CoptReal
«منير فخرى» أحد «حراس» الوحدة الوطنية فى مصر، وأيضاً نجل أحد أهم العائلات التىجسدت النسيج الوطنى المصرى، وشاركت فى صياغة الحركة الوطنية منذ عام 1919، فجده هو فخرى عبد النور أحد أصدقاء ورفاق الزعيم الوطنى سعد زغلول، وعمه سعد فخرى عبد النور، الذي شغل منصب سكرتير عام حزب الوفد، وهو المنصب الذى يشغله منير «الحفيد» الآن..وفي حواره لمجلة اكتوبر أدلى بتصريحات خطيرة عن الأقباط والانتخابات كان أبرزها هجومه السياسي على البابا شنودة وهذا نص الحوار الذي تلقته البشاير من الصحفي شريف عارف الذي اجرى معه الحوار...
ما هو موقفك كسياسى «قبطي» من التيارات السياسية التى ترتدى عباءة الدين؟
**اسمح لى أن أصحح العبارة أولا.. فأنا لست سياسياً قبطياً ولكنى سياسى «مصري».. وكمصرى وكليبرالى أرفض خلط الدين بالسياسة. وارفض تدخل رجل الدين – أياً كان هذا الرجل – فى السياسة أو الشأن السياسي..
*أياً كان رجل الدين؟
**أياً كان سواء كان يرتدى عمامة سوداء أو بيضاء ليس له الحق إطلاقا فى الحديث عن السياسة..
*إجابة أكثر من رائعة .. وهى تقودنا الى سؤال حول الدور السياسى للكنيسة.. ما رأيكم – بصراحة- فى تصريحات البابا شنودة الخاصة بتأييده لترشيح السيد جمال مبارك فى الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
**حقيقة إننى عندما أجبتك فى السؤال السابق وقلت «اطلاقاً» كنت اقصد البابا شنودة على وجه التحديد، فأنا اجل واحترم البابا شنودة وأصلى وراءه. ولكن أرجوه ألا يتدخل فى الشأن السياسي. وهذا من مصلحة البابا شنودة نفسه لأن تدخله فى السياسة يعطى المبرر لغيره للتدخل وبنفس الطريقة..
*حتى لو كان الرأى شخصياً بغض النظر عن كونه رجل دين؟
**عندما يخلع عباءته، ويترك «الصليب» ويرتدى ملابس مدنية، وقتها سأستمع لهذا الرأى وأرحب به من رجل «مدني» وليس رجل دين . وهذا ليس رأيى وحدي. لأن أى متابع لا يمكن له الفصل بين شخصية المواطن وقداسة رجل الدين.. بكل المقاييس لا يمكن الفصل بين الصفتين..
*بمناسبة الحديث عن الكنيسة.. هل تعتقد أن مطالب أقباط المهجر هى هموم وطنية فعلاً أم أنها محاولات تدخل فى الشأن المصرى.. واستقواء بالخارج؟
أولا دعنا ألا نعمم فى وصف «أقباط المهجر»، هناك أقباط مصريون يعيشون فى الخارج، ومن حقهم ان يعايشوا قضايا الوطن. ومن حقهم ان يحملوا هموم أقاربهم الذين يعيشون فى مصر. ولا يمكن بأى حال من الأحوال لأى شخص ان يتعرف على ما بداخل صدورهم .. وهل هم حقاً جديرون بحمل هذا الهم المصرى وأمناء عليه أم لا.. وإنما كل ما أستطيع أن أقوله– مع اعترافى بحقهم فى حمل هذا الهم– انه يجب عليهم ان يناقشوا همومهم على ارض مصر وداخل حدودها، وفى إطار الجماعة الوطنية وبروح العائلة المصرية. ولكن الافتراض المطلق بأنهم مدفوعون من الخارج وان نواياهم غير سليمة فلا توجد دلائل مباشرة على ذلك، إنما – كما قلت– فمناقشة قضايانا مسلمين وأقباطاً يجب أن تكون داخل مصر وعلى أرضها فى إطار الجماعة الوطنية..
*بعد «كوتة» المرأة .. هناك من طالبوا بـ «كوتة» للأقباط فى التمثيل النيابى .. فما رأيكم؟
أرفضه رفضاً تاماً وقاطعاً ودون مناقشة، لأنه لا يمكن تحت أى ظرف من الظروف ونحن فى عام 2009 أن نطالب بالذى رفضه أجدادنا عام 1923 أثناء مناقشة دستور 23 .. وأنا أحذر كل من يفكر من الأقباط بهذا الأسلوب لأنه سيضع الأقباط فى وضع أسوأ بكثير مما هم عليه الآن .. وهذا الاتجاه حقيقة فى غاية الخطورة لأن مصر لم تكن أبداً بلد طوائف، وهى ملك لكل المصريين بغض النظر عن دياناتهم أو عقائدهم أو انتمائهم الاجتماعى .. فالكل متساوون أمام القانون ولهم نفس الحقوق .. وهذه المطالبات أصفها بأنها «لعب بالنار»...
*ما رأيك فى الجدل الذى دار بين الأنبا بسنتى والدكتور مفيد شهاب حول وجود وعود للأقباط بعدد من المقاعد فى مجلس الشعب القادم؟
**أولاً أنا أشك أن يكون الدكتور مفيد شهاب قد قال هذا الكلام، وربما يكون الأنبا بسنتى قد أساء الفهم ، وليس مفروضاً حتى إن تم بحث هذا الكلام أن يتم طرحه بهذا الشكل !
وأعتقد أنه حينما كان هناك حديث عن إجراء الانتخابات بالقائمة النسبية التقى الدكتور شهاب الأنبا بسنتى على مائدة الافطار فى رمضان، وأعتقد أن الحديث ربما تطرق للقائمة النسبية وفرص الأقباط فى ذلك. وهو فى ما أعتقد أن الأنبا بسنتى أساء فهمه. وعلى اى حال فقضية تمثيل الأقباط هى قضية مهمة، ولا بد أن يكون مجلس الشعب تجسيداً حقيقياً للأمة بكل مكوناتها الاجتماعية والسياسية والدينية. ولذلك فإن الوفد يرى أن القائمة النسبية «غير المشروطة» ستكون أفضل ما يناسب المرحلة التى نعيشها الآن من التطور الديمقراطى فى مصر.
http://www.copts-united.com/article.php?A=10983&I=285