أيوه إنقلاب وإللي مش عاجبه يشرب من البحر!!

بقلم : سامي البحيري

تصر أجهزة الإعلام الأمريكية والغربية وجماعة الأخوان المسلمون أن ما حدث ليلة 3 يوليو 2013 هو إنقلاب عسكري، وإليك يا عزيزي القارئ بعض صور الإنقلاب العسكري الذي حدث في معظم مدن وقرى مصر
  وكما ترون في الصور أعلاها أن الإنقلاب على ودنه، وأنه لايوجد مكان لقدم من كثر الجنود والحشود العسكرية في الميادين والشوارع، وكانت ليلة ينطبق عليها شعر العبقري صلاح جاهين في الليلة الكبيرة:
 
الليلة الكبيرة يا عمي والعالم كثيرة
ماليين الشوادر يابا من الريف والبنادر
 
دول فلاحين ودول صعايدة
دول من القنال ودول رشايدة
....
ثم يدخل محمد مرسي  على المشهد قائلا:
 
أنا شجيع السيما
أبو شنب بريمة
أول ما أقول ألي هوب
السبع يهرب ويبقى فرخة
 
حالا بالا ساصارع أسد إنما إيه متوحش
وحا أخلي وجهه شوارع
تصقيفة ياناس ما يصحش
تصقيفة أمال ...تشجيعة أمال
تعا لالي اللالي يا حبيبي تعا لالي
تصقيفة أمال ... تشجيعة أمال
هع... هع...
 
ولكن الجمهور في ميدان التحرير والشوارع الأخرى في الليلة الكبيرة قام بالتصفيق والتشجيع للسبع (الجيش المصري) ولم أو يصفق لمحمد مرسي.
 
....
ويوجه المرشد كلامه إلى هشام قنديل:
هات شاي يا دقدق
عيني وراسي
...
آه إللي حيطلب راح يقعد
وإللي ما يطلبش يمشي
...
وبدا أن معظم المصريين قد طلبوا بدليل أنهم لم يمشوا من المشهد وكان طلبهم أن يمشي مرسي وإستجاب المعلم لطلبهم ومشى مرسي
...
ودخلت إلي المشهد الدكتورة باكينام الشرقاوي مساعدة مرسي وهي تنادي وتقول:
يا ولاد الحلال بنت تايهة طول كده
في رجلها الشمال ... فيها خلخال زي ده
...
زحمة يا ولداه ... كم عيل تاه
...
وإتضح أن الدكتورة باكينام كانت تبحث عن إبنة الرئيس مرسي "شرعية" والتي يبدو أنها تاهت وسط زحام الليلة الكبيرة
....
ثم دخلت سيدة تحمل طفلا رضيعا وترتدي فستانا بألوان مبهرة أحمر وأبيض وأسود ونسمع غناء يقول:
ياعريس يا صغير
 علقة تفوت ولا حد يموت
لابس ومغير
 وحتشرب مرقة كتكوت
 
يا أم المطاهر
 رشي الملح سبع مرات
في مقامه الطاهر
لفي وقيدي سبع شمعات
 
ياعريس يا صغير
 علقة تفوت ولا حد يموت
لابس ومغير
 وحتشرب مرقة كتكوت
...
ونعرف أن العريس الصغير الرضيع إسمه "تمرد"
...
ويمتلا الميدان بالباعة الجائلين:
السمك مقلي
كل وبرق لي
صنف زي الفل
الطحال العال
فشة أو ممبار
يلا سمي وكل
....
ويرى الجمهور السيسي ومعه مجموعة من أفضل أبناء مصر وتغني لهم الجماهير:
مسا التماسي ..مسا التماسي
يا ورد قاعد ..على الكراسي
...
ويستمر المشهد الإحتفالي بالغناء:
سمعنا ياريس حنتيرة
للصبح معاك السهيرة
...
ياغزال يا غزال
العشق حلال دوبتني دوب
خلتني خيال
....
....
ويستمر الريس حنتيرة في الغناء بينما يبحث الريس مرسي ومساعدته الدكتورة باكينام عن البنت التايهة في الزحام "شرعية"
 
 
وأنا في الحقيقة حتى ليلة 30 يونيو كنت مؤيدا للشرعية بالرغم من عدم رضائي او إقتناعي بأداء مرسي والذي لم يتخذ قرارا واحدا أثلج صدري في خلال عام كامل.
والشرعية هي نوع من التعاقد بين طرفين الطرف الأول هو الشعب والطرف الثاني هو الرئيس، ومن الممكن إستمرار الشرعية حتى لو كان أداء الرئيس نص نص على اساس نتحمله أربع سنين ثم ننتخب غيره، وهذا كان رأيي بأن نتحمله باقي مدته الثلاث سنوات ثم ننتخب غيره بالرغم من إقتناعي بأن أداؤه كان أسوا من نص نص ومن ربع ربع.
وبما أني لا أعيش في مصر، فاني لا أعاني ما يعانيه المصريون في حياتهم اليومية وأعيش حياه مريحة جدا والحمد لله. لذلك لم أكن مقتنعا ولا متحمسا عندما بدأت حركة تمرد بجمع التوقيعات لعزل مرسي لأني لم أشعر أن هناك سخط شعبي هائل ضد مرسي وضد أداء الأخوان حتى رأيت الأعداد بالملايين التي خرجت في كل أنحاء مصر بما فيها الصعيد حتى أن هئية الإذاعة البريطانية قالت أن أعداد المتظاهرين الذين خرجوا في مصر في وقت واحد هي أكبر حشد إنساني في تاريخ البشرية، وعندما رأيت تلك الجموع الهائلة غيرت رأيي وعرفت مدى الإحباط والغضب الشعبي على أداء مرسي والأخوان، وهنا تسقط الشرعية لأن أحد طرفي التعاقد يرغب في فسخ العقد قبل إنتهاء المدة لأن الأدء كان كارثيا بحيث لو كان التعاقد إستمر ثلاث سنوات أخرى لكانت هناك مخاطر جسيمة لا يمكن علاجها بالنسبة للطرف الأول (الشعب) وفي كل عقود الدنيا توجد بنود توضح كيفية إنهاء التعاقد قبل نهاية مدة العقد، لذلك إقتنعت بسقوط الشرعية عندما أصر الطرف الأول بخروجه الهائل في الشوارع على أنهاء التعاقد قبل إنتهاؤه.
 
و تلك الملايين الهائلة من البشر غير منظمة وغير منضبطة ولا تجمعها قيادة أو حزبا قويا والشئ الوحيد الذي يجمعها هو رغبتها في فسخ التعاقد مع مرسي، لذلك راي الجيش أن من واجبه الوطني كحامي لحمى الشعب أن يتدخل ويقف بجوار الشعب، مثلما تدخل ووقف إلي جانب الشعب في ثورة 25 يناير وأجبر مبارك على الإستقالة.
 
وتعريف الإنقلاب العسكري أنه عمل يقوم به الجيش لمصلحة الجيش وبدون إعلان ساعة الصفر، وعادة ما يتولى قائد الإنقلاب رئاسة الدولة، ولكن ما حدث في مصر هو أن الجيش منح الرئيس مهلة أسبوع قبل موعد 30 يونيو ولكن الرئيس والمعارضة على السواء إستهانوا بتلك المبادرة من الجيش، بل وخطب الرئيس مرسي خطابا هزليا طويلا إستمر حتى منتصف الليل، وأراد به أن يضرب متظاهري 30 يونيو ضربة إستباقية، فأحدث الخطاب أثرا عكسيا وشجع المزيد من الشعب على النزول للشارع لأنهم أيقنوا أن هذا الرئيس ما فيش منه فايدة وأنه :"جه يكحلها ... عماها"!!
 
أنا ممكن أعتبره إنقلابا عسكريا لتحقيق مطلب شعبي وليس إنقلابا عسكريا لتحقيق مطلب عسكري، وهو ليس إنقلابا على الشرعية لأن البنت "شرعية" قد تاهت في زحام ملايين المصريين الذين نزلوا للشارع.
 
samybehiri@aol.com
 
 
وتابعونا على تويتر
@samybehiri

نقلان عن إيلاف

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع