هؤلاء الجهلاء لإثارة الفتنة وتحقير الآخر، ويعزز من وضع هؤلاء الجهلاء إعتبار الدولة أن الأقباط أقلية لا تتمتع بحق المواطنة.
أما ممدوح رمزى رئيس الجمعية المصرية لمناهضة التمييز فأكّد أن استخدام الحكومات المصرية لسياسة التمييز ضد الأقباط منذ عام 1952 واستخدام سياسة الفكر السلفي والتعصبي وعدم قبول الآخر واعتبار الأقباط أقلية وعدم عقاب هذه الأقلية من الفئة المتطرفة، أدّى لنشر الفكر التطرفي الذي يبيح قتل الآخرين والذي بدأ مع حملة عمارة والنجار وتهدف لتدمير اقتصاد الأقباط، وأضاف رمزى أن هذه المحاولات فاشلة ومن شأنها زيادة الإحتقان الطائفي الذي أصبح سمة في المجتمع المصري، مطالباً عدم الإنسياق وراء مثل هذه الجماعات المتطرفة ومعرفة من يقف وراءها والذي يستهدف الناجحين من الأقباط في مجال الإقتصاد.
http://www.copts-united.com/article.php?A=1128&I=31