ذكر تقرير لمنظمة التضامن المسيحي الدولي والمؤسسة القبطية لحقوق الإنسان، أعده الأميركي ميشيل كلارك والمصرية نادية غالي جاء تحت عنوان "الأسلمة الجبرية للقبطيات في مصر" ان الفتيات القبطيات يتعرضن لعمليات إعتداء جنسي وأسر وزواج قسري وإجبار على إعتناق الدين الإسلامي. واستنكر مسلمون وأقباط ما جاء في التقرير واعتبروا أنَّ الهدف منه ممارسة الضغط على العالم للتدخل في شؤون مصر الداخلية.
القاهرة: إستنكر مسلمون وأقباط ما جاء في تقرير منظمة التضامن المسيحي الدولي عن "الأسلمة الجبرية للقبطيات في مصر"، واعتبروا ما حمله التقرير مجرد أكاذيب ومغالطات الهدف منها ممارسة ضغط على أميركا والعالم للتدخل في الشؤون الداخلية المصرية.
وقال الشيخ عبد الله مجاور في لجنة إشهار الإسلام في الأزهر لإيلاف إنَّ الحريات في الإسلام متعددة وتشمل كل جوانب الحياة، ومن بينها حرية الاعتقاد، إذ نهى الإسلام أن يكره أحد على اعتناقه. قال الله تعالى: "ولو شاء ربك لأمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين". وقال "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي". وأضاف قائلاً انه على الرغم من الحرب التي بين المسلمين وبين اليهود لم يبح الإسلام إكراه أحد على الخروج من دينه وعلى الدخول في دين آخر ولو كان هو الإسلام.
ونفي مجاور ان تكون اللجنة قد أجبرت أحدًا على دخول الدين الإسلامي، مشيرا إلى أن الدين الإسلامي يترك حرية إعتناق العقيدة لإرادة المواطنين، والذي يرغب في إشهار إسلامه تقوم اللجنة بمقابلته للتأكد تمامًا أنه جاء إلى اللجنة بمحض إرادته دون أي ضغوط.
وقد أعدت كل من منظمة التضامن المسيحى الدولي والمؤسسة القبطية لحقوق الإنسان تقريرًا مفصلاً تحت عنوان "الأسلمة الجبرية للقبطيات في مصر"، وادعى مؤلفا التقرير ميشيل كلارك، متخصص أميركي في مناهضة التجارة في البشر، ونادية غالي المصرية التى تعيش في استراليا، ان الفتيات القبطيات يتعرضن لعمليات تغرير وإعتداء جنسي واسر وزواج قسري وإجبار على اعتناق الدين الإسلامي ، واستعرض التقرير عددًا من الحالات منها فتاة من الفيوم تبلغ من العمر 17 عامًا، قال إنها خطفت واغتصبت وأجبرت على الإسلام، وفتاة أخرى 17 عامًا من القاهرة قال انها أجبرت على الزواج قسرًا واعتناق الإسلام وفتاة 15 عامًا من محافظة المنيا قال التقرير إنها اغتصبت وحملت وأجبرت على الزواج وممارسة الدعارة.
وأوضح التقرير ان هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان الأساسية الدافع ورائها تفشي معايير ثقافية معينة غالبًا ما تضرب بجذورها في التقاليد الدينية، التي تضفي الشرعية على العنف ضد المرأة وغير المسلمين، على حد ذكر التقرير. وعلاوة على ذلك ، يرى التقرير أن السلطات المصرية متواطئة ضمنيا من جانب استمرار ما يسميه انعدام الإرادة لديها للتحقيق في مزاعم الاغتصاب والخطف والاعتداء. وطالب جون إيبنر رئيس منظمة التضامن في رسالة الى الرئيس أوباما مناشدة الرئيس مبارك اتخاذ الإجراءات اللازمة لمقاومة عملية "الاتجار بالمرأة" التي تمارس ضد الفتيات والنساء القبطيات في مصر.
ومن جانبه يعتقد المفكر القبطي جمال أسعد لإيلاف ان ما يتردد عن وجود تنظيمات تقوم باختطاف الفتيات المسيحيات واغتصابهن وإجبارهن على الإسلام كلام عار تمامًا من الصحة، مشيرا الى إن هناك قصص حب قد تنشأ بين فتيات وشباب وهو ما لا يعني اختطافًا او اجبارًا على التحول الى الإسلام كما يروج البعض.
وأضاف اسعد ان هذه ليست المرة الأولى التي تثار فيها مثل هذه المزاعم، مشيرًا الى ان هناك أهدافًا سياسية خطرة وراء الترويج لهذه الادعاءات لاظهار بأن هناك اضطهادًا منظمًا من المسلمين ضد الاقباط كى يمارس العالم وأميركا ضغوط على مصر ويتدخل في الشئون المصرية، مشيرا الى ان هناك تعمد لربط اي سلوك اجتماعي او اخلاقي بالدين، وذلك يستهوي الاقباط الذين يعيشون في خيالات الاضطهاد.
ويعتبر الباحث رفعت السيد ان هذه الأحداث فردية ونادرة جدًا. وقال "لا يجب ان نعطى الأمور اكبر من حجمها الحقيقى بأن نقول انها أفعال منظمة ومخطط لها من المسلمين"، مشيرًا الى ان عائلات قبطية سبق ان أعلنت عن اختطاف بناتهن من قبل مسلمين واجبارهن على اعتناق الإسلام، كما حصل مع الفتاتين ماريان وكريستيان، وثبت بعد ذلك إنهما ذهبا مع الشابين بإرادتهما واعتنق الاسلام برغبتهما، على لسان الفتاتين.
وتساءل قائلاً: لماذا اختطاف الفتيات القبطيات فقط ؟ فقد تكون الفتاة قد هربت بارادتها. ولماذا ربط الاختطاف بالدين؟ وهل المسلمات لا يتعرضن للاختطاف والاغتصاب أيضًا في المجتمع دون ان يحدث اي ضجيج ؟ لابد من تناول الأمر بموضوعية والتصدي لهذه المحاولات التي تؤثر على العلاقة بين المسلمين والأقباط، فحوادث الاختطاف والاغتصاب موجودة في كل مكان حتى في أميركا وأوروبا ، حتى إن رجال الكنسية ثبت إنهم اغتصبوا مئات من الأولاد خارج مصر. وأضاف "علينا ان ندرس حالات الهروب التى تحدث في المجتمع والتى قد تعود إلى قيود الزواج أو الحالة المادية او غيرها ". |