بقلم: هاني دانيال
لا أحد في الحزب الوطنى يريد أو يفكر في تعديل الدستور، وحين يعلن جمال مبارك أن أي تفكير في تعديل المادة 77 التي تحدد مدد ولاية الرياسة هو تفكير غير منطقي، وعندما يقول بعضهم أن وثيقة المواطنة غير مطروحة للمناقشة بسبب ضيق الوقت، ويجري تجاهل الحديث عن قانون بناء دور العبادة والضرورة الملحة لإقراره في هذه الظروف التي تتردى فيها العلاقات بين الأقباط والمسلمين في القرى، فلا بد أن يُقال أن الحزب لم يجدد شيئًا ولم يغير شيئًا من مفاهيمه وممارساته!
هذه كلمات الأستاذ الكبير سلامة أحمد سلامة "رئيس تحرير الشروق" في افتتاحية الجريدة يوم الخميس، وهي بلا شك كلمات تعبر عن مدى التغيير الذي قدمه الحزب الوطني والتغيير المنتظر منه، ليكون أبلغ رد على المحاولات التى يقوم بها البعض لكسب ود الحزب الوطني غير مدركين لسياسات الحزب ومحاولاته لبسط يديه على كل الملفات، وأنه ليس من المعقول أن يصمت الحزب طوال هذه السنوات لكى يقدم شيئًا للأقباط بناء على بعض الطلبات التى يتقدم بها مجموعة من المحامين والنشطاء الأقباط!
من يتابع التحولات السياسية الأخيرة سيدرك جيدًا أن الحزب يريد أن يكون هو المقترح والمنفذ والمنقذ، وأنه ولا قياداته يقبلون بدور المحاورين للآخرين من أجل اصلاح البلاد، ولكن الحزب يعمل وفق ما يراه وليس كما يراه الآخرون!
لا أقلل من مبادرات البعض بشأن تقديم مقترحات للحزب الوطني، ولكني أطلب قراءة المشهد السياسي جيدًا وأطلب اختيار الشخصيات التي يتم تقديم إليها هذه المبادرات، ومع كل تقديري للدكتور علي الدين هلال أمين الإعلام بالحزب الوطني إلا أنني لا أري تأثيرًا ملحوظًا للدكتور جهاد عودة، بل أنه في عصر السماوات المفتوحة وفي ظل مئات الصحف يمكن نشر مثل هذه المبادرات في أي جريدة يومية من شأنها أن تصل إلى أبرز قيادات الحزب وليس لأفراد بعينهم، بل أن النشر مع عقد ندوات توعية وورش عمل من شأنها تسليط الأضواء أكثر من مجرد مقابلة لا يعرف أحد ماذا دار بها وما هي النتائج المنتظرة بعد تقديمها!
قيادات الحزب الوطنى الحالية كانت رافضة للتعديلات الدستورية، وكانت تواجهة بشدة أي محاولات لتعديل الدستور، والرئيس مبارك نفسه أكد من قبل أن الدستور خط أحمر لا يمكن المساس به، وسرعان ما تم تعديل المادة 76 من الدستور، ثم تلى ذلك تعديل أكثر من 36 مادة بالدستور، وهناك توقعات بتعديل المادة 77 والمادة 2 خلال الفترة المقبلة، وإن كنا لا نعرف بالتحديد توقيت التعديل ولكن المؤكد هو أن الحزب سيكون هو صاحب المبادرة بناء على العمل والضغط الذى تقوم به القوى السياسية!
أرجو قراءة المشهد السياسي جيدًا وانتقاء اللاعبين من أجل الخروج بنتيجة جيدة، فليس من المقبول أن يظل العمل ساريًا بمنطق يختلف كثيرًا عن تكتيكات العصر، وهو ما يتسبب في تصدير مشاعر اليأس لدى الأقباط، ومن ثم زيادة عزلتهم عن المجتمع!
|
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|