الراسل : ايهاب الهادي
عندما أكملت ابنتي عامها الخامس ذهبت لأقدم لها في المدرسة، وبعد الاختبارات والتنسيق تم قبوتها في إحدى المدارس التجريبية، وذهبت لكي أطالع نتيجة القبول وأي الفصول وضعت فيه تمهيدًا لدفع المصاريف.
وكانت المفاجأة أن عدد المقبولين في المدرسة كلها من المسيحيين خمسة فقط وموجودين جميعًا في فصل واحد. خمسة!!!
في ذهول تسمرت قدماي أمام اللوحة المُعلق عليها أسماء الطلبة، وسرحت بفكري لمدة أعوام قادمة حينما تسأل ابنتي عن وضعنا كأقلية معدودة على أصابع اليد الواحدة وعن التمييز الذي تشعر به هي وزملائها الأربعة ولماذا نطرد من فصلنا في حصة الدين؟
وبعد أن عدت إلى الواقع قمت بلا تردد بسحب أوراق التقديم وكلي حزن على أقلية فقدت الخمس من أعضائها بتصرفي هذا، وما هو مصير أربعة أطفال وسط أربعمائة طفل آخر ينظرون لهم نظرة دونية. وقدمت أوراقها في مدرسة أخرى خاصة مسيحية، فيها عدد المسيحين مساوي عدد المسلمين، لكن فيها الجميع يحترم الآخر، فيها نحتفل بالمواسم المسيحية والإسلامية بدون تمييز، تجد فيها بابا نويل يمسك فانوس رمضان.
فيها لا أخشى من تلك المناهج لأنه ببساطة لا ندرسها كما أراد واضعوها بل كنص لغوي إننا ندرسها لا كنص ديني بل كقطعة نصوص. إننا لا نحتقرها بتصرفنا هذا بل واضعوها هم من احتقروها.
على موضوع: نبيل عبد الفتاح: الأسلمة السبب الرئيسي لأزمات مصر |