هلال: مبدأ المواطنة عزز المساواة بين كل المصريين وطرح مشكلات المجتمع بدون حساسية. أشار هلال إلى أن المجلس القومي لحقوق الإنسان الذي خرج للنور بمبادرة من الحزب الوطني يقود هذه النقاشات،ويعرض وجهات نظر جميع الأطراف، وهو ما ساهم في خلق حوار مجتمعي حول هذه القضايا حتى ولو لم تحسم بعد إلا أنها أصبحت قريبة، مستشهداً بمثال حصول البهائيين على أوراق ثبوتية حيث تم إعادة الوضع إلى ما كان موجوداً منذ 50 سنة أو أكثر حيث كان يتم ترك خانة الديانة في الأوراق الشخصية إما فارغة أو مكتوب بها بهائي، بينما في الفترة الأخيرة تعمد البعض من الموظفين على تخيير البهائيين ما بين مسيحي أو مسلم حتى ولو كان ذلك مخالف لعقيدتهم ولكن المحكمة الإدارية العليا انتصرت لحرية الاعتقاد. شدد هلال على أن أفكار التعصب الموجودة بالمجتمع سببها ثقافة وافدة من خارج مصر وتعززها قوى معينة تروج لها، ولكن في النهاية ستنتصر القيم المصرية التي اختبرت التسامح وقبول الآخر. أكد هلال أن مبدأ المواطنة مفهومه أشمل من ضبط العلاقات المسيحية الإسلامية حيث أنه يحمي المجتمع من أي ممارسات أو قوانين تمييزية فإذا ظهر في فترة قادمة أي قانون يميز بين المواطنين على أساس الجنس أو الدين وبدأ في تطبيقه على أرض الواقع فهذا من شأنه الطعن عليه بعدم دستوريته أمام المحكمة الدستورية العليا. دعا هلال في ختام كلمته أمام ندوة "مستقبل المواطنة في مصر" والتي نظمتها جمعية محبي مصر السلام إلى تعزيز دور المرأة في المجالس البرلمانية خاصة وأن تمثيل المرأة المصرية أقل بكثير من تمثيل المرأة في أي دولة عربية مجاورة وخاصة في السودان والعراق والإمارات والكويت بل وليبيا وهو وضع مؤسف. من جانبه قال هاني عزيز أمين عام الجمعية أن تعديل المادة الأولى من الدستور مع التعديلات الأخرى كان واحداً من المكاسب الحقيقية التي حققتها الجماعة الوطنية المصرية في سبيل خطواتها لتحقيق المواطنة، حيث طلب الرئيس مبارك تأكيد مبدأ المواطنة بديلاً عن تحالف قوى الشعب العاملة في المادة الأولى من الدستور، وأنه من الضروري أن تتحول المواطنة إلى ممارسة حياتية على أرض الواقع وأن تتحول من النص الدستوري إلى الواقع اليومي. طالبت ابتسام حبيب عضو مجلس الشعب بتفعيل مبدأ المواطنة على أرض الواقع في الممارسة الحياتية اليومية، والتأكيد على أن الجميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الدين أو العقيدة أو الجنس. وقال الأنبا مرقس رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن الله في الكتاب المقدس أمرنا أن نحب الإنسان أياً كان هذا الإنسان وأن نحب البشرية كلها لأن المحبة هي أساس البنيان، فالمحبة أمر إلهي بالمفهوم الشامل بغض النظر عن الدين أو العقيدة أو اللون. والسيد المسيح أحب الكل وتعامل مع الكل بدون تفرقة وأعطى درساً عملياً في محبة الوطن وقال "أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله"، فالإنسان الصالح يقدم الضرائب ويقوم بواجباته. ومن ثم فإنه من الضروري غرس قيمة المواطنة من خلال مؤسسات التعليم والإعلام ودور العبادة. وقامت الجمعية بتكريم بعض الشخصيات على دورها في تعزيز المواطنة ومنها الدكتور علي الدين هلال، الدكتور صفوت النحاس رئيس جهاز التنظيم والإدارة، نيافة الأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة وتوابعها، فضيلة الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق. وفى ختام اللقاء أرسل المشاركين خطاباً إلى الرئيس مبارك يطالبون فيه باعتبار يوم السادس والعشرين من شهر مارس من كل عام عيداً للمواطنة المصرية، يتذكر فيه المصريون لحظة مجيدة في تاريخهم، ويتدبرون سبل الإفادة منها في نشر ثقافة المواطنة على كافة الأصعدة سياسياً، وإعلامياً، وثقافياً، وتعليمياً. وجاء بالرسالة إن المشاركين في الندوة من سياسيين، ورجال دين، ومثقفين، وإعلاميين، وهم يحتفلون بمرور عامين علي التعديلات الدستورية، يعاهدون سيادتكم على القيم التي جاهدت لعقود لإرسائها: قيم الحرية، والأمن، والآمان، والحفاظ على المصالح العليا للوطن، ورفض المتاجرة به، والتنزه عن المكاسب الشخصية في سبيل الحفاظ على مصر، وطن لكل المصريين في ظل قيادتكم الحكيمة، التي لا تفرق بين مصري وآخر، وتسهر على تحقيق كرامة المواطن المصري بصرف النظر عن الاختلاف في اللون أو الدين أو الجنس. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت | عدد التعليقات: ٤ تعليق |