د.عماد جاد: المادة الثانية أتمنى إزالتها من العقول قبل الدستور (1-2)

حكمت حنا

*مصر تشهد حالة أكثر من انفجار طائفي
*اسرائيل حقيقة موجودة وهناك علاقات مصرية اسرائيلية رغم صيحات رفض التطبيع لأننا نتعامل بالشكل.
*الإسلاميون والناصريون رفضوا التعامل مع مختارات اسرائيلية لمجرد الإسم وعندما رأوا انتقادها لإسرائيل أقبلوا عليها.
* وصل بعض المتخصصون إلى مرحلة أنه ليس في حاجة إلى معلومة وينتشتم اسرائيل دون معرفة بها لينالوا شعبية.
*معظم قراءات المصريين في (المجال الديني) وما به من خزعبلات وقصص الجن والعفاريت.
*مجتمعنا مهوس دينيًا ومشغول بالجدل النقابي دون اهتمام بالمستقبل.
*المجتمع يُملي على المثقف ما يقوله للجمهور ليقول ما يحب الناس أن تسمعه.
*من يُطالب بإسقاط الجنسية المصرية عن المصريين المتزوجين بإسرائيليات، غير فاهم وليس لديه معلومات فالموضوع غير ذلك.
*مشكلة القوانين المصرية أنها نابعة من المادة الثانية من الدستور وقضايا العائدون والبهائيون لن تحل بسببها.
حوار: حكمت حنا – خاص الأقباط متحدون

ذهبت إلى مكتبه بمركز الأهرام لدراسات السياسية والإستراتجية حاملة بذهني العديد من الأسئلة التي كنت أظن أنها ستتمركز حول السياسة بقضاياها الجامدة بصفته مختص بالشئون الإسرائيلية الفلسطينية، لكني وجدت فيه أثنا ء الحوار عمق الشخصية الملمة بكافة مجالات الواقع  ليتحدث عن الدور الثقافي  المصري وكيف وصل المجتمع لحالة التردي في أغلب حياته ويحلل بنظر الباحث وبرؤية المستقل فكريًا حالة المجتمع الذي انغمس في الحديث  عن قشور القضايا وجدليات غير متناهية في الخيالات والدروشة ليبتعد عن قضايا جادة ربما لو اقترب منها لا نصلح حاله.
فكان الحوار مع دم عماد جاد رئيس تحرير مجلة مختارات اسرائيلية  له مذاق خاص لشعوري بصدق كلامه أثناء حديثه وصراحته المطلقة  لدرجة جعلتني في نهاية الحوار أشعر أني مازلت بحاجة لأن أسئله عن المزيد كأني لم أسأله لأجد في النهاية أن الأسئلة المدونة بالورق انتهت.
*وفي البداية سألته بصفتك رئيس تحرير مختارات اسرائيلية ألم يكن عنوان المجلة مثير للحساسية في مجتمع يرفض قبول اسرائيل؟
هناك مشكلة في الثقافة العربية وفي مصر أن الشكل أساس للتعامل مع الأمور والحقائق الموجودة، ونجد من يتحدث عن اسرائيل والكيان الصهيويني بالشكل الهجومي
أولاً: اسرائيل حقيقة موجودة بقرار من الجمعية العمومية للأمم المتحدة سنة  1947، ومصر أقامت معها معاهدة سلام سنة 1979 وهناك سفارة مصرية بتل أبيب وسفارة اسرائيلية بالقاهرة، فهناك علاقات رسمية.
ثانيًا: نحن في مجال أكاديمي نتعامل مع اسرائيل كدولة جوار يهمنا كل الحقائق المرتبطة بها لأن هناك مدارس في مصر والعالم العربي احداهما تهول من اسرائيل وتتعامل معها على أنها شيء أسطوري وأخرى تهون منها تمامًا مثلما قال حسن نصرالله أنها أهون من بيت عنكبوت، فلا هذا أو ذاك صحيح فإسرائيل دولة لديها امكانايت وقدرات وهي دولة متقدمة عدد سكانها أقل من 7 مليون نسمة من أكبر الدول المنتجة ليصبح الناتج القومي الإجماي أكبر من مصر وهي الأعلى  في الصادرات وتحتل المرتبة الرابعة في تصدير السلاح على مستوى العالم  ليصل الإجمال ب3 مليار دولار سنويًا وترسل أجهزة رؤية ليلية للجيش الأمريكي،
*اذن فما المشكلة؟
المشكلة أن هناك قطاع في مصر وتحديدًا الناصريين والإسلاميين رافض  قبول اسرائيل رافض هذه الحقائق، وإن رفض أو قبل فهذه حقائق موجودة لا تتبدل ومختارات اسرائيلية تعني مختارات من الكتابات الإسرائيلية من يريد أن يعرف عن المجتمع الإسرائيلي شيء فليتفضل ويرى المجلة.
والمشكلة الأخرى أننا في مجتمع وثقافة لا تُقدر قيمة القراءة ولا العلم، والمتخصصون في مجالات العلوم السياسية بعضهم وصل لمرحلة أنه ليس في حاجة إلى معلومة فيُحلل بصرف النظر عن أي حقائق فيقول رأيه وليس بالضرورة أن يكون متخصص المهم أن يخرج (يشتم) اسرائيل وهذه كارثة نعاني منها.
*ما هي نسبة توزيع المجلة ومدى الإقبال عليها؟
نحن مجلة عمرها أكثر من 15 عام نسبة التوزيع لا تزيد عن أكثرمن الإشتراكات والمبيعات لتصل إلى ألف نسخة وهذا منطقي في المجتمع المصري الغير مقدر للقراءة في المجالات المدنية بصفة عامة، بحيث أصبحت معظم القراءات والمطبوعات في المجال الديني وما به من خزعبلات وقصص الجن والعفاريت.
فالمؤشر هنا عند زيارة أي دولة أوروبية وأسيوية متقدمة تجد كل الناس تقرأ روايات وأدب وعلوم، أما هنا فنحن نقرأ كتب دينية نادرًا ما تجد شخص يقرأ كتاب علمي.
وتوزيع ألف ليس قليل في المجتمع المصري لأن الكتب الأخرى الجادة لا تزيد عن الألف، ومجلة مختارات اسرائيلية تُطلب خارج مصر أكثر من داخلها ولم يحدث ذات مرة وقدموا ضدنا شكوى بأن هناك ترجمة غير صحيحة، بعض الإسلامين في البداية هاجمونا وتعاملوا معها بحساسية شديدة ظنين أننا ننشر معلومات عن اسرائيل وتراجعت تلك الهجمة لأنهم بدأو يستعينوا بها لأنهم اكتشفوا أن الصحافة الإسرائيلية ليست تعبوية بل كتاباتها ناقدة ومعارضة للإعتداءات الإسرائيلية، وكل شهادات جرائم الحرب صادر من اسرائيل ولا أحد يستطيع أن يوجه أي اتهامات للمجلة.
*لماذا أصبحت القضايا الدينية تؤثر على عقلية المجتمع المصري فهل هناك أجندة  توجههم لهذا الإتجاه بعيدًا عن القضايا الجادة؟
ما يشغل بال المجتمع المصري الآن قضايا دينية دون أن ينشغل بقضايا ابداعية أو علمية، إلا عندما تأتي مباراة كرة قدم لتخطف الإنتباه وبعدها نرجع للقضايا الدينية مرة أخرى لدرجة أن لاعبي الكرة أدخوا الدين في الرياضة، حتى قال البعض أن هذا منتخب الساجدين فالهوس الديني اقتحم كل المجالات لأن مجتمعنا مهوس دينيًا وبالتالي لا يناقش قضايا المستقبل بل قضايا الماضي.
*وماذا عن دور المثقفين؟
أنا أرى أنه حدث ارتداد ثقافي في النخبة المصرية نتيجة المناخ العام الموجود به هوس ديني فالبعض يرتد من قضية دينية ليأخذ موقف عدائي من اسرائيل وأمريكا، فالمجتمع المصري وصل إلى الحصول على ثقافته من وسائل الإعلام ومناهج التعليم حتى وصل لمرحلة من العنصرية والتطرف بحيث أصبح يُملي على المثقف ماذا يقول، فعادة المثقف يضع أجندة مجتمعه ويوجهه وجهة تنويرية وثقافية أما ما يحدث الآن أن المجتمع هو الذي يحدد أجندة المثقف حتى يكون أمين ويقول ما تريد الناس أن تسمعه، فليس لديه استعداد أن يقول للناس أن تسير ضد هذا الإتجاه حتى يكسب شعبية وجماهيرية مجانية ويكون بطل في عيونهم.
*اسقاط الجنسية المصرية عن المتزوجين بإسرائيليات وظهور هوجة شعبية ضد استمرار الجنسية لهؤلاء ماذا تراها؟
في زواج المصريين بإسرائيليات خرج علينا محامي وغيره من الساعين للشهرة وطالبوا بإسقاط الجنسية المصرية عن هؤلاء وفوق كل ذلك قال أنهم خونة وهو ليس لديه معلومات عن القضية، فلا خلط بين الإسرائيلية واليهودية فالأولى هي مسيحية أو مسلمة من عرب 1948 أما الثانية فهي نسبة صغيرة منهم يهود وهم ليسوا خونة -كما قال- وعندما تسقط عنهم الجنسية المصرية وهم ليس لهم جنسية اسرائيلية معنى ذلك أنهم أصبحوا دون جنسية فكان يجب عليه البحث أولا ًفليس كلاً من يريد الشهرة والجماهيرية أن يقول ذلك الكلام أو يقاضي ملكة بريطانيا، ومجتمعنا أصبح سطحي يتأثر بالقشور.
كما انني كتبت مقال يوضح هذا الخلط فقانون عام 1967 ينظم هذه المسألة بالنص على أن الجنسية المصرية تسقط عن من تزوج بيهودية تعتنق الصهيونية وليس الإسرائيلية.
*لكن الحكم الذي صدر من محكمة القضاء الإداري صدر بإسقاط الجنسية المصرية عن المتزوجين بإسرائيليات فهل القضاء المصري يحكم دون معرفة بالقوانين؟
هناك مشكلة كبيرة في القوانين المصرية النابعة من وجود المادة الأولى والثانية  الخاصة بالمواطنة والشريعة الإسلامية المفترض أن هذه المواد موجهة للمشرع وليس للقاضي لكن أحيانًا القاضي يحكم بها وهذا واضح في قضايا العائدين والبهائين والمتنصرين كله يواجه عوائق ولا يأخذ موافقة لإنه يطبق المادة الثانية من الدستور المصري.
*معنى ذلك أن العائدين والمتنصرين وغيرهم سيظلوا دون هوية تثبت ديانتهم وليس من حل؟
أحيانًا محكمة تعطي حكم وأخرى ترفض وآخر يتدخل دون صفة ليوقف تنفيذ الحكم، واختلاف القضاه له دور وهناك قضية معروفة والخاصة بأندروا وماريو من حقهم اختيار ما يرغبوه من معتقد لكن بدا التعسف واضحًا من القضاء
وسيظل الوضع سيئ طالما أن المادة الثانية مازالت موجودة في الدستور، وقبل رفعها من الدستور أتمنى رفعها من العقول حتى تعلي قيمة المواطنة.
وهناك كلام رائع في نصوص الدستور والخاصة بالمواطنة والأخرى بالحريات لكن على أرض الواقع، وأسوء النظم الديكتاتورية في العالم تمتلك أفضل الدساتير فلا وجود للديمقراطية إلا بوجود دولة مدنية والتي ليس لها وجود إلا بحذف المادة الثانية من الدستور.
*صرحت في احدى الندوات أن اسرائيل لديها أسباب منطقية للدفاع عن نفسها ماذا تقصد بهذا الدوافع؟
هذه دولة تدافع عن نفسها وعن مواطنيها ومن حق أي دولة أن تسعى لتحقيق مصالحها لكن دون عدوان أو اعتداء وهذه قضية ملتبسة في الحرب الدفاعية والوقائية وكلها مسميات لتبرير الدفاع والهجوم.
*وتفسيرك لرفض حركة حماس المصالحة وانهائها للمصالحة سريعًا دون مدها فأين الشعب الفلسطيني من اهتمامهم؟
حماس فرع من اسرائيل لا يهمها سوى الحكم بالنظام الإسلامي لإنها فرع من فروع الإخوان المسلمين وبالتالي ليست لديها مشكلة مع اسرائيل فهي تريد ترسيخ وجودها بقطاع غزة وأيدولوجيا ليس قضيتها الآن مع اسرائيل حسب الميثاق، فهي تقوم على اساس فكر ديني ولن يدافعوا عن شعب أو أفراد بل عن فكرهم الديني، ولا يهمهم الوطن كما قال الفرع الخاص بهم في مصر( طز في مصر) الحجر عندهم أهم من البشر فالأيدويلوجية عندما تنشأ في الرأس تلغي العقل خاصة اذا كانت دينية.
*قلت أن القضية الفلسطينية مع اسرائيل يمكن حلها فكيف يتم انهناء ذلك الصراع الأزلي؟
هذه القضية يمكن حلها في الإطار الذي يقوم به أبو مازن،والجو الغوغائي الآن في غزة واتهامه بالخيانة، لكنه الرجل المناسب الذي درس جيدًا طريقة التعامل مع اسرائيل ويدرك تمامًا أنه بالسلاح لن يأخذ شيء من اسرائيل إلا بالجلوس على مائدة المفاوضات والحوار فهو مطلوب وجوده لأنه عقلاني لذا فمصر والأردن والسعودية تسانده، وعلى العكس هناك الإتجاه والمعسكر المضاد من سوريا وحزب الله وحماس وايران رغم اختلافهم العقائدي  بين سني وشيعي لكن هناك تحالف في المصالح
*لكن من له تأثير أكبر المعسكر السياسي أم الديني؟
المسائل متشابكة وقضية الصراع بين المعسكرين مستمرة ولم تنتهي بدليل أنه رغم اتفاق مصر مع اسرائيل ومرور 30 عام عليه إلا أن هناك خلافات بيننا من يرفض التطبيع ومن يقبله فالقضية بها جدل.
*إلى متى ستظل قضية الإفراج عن شليط مقابل أسرى فلسطينين ورقة سياسية يمكن اللعب بها في أي وقت؟
من الممكن أن تنتهي تلك القضية بواسطة مصرية لكن في النهاية كانت تأتي تعليمات ايرانية لحركة حماس بعدم اتمام الصفقة فإيران هي المتحكم في حركة حماس، فكان خالد مشعل كلما ينوي التوقيع على الإتفاقية يرجع عن كلامه لأن ايران تستخدمه كورقة لعب في التعامل مع اسرائيل.
وايران مشكلتها ليست مع اسرائيل فخلال الحرب العراقية الإيرانية حصلت ايران على قطع غيار من اسرائيل للسلاح الأمريكي بل أنها تريد أن تلعب الدور الإقليمي الرئيسي لذا كل من يتكلم عن قضية غزة أو حزب الله يذهب لإيران.
*وتقرير جولدستون هل يمكن تصعيده للجنائية الدولية؟
أدان تقرير جولدستون حماس واسرائيل بأن كلاً منهم ارتكب جرائم حرب بشأن الإنسانية إلا أن الأمريكان والأوربيون تدخلوا وأبلغوا أبو مازن بتأجيل مناقشة التقرير لدى مجلس الأمن حتى يمكن لإسرائيل أن تتوصل لإتفاقية سلمية  لذا ثارت أزمة وهوجة على أبو مازن عندما طلب تأجيل مناقشة التقرير لكن مجلس الأمن هدد بتصعيده للجنائية الدولية.
*لماذا تبدوا أحيانا المفاهيم غير واضحة وبها لبس فالأحداث تؤكد أن هناك تطبيع مع اسرائيل ومع ذلك هناك معارضة شديدة تجاه استخدام اللفظ ؟
هناك علاقات بين مصر واسرائيل والمعارضة تأتي دائمًا من التيارات الإسلامية والناصرية فهناك تطبيع وفقًا للعلاقات الرسمية بين الطرفين، فمثلاً في اتفاقية الكويز يشترط في انتاج السلع دخول المكون الإسرائيلي وهذا الشرط يسمح بدخول السلع الأسوء الأجنبية دون جمارك ولدينا مصانع تعمل في ذلك ونستعين بالإسرائيلين في الزراعة وصادرات البترول والمنح الدراسية بيننا وبينهم.
*اذن لماذا التدليس وتنديد المسئولين بسياسة التطبيع رغم وجودها وبعلمهم هل هو ضحك على الناس؟
نحن لنا ثقافة شكلية معيارها الشكل وليس المضمون حتى وصول نقاشنا لجدليات وبرامج التوك شو تؤكد ذلك حيث تركز على قضايا نقاشية جدلية مثل ماحدث بين شوبير ومرتضى والفتاوي وماتش الجزائر فمجتمعنا أصبح مهوس بمثل هذه القضايا.
*ما رأيك في رد الفعل المضاد لشيخ الأزهر بمنع المنتقبات بدخول المدن الجامعية؟
المفروض أن الناس تلجئ لرجل الدين لتطلب خبرته ورأيه فما يبديه من رأي يأخذ في الإعتبار أما الآن فالناس ترفض رأي رجل الدين شيخ الأزهر أعلى مقام اسلامي، لكن ما حدث أن هناك أزمة ثارت وكتبت ضده مقالات لعزله واقالته فقد وصلنا لمرحلة تكسير الرموز الدينية الموجودة، فقد أفتى بعدم شرعية شيء فعندما يجدها الناس متصادمة مع قناعتها ترفضه فهذه من مرحلة من مراحل مقدمات الفوضى.
المجتمع الآن أصبح له أجندته الخاصة أجندة متطرفة أصولية متشددة لا تفضل الرأي المعتدل بل ومن هذه الفئة الدعاة الجدد والجماعات الإسلامية وعامة الناس فنحن أمامهم إما أن نكون جزء من حركة المجتمع في اتجاه المستقبل أم نستهلك أنفسنا في قضايا شكلية، أما الآن فنحن خرجنا من السباق وليس لنا علاقة ولو جزء اتصال بالمستقبل حتى رجعنا للوراء والأمور الدينية سيطرت على مناخ الحياة والدين أصبح يلعب دورًا مهمًا في الحياة الإجتماعية
فنحن نعيش مرحلة من الفتاوي الدينية كل شخص يطالب بفتوى ورأي الدين في أي موضوع، وقانون التبني الذي يثار حوله أزمة الآن لإنه به جزء فقهي هو ليس حرام في المسيحية لكن الإسلام حرمه وطالما المادة الثانية تقول أن الإسلام مصدر رئيسي للتشريع فهذا ما يوجهه من عائق.
*إلى أين وصلت أزمة مصر مع دول حوض النيل؟
مشكلة مصر مع دول الحوض أنها كانت تنظر لهذه الدول نظرة دينية مثل أثيوبيا ورواندا وكينيا وبرودي وأوغندا -التي هي منبع نهر النيل- وأنهم أفارقة متخلفين وتلك النظرة أصبحت مترسخة بعد ما كانت  لنا بهم علاقات ومنح، وكانت مصر مهتمة بهم منذ الستينيات لكن هناك فترة تراجع هذا الإهتمام فدخلت دول أخرى مثل اسرائيل وتركيا وايران والصين فبدأت تكون علاقات بهم وبدأت دول حوض النيل تفكر في مصالح مواطنيها لتبدأ في التفكير في تعديل اتفاقية دول حوض النيل مع مصر لإنها ضارة بهم ولم يكن لدينا جواب واضح لهم لكننا لا نريد أن هذه لإتفاقية تمسهم وهم يريدوا التعديل للحصول على حصة أكبر ومصر تقول أن المياه قليلة وبالكاد تكفي وتريد أكثر لكن هناك فاقد كبير من مياه النيل أضعاف أضعاف ما يستغل والأزمة مازالت مشتعلة لكن هناك تراجع عن أداء الدور المصري.