بقلم: أماني موسى
استكمالاً للمشاهد المصرية التي تحدثنا عنها في الحلقة السابقة سنأخذ بعضًا من المشاهد الأخرى التي لن تجدها إلا داخل مسرحية الحياة المصرية اليومية، وأبطالها هو كل مواطن مصري دون اسثنئاءات أو تمييز، فالجميع مشارك في أحداث وفصول هذه المسرحية.
- يأتي صباح يوم جديد، يستيقظ الشاب من نومه وهو متأفف لما ينتظره من يوم طويل وشاق حيث سيقوم بفرش بضاعته البسيطة التي لا يتعدى رأس مالها الألف من الجنيهات ويأخذ بالصراخ طوال اليوم مناديًا على بضاعته محاولاً جذب انتباه سعادة البيه الزبون، إلى أن يأتيه الشرطي ويصرخ في وجهه بقدمه راكلاً إياه وبضاعته وطارحهما أرضًا بحجة المحافظة على نظافة الشوارع وخلوها!!
ويظل الشرطي والبائع يلعبون سويًا لعبة القط والفار، ويظل البائع يختلس مكان له في شارع الحياة ليستطيع العيش بشكل كريم ويظل الشرطي يطارده. هذا على اعتبار أنه قد تم القبض على المجرمين وامتلأت بهم السجون ولم يعد أمامهم إلا أولئك الباعة الجائلين.
- تخرج الزميلان بنفس العام وحصلا على مؤهلاتهما الجامعية وتقدم كلاً منهما للوظيفة، وكان الأول يخشى من رفضه بسبب ضعف تقديره والثاني يخشى من رفضه بسبب معتقده الديني. ولكنه لمح نظرة تحضر بعين المدير وأطمئن بالأكثر بعد تأكيد المدير بقوله "يا بني إحنا كلنا واحد ومفيش فرق خالص هنا إلا بالكفاءة بس. ومش مطلوب منك أكتر من شوية معلومات عامة تجاوب عليها زي صاحبك.
فأزداد المتقدم الثاني اطمئنان وتمتم في سره بأنه ضمن الوظيفة. وكان السؤال على طريقة ما هي بلد المليون شهيد؟ فأجاب المتقدم الأول. ثم حوّل المدير نظره للمتقدم الثاني قائلاً: أذكر أسماء المليون شهيد وأين دفنوا؟
- تعثر أحدهم من المهاجرين في الحصول على حقوقه كمواطن وقُتلت أخرى على يد متطرف في بلاد الفرنجة، فاندلعت المظاهرات بأنحاء البلاد مطالبين بالعدالة والمساواة، ولكن حين يموتون هنا في تصادم قطارات أو غرقًا في إحدى العبارات أو كمدًا من الغيظ لا يجدون من يطالب لدمائهم أو حتى لحقوقهم.
فمن عجائب مشاهدنا المصرية المطالبة بحقوق إخواننا في الصومال ونصرة إخواننا في العراق ومساندة إخواننا بفلسطين وإخوتنا بالشرق والغرب وبلاد الواء الواء إلا إخواننا بذات الوطن على مختلف انتماءاتهم الدينية أو الفكرية.
|