CET 00:00:00 - 15/11/2009

مساحة رأي

بقلم: د. عاطف نوار
هناك سؤال يفرض نفسه باحثًا عن إجابة...ماهي الجريمة؟  
الجريمة كما يُعرفها القانون هي فعل يصدر من الجاني (المُجرم) تجاه المجني عليه مُسببًا له ضررًا ماديًا أو نفسيًا يستوجب مُحاكمة المجني عليه ومعاقبته .. وعدّد سيادة القانون صور الجريمة المختلفة (من قتل وسرقة وشهادة الزور وإغتصاب سواء الأرض أو العرض...إلخ)  

وكلها جرائم تستوجب أشد العقوبة لردع الجاني وكل من تُسول له نفسه أن يرتكبها، ومن هنا تأتي هيبة سيادة القانون حيث لا يجرؤ أحد على إنتهاكه، ولا يُقدم مخلوق على تخطي مواده،  هذه هي المبادئ الأساسية التي تأسس عليها وطننا، والواقع أن هذه المبادئ باتت في الآونة الأخيرة جوفاء لا معنى لها، تخترقها الأغلبية لا إحترام لها دون ردع و لا محاكمة.
وإمعانًا في إهانة سيادة القانون تم إقحام جريمة التنصير عليه بيد أناس غير متخصصين متجاهلين نصوصه المؤيدة لها، والتي تنص "أن للمواطن المصري الحق في اختيار معتقده   ودينه". 
أود عزيزي القارئ أن أعقد مقارنة عادلة بين جريمة التنصير التي يرتكبها الكهنة والخدام من الأقباط المسيحيين و بين جرائم القتل والسرقة والإغتصاب التي يرتكبها جنود الفكر الإرهابي اللعين .. هل ميز سيادة القانون بين الدعوة الإسلامية والدعوة المسيحية؟ .. هل جَرَمَ سيادته الدعوة المسيحية فعلاً؟ .. ولماذا لم يُجرم الدعوة الإسلامية؟

إن التنصير هو تحويل غير المسيحي إلى المسيحية، فإذا كان هذا جريمة من هو الجاني ومن هو المجني عليه؟، وما هو الضرر الذي لحق بشخص غير معتقده بإرادته الكاملة متبعًا ما نص عليه سيادة القانون، ما وجه الإجرام في ذلك؟ .. فإذا كانت الإجابة هي إزدراء الدين الإسلامي، فالرد هو أن هذا التعليق هو في الواقع تحايل و تلفيق، ليكون حُجة للزّج بالكهنة و الخدام الأقباط في السجون وإذاقتهم ألونًا مختلفة من العذاب، فمن يقتنع بالمسيحية لا يزدري بأحد لأن تعاليم المسيح قائمة على محبة وإحترام الآخرين. 
أود أن أسأل منتظرًا من يُجيب (هل التنصير جريمة يُعاقب عليها القانون، والقتل والإعتداءات التي يتعرض لها أقباط مصر المسيحيين في سائر ربوع مصر أفعال يُبيحها سيادته؟ .. هل ذُبح المواطن المسيحي في الباجور، وحُرقت بيوت أقباط ديروط بحجة العلاقة المُختلقة بين شاب وشابة، ومثيلاتها في قنا حيث اجتمع ما يقرب من عشرين رجلاً -تحت رعاية النائب المحترم عضو مجلس الشعب- على المواطن هاني يضربونه ويركلونه ويشتمونه ويفرضون عليه الأتاوة (الجزية) بحجة أنه مارس الرذيلة مع حنان المسلمة التي رفضت هذه التهمة مشتكية للنائب العام ومؤكدة برائتها و بكارتها.....وغيرها من الجرائم البشعة، ليست جرائم تستوجب الحكم والعقاب؟ 

عندما كَفل القانون حرية المعتقد لم يميز بين الدعوة المسيحية والدعوة الإسلامية، وعندما أكد الإسلام إحترامه لحرية المعتقد لم يميز بين الدعوة المسيحية والإسلامية، إذن القول بأن التنصير جريمة لا سند له من القانون والإسلام، إذن من أطلق هذا الهراء لا يحترم سيادة القانون تارة .. ويضرب بما ينادي به الإسلام تارة أخرى .. أرجو أن يجيبنى أحد 
ما هدف هذا الهراء ومن وراء ذلك العبث؟
عجبًا لمن إدعي أن التنصير جريمة
عجبًا لمن قال أن التبشير شتيمة
عجبًا لمن سن عاقبته أليمة
عجبا لمن صداقته للقتل حميمة
فدومًا عاقبة القتل في المحروسة عديمة

bolapavly@yahoo.com

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق