بقلم: مينا ملاك عازر بادئ ذي بدء إن علاقتي بالأستاذ هيكل مقتصرة على قراءتي لكتبه الكثيرة وكتاباته الأكثر التي توقف عنها في الأهرام منذ ردحًا من الزمان وكثيرًا ما شاهدته في قناة الجزيرة، وطالما قدم لي ما يثيرني ويستفزني من آراء ولا أنكر أنه كان في بعض الأحيان يرضيني. وبحكم متابعتي لكل ما أستطعت قراءته من إنتاج الأستاذ أستطيع القول أن أهم انقلاب في حياة الأستاذ أنه بعد أن كان قريبًا من ناصر والسادات انقلب على الأخير حيث هاجمه لأنه جعل من حرب أكتوبر حرب تحريك. إلى أن قرأت حواره في جريدة المصري اليوم الذي أداره معه باقتدار الأستاذ مجدي الجلاد. وفي هذا الحوار وجدته يهاجم الأحزاب المصرية ويتهم أكبر حزبين معارضين الوفد والتجمع بأنهما استحالا لصحيفتين، وتساءلت في نفسي.. وما العجب في ذلك؟ ألعل غياب الأحزاب يضايقك وأنت واحد من الذين كانوا يروجون لنظرية الحزب الواحد في أيام الاتحاد الإشتراكي!؟ ألم تكن بوقًا من أعظم أبواق النظام آنذاك؟ وهذا لا يعيبك يا أستاذ لكن خاصةً إذا كنت مؤمنًا بما فعله النظام، لكن ما يعيبك يا أستاذي الفاضل أن تتنكر لهذا كله الآن وتستنكر ضعف الأحزاب وأنتم الذين أوصلتم الأحزاب لهذه الحالة المتدنية، كما أنك واحد من الذين هاجموا الرئيس السادات الذي حاول على حد زعمه إعادة الحياة للأحزاب. نعم نحن نعاني من تخبط سياسي ودعاة التوريث والخائفين منه يثيرون الكل بأفكارهم المقلقة، نعم نحن نحتاج لتعديلات دستورية هامة أهم من تلك التي تم تعديلها مؤخرًا لكننا لا نحتاج لإعادة بناء قدر احتياجنا لترميم البناء، ولكن أكرر لسنا بحاجة لإعادة البناء فمصر قائمة دستوريًا وسياسيًا، يعيبنا قصور في التعليم نعاني من غياب العدالة الاجتماعية نعاني من الإهمال والتقصير بين كافة فئات الشعب وعلى كل مستويات المسؤولية ولكن البناء قائم بثبات فقط يحتاج لتدعيم. أما من رشحهم الأستاذ ليكونوا قيمين وقائمين على إعادة البناء فهؤلاء أنفسهم نستطيع أن نضع تحت أسمائهم خطوط كثيرة وأمامهم الكثير من علامات التعجُّب، حيث أنني لا أجد مبررًا لأن أقبل أن عالمين ناجحان في مجالي العلوم والطب كالدكتورين أحمد زويل ومجدي يعقوب قادران على إقامة البلاد من عسرتها وإعادة بنائها سياسيًا، فالأولى أن ندعهم يبنوها علميًا، كما أنني مع كامل احترامي للسيد عمرو موسى فلا أفهم ماذا انتظر منه وهو في هذه المنظمة وهو من رجال النظام الحالي الذي أوصله لهذه المكانة الرفيعة التي فيها الآن وهو أمين لجامعة الدول العربية، وأما الدكتور محمد البرادعي مدير هيئة الطاقة الذرية والحاصل على جائزة نوبل مع كامل تقديري له ولأعماله العظيمة في الهيئة إلا إنني لم أجد علاقة بين إنجازاته وبين ما هو مرشح ليقوم به سياسيًا. من الآخر "قالوا السياسة مهلكة بشكل عــام / و بحورها يا بني خشنة مش ريش نعام / غوص فيها تلقي الغرقانين كلهــم / شايلين غنايم .. و الخفيف اللي عـام". وعجبي. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت | عدد التعليقات: ٢ تعليق |