المصريون.. الجالية المصرية فى مصر!

بقلم د. وسيم السيسى

 طلب التليفزيون السويسرى زيارتى منزلياً لأخذ رأيى فى الأحداث الجارية، وكان أول سؤال: أنتم ترون أنها ثورة شعبية ساندها الجيش، لماذا لا يرى الغرب رؤيتكم هذه؟!

 
قلت: إن الغرب يعرف رقم سيارتى وسيارتك، بل كان يتباهى أنه يعرف ماركة فانلة صدام حسين، ولكنها المؤامرة العالمية من أجل مصالحها المنتظرة!
 
سأل مستر باسكال: مؤامرة ممن؟ قلت: الصهيونية العالمية من أجل إسرائيل، وأطراف هذه المؤامرة، الولايات المتحدة، تركيا، قطر، الإخوان، ويأتى بعد ذلك الاتحاد الأوروبى.
 
كان هذا السؤال هو أهم الأسئلة، انصرف التليفزيون، أخذت أفكر.. كيف نبنى مصر؟!
 
١- المستنقع والناموس.. جفف المستنقع يختفى الناموس.. ما هو المستنقع؟
 
التعليم الفاسد، الزوايا للهروب من دفع الضرائب العقارية، المدارس المتسربلة بأسماء الدين، الدعاة غير المؤهلين، الخطاب الدينى الذى يحض على الكراهية، والتشرذم.
 
٢- الدستور: توضع مادة أخيرة فى الدستور: كل ما سبق من مواد تتوافق مع الإعلان الدولى لحقوق الإنسان، ومحاولة تفسيرها على نحو مخالف لا يؤخذ به.
 
٣- الانتخابات: رئيس الجامعة يُنتخب بواسطة أساتذة، أساتذة مساعدين، ولا يعطى هذا الحق لحاملى الدكتوراه من المدرسين! بينما رئيس الجمهورية.. ينتخبه الأمى والمتخلف ذهنياً! أيهما أهم وأخطر؟
 
رئيس الجامعة أم رئيس الجمهورية؟! أقترح ألا يعطى حق الانتخاب إلا لحاملى الشهادات المتوسطة على أقل تقدير.
 
٤- الانفجار السكانى: نأخذ تجربة سنغافورة.. رفع الدعم عن الطفل الثالث مع غرامة ١٠٠٠ دولار، أجمع علماء الاجتماع أن الشعب الذى يتوالد كالأرانب، يموت أيضاً كالأرانب.
 
٥- المخ القديم به الغرائز جميعاً، وعمره ملايين السنين، والمخ الجديد CERBRAL CORTEX عمره بضعة آلاف من السنين، وبه القيم والمبادئ، والتفكير، وتعريف التفكير هو: إعمال النظر فى الشىء، عكس الهوى نتاج المخ القديم، والمخ القديم أقوى من الجديد الذى يشبه فارس على حصان قوى بدون لجام! لذا يكون الرد على سؤال أم كلثوم: هو صحيح.. الهوى غلابَّ؟! نعم... الهوى غلابَّ وغلابَّ.. لأن العقل غائب، والمصالح مع الغرائز موجودة، وهذا يفسر موقف أمريكا والغرب، وقطاع عريض من المغسولة عقولهم.
 
٦- السيد أحمد محمد الجروان «الإمارات» رئيس البرلمان العربى يقول: كانت صدمة مروعة حين سمعت مصرياً يقول: سوف نحرق مصر، ويضيف هذا الرجل العظيم: وصيتى أن تحبوا مصر، انتهت كلمات السفير الجروان، الحب كله للملك عبدالله وشعب السعودية، لشعب الإمارات، للكويت، للبحرين، للأردن، لليمن، جزى الله الشدائد كل خير، تعرفنى عدوى من صديقى.
 
منذ بضعة أشهر دعوت سفير الكويت الحالى.. رشيد الحمد لصالونى «صالون المعادى الثقافى» حتى يحدثنا عن مصر، كان حبه لمصر كبحر يتدفق فى سلاسة وقوة، كانت دماء مصرية فى عروق عربية، وعندنا الآن دماء صهيونية أمريكية تركية قطرية على باسبورتات مصرية! وكأن التاريخ يعيد نفسه فى ثورة عرابى.. توفيق الخائن، على يوسف الشهير بخنفس الخائن.. إنجلترا التى بلا أخلاق..! جدير بالذكر.. فى أول أسبوع لوصولى إنجلترا لدراسة الدكتوراه.. تعارفت على صديق هندى اسمه دكتور شاه، قال لى: الإنجليزى يبتسم فى وجهك، ويحتضنك، وسكين يطعنك بها فى ظهرك، والأمريكيون كذلك، دماء بريطانية فى عروق أمريكية! شعارهم فرق تسد.. فرق حتى تحكم.. وعندهم مثل سخيف يقول: دع الأفاعى تموت بسم العقارب!!
 
٧- سألنى أحدهم لماذا كانت ثورة ٣٠/٦ عشرة أضعاف ٢٥/١ قلت: ٢٥/١ كانت لطرد حرامى سرق محفظتى، وخرَّب عقل أولادى بفساده وتعليمه، أما ٣٠/٦ فكانت ثورة ضد عصابة تبيع بيتى، وتطردنى جائعاً حافياً لعرض الطريق، خادماً.. عبداً لحماس والعم سام وإسرائيل.. وهكذا يصبح المصريون: الجالية المصرية فى مصر!
 
المصرى اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع