د. ممدوح حليم
بقلم: د. ممدوح حليم
تحدثنا في الحلقتين السابقتين عن محاولات العرب والمسلمين غزو أوربا عسكريا، وهي المحاولات التي باءت بالفشل نتيجة هزيمة العرب في معركة بواتييه عام 732 ، فلم يقدروا دخول فرنسا. وكذلك فشل حصار فيينا عام 1683 وهزيمة الأتراك العثمانيين، مما منع دخولهم النمسا. ولو كانت نتيجة أحد الحربين أو كليهما غير ما انتهت إليه لتغير تاريخ أوربا تماما، ولما وصل العالم إلى ما وصل إليه من تقدم تكنولوجي يتمتع به الجميع بما في ذلك العرب والمسلمين، وذلك بفضل الحضارة الغربية.
وفي القرن العشرين، حدثت تطورات أدت إلى حدوث هدنة بين العرب والغرب، كان من أهمها ظهور الشيوعية على يد ماركس ولينين وغيرهما، وقد اعتبرت أوربا الشيوعية عدوها الأول، بل وحدث تعاون بين الغرب والمسلمين للقضاء على النفوذ الروسي في أفغانستان، ولم تمانع الولايات المتحدة ظهور تيارات إسلامية راديكالية بغية الحد من الامتداد اليساري خاصة الشيوعي.
ومن ناحية أخرى، أدت الحربين العالميتين إلى مقتل كثير من الأوربيين،وإلى هدم وخراب كثير عندهم، مما أدى إلى حاجة بلاد أوربا إلى عمالة وافدة خاصة في الأعمال الدنيا، وقد قامت هذه البلاد بسد هذا النقص من البلاد العربية والإسلامية، وليس من بلاد الكتلة الشرقية الشيوعية.
وفي القرن العشرين أيضا، وتحديدا في نصفه الثاني، تحررت بلاد عربية وإسلامية من الاستعمار الإنجليزي والفرنسي، فكان سهلا هجرة شعوب من الشرق إلى أوربا لإلمامهم بأحد هاتين اللغتين و لو بصورة ركيكة.
وكان ظهور البترول سببا في كثرة المال في يد العرب، فسافر وهاجر كثيرون منهم إلى أوربا التي ترحب برأس المال وأصحابه دون النظر إلى أي بعد آخر. وقامت بلاد خليجية بتمويل إنشاء مساجد ومراكز إسلامية في أوربا بصورة مبالغ فيها دون معارضة من الغرب إلا حديثا.
من المعروف أن معدلات التكاثر لدى الشعوب العربية والإسلامية يفوق كثيرا مثيلة الأوربي، ويحتمل أن يكون ذلك هناك بصورة مقصودة.
تعامل الأوربيون مع المسلمين بانفتاح دون النظر لاختلاف الديانة، وفجأة استيقظ الغرب على دوي أعمال إرهابية استهدفتهم في الشرق والغرب من أشخاص ينسبون أنفسهم للإسلام، ويوجد منهم ومن أمثالهم كثيرون داخل بلادهم.
ترى هل كان هذا سبب القرار السويسري الأخير بمنع بناء المآذن؟
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=11080&I=287