وافق المستشار عبد المجيد محمود النائب العام علي إحالة المتهمين الثمانية في حادث تصادم قطاري العياط إلي المحاكمة الجنائية أمام محكمة جنح العياط بتهمة القتل والإصابة الخطأ حيث تسببوا في مقتل18 راكبا وإصابة36 آخرين وكذلك تهمة الإضرار بأموال الجهة التي يعملون بها وبلغت قيمتها900 ألف جنيه, وكان ذلك ناشئا عن إهمالهم وتقصيرهم في أداء واجباتهم الوظيفية, وقد أكدت التحقيقات التي أشرف عليها المستشار حمادة الصاوي المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة وباشرها أحمد الركيب رئيس نيابة الجيزة الكلية ثبوت المسئولية الجنائية علي المتهمين وإهمالهم الجسيم الذي أدي إلي وقوع الحادث,
وأسفر عن سقوط ضحاياه وهو أيضا ما أشار إليه تقرير اللجنة الفنية الخماسية المشكلة من قبل النيابة العامة والذي وضع تصورا دقيقا لكيفية وقوع الحادث بين القطارين وتصرف طاقم قطار الفيوم المنكوب حيال العطل الذي أصابه وكذلك مدي الإهمال الجسيم الذي ارتكبه طاقم قطار أسيوط وكان من الممكن تفادي وقوع الحادث في حالة يقظته علاوة علي أن تفريغ محتوي الصندوقين الأسودين للقطارين قد أكد تلك المسئولية الجنائية للمتهمين وصور الإهمال الجسيم والرعونة وعدم مراعاة للوائح والأنظمة والتعليمات.
وكانت التحقيقات التي أجرتها نيابة الجيزة الكلية في الحادث الذي وقع في يوم24 أكتوبر الماضي قد كشفت عن تسبب المتهمين وهم: وحيد كامل موسي قائد القطار(152), ومساعده خالد رجب بكري وحسام الدين عبد العظيم الكمساري الأمامي, ورمضان جابر مرسال الكمساري الخلفي, وأمير حليم حكيم قائد القطار(188) ومساعده بباوي عياد اسحق وحسن علي محمد مراقب الحركة المركزية لخط الصعيد, بدر معتصم بدر مراقب برج مراقبة كفر عمار, علاوة علي متهم تاسع هو السيد عدلي الطحاوي مراقب برج كفر عمار الذي لقي مصرعه في الحادث وبوفاته لا يجوز اقامة الدعوي الجنائية ضده
وجميعهم قد تسببوا في وقوع الحادث الذي اسفر عن مصرع18 راكبا وإصابة36 آخرين وكان ذلك ناشئا عن اهمالهم ورعونتهم وعدم مراعاتهم للوائح والأنظمة ونتيجة لإخلالهم إخلالا جسيما بما تفرضه عليهم أصول وظائفهم بأن لم يقم المتهمون الأربعة الأول باتخاذ الاجراءات الواجبة لوقاية القطار رقم152 وتأمينه من الاصطدام بالقطار رقم(188) القادم من خلفه خلال فترة كافية من تعطله قبل وقوع الحادث, وكذلك قيام المتهم الخامس سائق قطار أسيوط بتعمد تعطيل عمل جهاز التحكم الآلي(ATC) بالقطار رقم188 أثناء رحلته ولم يتبصر والمتهم السادس, حال قيادتهما للقطار خلو الطريق ومدلولات الاشارات الضوئية التحذيرية
ولم يتنبها الي القطار رقم152 قبل مكان تعطله بمسافة كافية لايقاف القطار قيادتهما قبل الحادث رغم امكانية ذلك وتراخي المتهم السابع في اجابة نداءات التنبيه لتعطل القطار رقم153 المرسلة من مراقب البرج التالي لموقع الحادث لتفادي وقوعه ولم يتخذ المتهمان الثامن والتاسع الاجراءات الواجبة لتفادي الحادث لتركهما برج المراقبة خاليا مما ادي الي عدم توقف القطار رقم188 واصطدامه بمؤخرة القطار رقم152 بقوة وترتب علي ذلك وقوع الحادث.
كما كشفت التحقيقات أيضا ان المتهمين بصفتهم موظفين عموميين تسببوا بخطئهم في الحاق ضرر جسيم بأموال ومصالح الهيئة العامة لسكك الحديدية التي يعملون بها والتي بلغت قيمتها900 ألف جنيه وكان ذلك ناشئا عن إهمالهم وتقصيرهم في أداء واجبات وظائفهم.
وكانت التحقيقات قد كشفت عن ان الحادث قد وقع اثناء سير القطار رقم152 في طريقه من الجيزة الي الواسطي وعند قرية كفر عمار بالعياط اصطدمت مقدمة قاطرته بإحدي دواب الماشية( جاموسة) نتج عنها كسر جزرة الهواء الخاصة بمكابح القطار وتفريغها من الهواء مما ادي الي تعطل القطار عن استكمال المسير ثم اعقب ذلك قدوم القطار رقم188 المتجه من الجيزة الي اسيوط علي ذات القضبان واصطدمت قاطرته بالعربة الأخيرة من القطار المتعطل.
كما ثبت ايضا ان الحادث انطوي علي عدة صور من الاهمال وتمثلت تلك الصور في عدم قيام قائد القطار رقم(152) ومساعده وكمساريه باتخاذ الاجراءات الواجبة لوقاية القطار وتأمينه من الاصطدام بالقطار رقم(188) القادم من خلفه خلال فترة تزيد علي عشرين دقيقة من وقت تعطله قبل وقوع الحادث. وقيام قائد القطار رقم(188) بتعمد تعطيل عمل جهاز التحكم الآلي(ATC) بقطاره اثناء الرحلة, كما لم يتبصر هو ومساعده حال قيادة القطار خلو الطريق ومدلولات اشارات السيمافورات التحذيرية ولم يتنبها ايضا الي تعطل القطار رقم(152) قبل مكان تعطله بمسافة كافية لإيقاف القطار قيادتهما قبل الحادث رغم إمكانية ذلك.
وأيضا أكدت التحقيقات تراخي مراقب الحركة المركزية في القاهرة في الاستجابة لنداءات التنبيه لتعطل القطار رقم(152) المرسلة من مراقب البرج المجاور لمكان الحادث, وترك مراقبي برج المراقبة بكفر عمار مكان عملهما خاليا قبل الحادث بعدة ساعات, وبالتالي لم تتخذ الاجراءات الواجبة لإخطار القطار رقم(188) ومراقب الحركة المركزية بالقاهرة لتلافي وقوع الحادث. |