الانتماء للوطن أولاً

الراسل: أنطوني ولسن
الانتماء للوطن أولاً وقبل كل شيء. من ليس له خير في وطنه، ليس له خير في نفسه. لأن الإنسان ينتمي إلى الوطن قبل أي انتماءات أخرى، حتى الدينية. لأن أي انتماءات أخرى تُكتسب أو قد تُفرض عليه. أما الوطن فهو مثل الوالدين لا يمكن استبدالهما حتى لو بالتبني.
هل مصر عربية؟ في الحقيقة.. لا.. وألف لا. ليس تعصبًا ولا كرهًا للعرب، إنما هي الحقيقة التي تناساها عبد الناصر معبود الجماهير ظانًا أنه سيكون زعيم العرب، إنه باع مصر بالجمهورية العربية المتحدة والتي فشلت، ولم يعد إلى حضن أمه مصر لأنه من بني مر، فلفظته مصر بعد موته وأثبتت مصر "الأرض" أنها أكثر قوة منه ومن عصابة العسكر الأشرار.
وجاء السادات ووقع في الفخ بعد أن تعاهد مع إسرائيل. فلم يجد أمامه إلا أن يضيف كلمة عربية إلى مصر متمسحًا في العروبة، ويلقب نفسه بالمؤمن ليحتمي في المسلمين.. وحموه في عز الضهر بوابل من الرصاص.
أما الرئيس مبارك فلا أحد يستطيع بعد طول الوقت الذي قضاه في الحكم أن يعرف له خطًا واضحًا ولا سياسة واضحة.. فترك أمور مصر لهوى الأحباب الذين أضروا به وبمصر ضرر الدب الذي أراد أن "يهش" الذبابة من فوق وجه صاحبها بالقاء حجر على وجهه فقتله.
موضوع تغيير اسم مصر له حكاية بسيطة.. التقيت بسعادة السفير القنصل العام لمصر في سيدني الذي يحمل الدكتوراة في القانون في حفل كانت قد أقامته الكنيسة القبطية في سيدني. كان من الطبيعي أن أحييه ويدور بيننا حوار. تطرقت بالحوار إلى اسم مصر وسألته سؤالاً واضحًا ومباشرًا دون لف أو دوران.. من يَشرف من.. العرب يشرفون مصر.. أم مصر تشرف العرب؟!! جاءت إجابة الرجل الفورية والعفوية.. لا.. مصر تشرف العرب. سألته ثانية.. إذًا لماذا يظل اسم مصر جمهورية مصر العربية؟ أجابني بسؤال.. وماذا تريد أن تسميها؟ أجبته.. جمهورية مصر المتحدة، أو الجمهورية المصرية المتحدة.. عاد وسألني ولماذا كلمة متحدة؟ فأجبته لإثبات وحدة عنصري الأمة مسلمين ومسيحيين.. هز رأسه وقال.. لا.. إننا عنصر واحد يدين بدينين ولا يمكن أن تفرق بينهما. فرردت عليه إذًا يكون الاسم الجمهورية المصرية. وافق سيادته ولم يفعل شيئًا فقد كانت آخر فترة له قبل أن يُحال إلى المعاش فقد بلغ سن التقاعد.
باختصار نحن لسنا على قلب واحد.. مع الأسف..

على موضوع: هي.. كُوره... ولا... كُره!!!