بقلم: إسحاق صبحي
لصوص مصر هم أسعد لصوص في العالم هذه الأيام، حيث يجتمع العالم بأسره في مؤتمر الدوحة لمكافحة الفساد والذي يبدأ أعماله اليوم، وبينما تسعى الدول المحترمة وسائر المنظمات الدولية لتفعيل الاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد والكسب غير المشروع نجد أن الحكومة المصرية ضمن أربعة دول فقط تتحفظ على الإتفاقية.
تصر حكومتنا على رفض نشر تقارير مكافحة الفساد وقدمت مقترحات مبنية على سرية مكافحة الفساد.
المنظمات الدولية وصفت الرد المصري بأنه كارتون، في إشارة إلى عدم جدية مصر أساسًا في مكافحة الفساد، فبينما يسعى العالم لكشف اللصوص والفاسدين تسعى حكومتنا إلى حمايتهم والتعتيم على وقائع الفساد وبلاوي المفسدين.
كلنا يعرف أن مصر بالذات من الصعب عليها توقيع اتفاقية مثل هذه، وإن حدث فليس من المتوقع أن تلتزم مصر بتنفيذها.
إن الفساد هو الذى يسيّر حياة المصريين يوميًا، يمارس الجميع نهبًا منظمًا لهذا البلد يوميًا ولا تكاد تخلو أي معاملة حكومية كبيرة كانت أم صغيرة من الرشوة والإكراميات إلى جانب كافة أنواع التلاعب والتزوير وتسهيل الاستيلاء على المال العام.
أحد المسئولين الحكوميين عندنا ربنا فتح عليه أكد أن الموقف المصري سليم 100%.... شوفتوا ازاي؟!
العالم كله غلط واحنا لوحدنا صح، كل الدول المحترمة في جنب واحنا لوحدنا في جنب مع دول من عينة إيران وكوبا يشيع فيها الفساد للركب، حتى دول إفريقيا المتخلفة وافقت على بنود الإتفاقية بدون تحفظ، لكن أحد المسئولين الحكوميين في مصر تبجح مؤكدًا أن موافقة دول إفريقيا بدون تحفظ سببها أنها بلا خبرات قانونية!!
يا بختهم، إذًا ربما تخلو دول إفريقيا من ترزية القوانين وخبراء الالتفاف حول القانون والنفاذ من بين ثغراته الواسعة والتي هي بمثابة مهرب لكل الحرامية والمفسدين والمرتشين والأونطجية.
وحدها مصر هي التي تمتلك خبرات قانونية والعالم كله لا!!!
الخبرات القانونية عندنا لم تمنع نهب البنوك والاستيلاء على أراضي الدولة واستباحة المال العام ناهيك عن عمليات غسيل الأموال، لم نشاهد هذه الخبرات ولو مرة واحدة فقط وهي تضع لصًا في قفص الاتهام، لم نراها يومًا تحمي حقوق الشعب الرازح تحت ثقل الفقر ونير اللصوص من كافة الأنواع.
ثغرات القوانين في مصر تسهل للصوص والقبضايات مهمتهم لكي يستطيعوا أداء عملهم على أكمل وجه، القوانين الملاكي تيّسر السرقة واستغلال النفوذ وأعمال الاحتكار والتلاعب في اسعار السلع ومص دم الكادحين حتى آخر شفطة.
إلى أين تريدون أن تأخذوا هذا البلد، وإلى هاوية أعمق سوف تنحدرون؟
كان من الخير لمصر عدم إرسال وفد لمؤتمر الدوحة أفضل ألف مرة من إرسال وفد يضحك علينا العالم ويطالب بمقترحات بعيدة عن المنطق، جميعنا يعرف أن مصر ماتنفعش توقع على الإتفاقية ومتقدرش تلتزم بها، لكن في نفس الوقت لا يوجد ما يسمى بتطبيق الشفافية بالتدريج.
إن هذه المقترحات تفرغ الإتفاقية من مضمونها وتتيح الفرصة لكل لص لكي ينعم بما سرقه، وهنيئًا للصوص مصر بما سرقوه وبفيللات ومنتجعات وشاليهات مارينا والساحل الشمالي وشرم الشيخ. |