بقلم: عـادل عطيـة
في ذكرى عيد مولدنا الستين يأتي من حيث لم يكن له مكاناً على لائحة أمنياتنا يأتي كتقويم تشاؤمي لقدرات الإنسان الكامنة، يأتي بلا عاطفة وبلا مشاعر يتخطى في يوم احتفالنا أصول التهنئة وينتزعنا في صرامة من كرسي العطاء ومن مركز حبنا وكل أمكنتنا التي لها سمة مميّزة ورفعة ليجد الإنسان نفسه منفى في شبه وطن ومستوطن في شبه منفى، فلا وطن يرعاه ولا منفى يضمه!
هكذا يجئ التقاعد وهكذا داهم شاعرنا: أحمد زرزور!
لم اختبر بعد شعور الذين تخطو سن الستين واستلموا في يوم فرحهم ورقة خلعهم من التي عشقوها عشقاً حميماً مقدساً عن غير رضاها وبرسم الأوصياء!
ولكني اختبرت شعوراً يوازيه: شعور الذي يختفي أستاذه العظيم من أمام سبورته اليومية!
لماذا لا نعتبر الفنان فوق العمر كرجل الدين فيظل في منصبه مادام العطاء مستمراً تحت ثقل السنين؟!
فإن كان رجل الدين يعدّ الإنسان إلى اللا نهائية السماوية فإن الفنان يعطي الإنسان الوعي والتمسك بهذا الرجاء في عقله وقلبه ومشاعره!
إنني أشارك "قطر الندى" دموعها النبيلة في أسى الرحيل، فإنه يشق علينا أن نقول: وداعاً لشاعرنا الذي غيّبه التقاعد، وأشارك ذلك الذي حمل باقتدار أمانة رئاسة تحريرها، شعور مَن ينتزع من وطنه الحبيب، فـ "قطر الندى" ليس مجرد اسم لمجلة للأطفال بل اسم لحلم كبير من أحلامه الفخمة التي تتحقق!
والهالة المنيرة التي وضعها بحب وإخلاص وتفانِ حول أيقونتها المعبّرة، ستظل كما أراد الوجه التاريخي لملايين الأطفال الذين أحبهم فأحبوه فقد جعلهم دائماً يشعرون بأنهم أهم أشخاص في العالم!
إن مجلة "قطر الندى" لم تخسر شخصاً بل قلباً كقلب الأطفال ينبض ببراءتهم وينبض بحبهم للمستقبل الجميل!
adelattiaeg@yahoo.com |