هاجم كاتب إسرائيلي، القيادي الفلسطيني جبريل الرجوب، مذكرا إياه بالامتيازات التي يتمتع بها من السلطات الإسرائيلية كحرية التنقل، متسائلاً، ما الذي حدث للرجوب الذي يعتبر من معسكر السلام؟
وجه كاتب إسرائيلي بارز صفعة للقيادي الفلسطيني اللواء جبريل الرجوب بعد تصريحات كانت بثتها قناة (الميادين) التلفزيونية اللبنانية الموالية لنظام بشّار الأسد وحزب الله، وذلك خلال زيارة له لبيروت التقى خلالها أيضاً السفير الإيراني ردنفر أكبر.
وكان الرجوب سياسي فلسطيني، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح الفلسطينية، ورئيس سابق لجهاز الأمن الوقائي، قال في تصريحاته: "نحن الفلسطينيين أعداء إسرائيل، وليس أي واحد آخر. نحن مصدر قلق اسرائيل، نحن نوجد على هذه البلاد، وهذه البلاد هي لنا. هم اعداؤنا ومعركتنا هي ضدهم. ليس فقط كفلسطينيين، بل كعرب وكمسلمين".
واضاف الرجوب: "ولمن لا يزال لديه سوء فهم، أعلن حتى الان ليس لدينا (سلاح) نووي، ولكن والله، لو كان لنا (سلاح) نووي لاستخدمناه منذ الصباح".
وفي رده على ما قاله الرجوب، تساءل الكاتب الإسرائيلي نداف هعتسني في مقال نشرته صحيفة (معاريف) بتاريخ 16/5/2013: ما الذي حصل في أعقاب الارنب الذي خرج للرجوب من الجيب، هل الغى له أحد ما بطاقة الـ في.اي.بي. هل اعتقله احد ما حين عاد الى رام الله؟ هل طلب احد ما من رئيسه أبو مازن وقف الراتب الذي يحصل عليه ويقيله من كل مناصبه في السلطة؟ هل أي من رجال مبادرة جنيف أعلن بانه يقطع كل علاقة مع جبريل الرجوب وشركائه؟ انتم تعرفون الجواب لا أحد.
وذكّر الكاتب الإسرائيلي، القيادي الفلسطيني الرجوب الذي يراس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بأنه "أحد "المحبوبين" الكبار لقادة "معسكر السلام" الإسرائيلي. وهو موقع كذلك على مبادرة جنيف ويشكل شريكًا قديما للكثيرين من زعماء اوسلو".
وتابع الكاتب هعتسني: "إذن إذن ماذا سيفعلون الان السلطة الأبومازنية؟ أضحكتموني. وماذا سيفعل نتنياهو لمن يواصل تشغيله؟ بالضبط ما يفعلونه ضد كبار رجالات السلطة الذين في كل يوم يفتتحون ميداناً جديدًا في المناطق على اسم هذا المخرب او ذاك".
مواقف فلسطينية
وتابع الكاتب الإسرائيلي: "سيفعلون بالضبط ضد من يوعظ في وسائل الاعلام الرسمية للسلطة ضد اسرائيل واليهود. مواعظ تتهمنا بكل جريمة ممكنة من تسميم الابار وحتى احتساء دم الاطفال الفلسطينيين. سيعملون بالضبط مثلما درجوا على عمله حتى اليوم ضد من يعلم تلاميذ المدارس الفلسطينيين بانه لا توجد على الاطلاق دولة اسرائيل، لا تل أبيب، لا رعنانا ولا كريات أربع لم يفعلوا شيئا، كالمعتاد. وكيف سترد الشخصيات المثيرة للشفقة التي يتشكل منها "معسكر السلام" وماذا سيقول مثلا شمعون بيرس؟ هل سيتراجع احد ما عن نظرياته بشأن الفرص التي نفوتها حيال الشريك الفلسطيني؟".
وقال إن جبريل الرجوب لم يغير فجأة جلدته. فهو، زملاؤه ورؤساؤه يتحدثون هكذا لوسائل الاعلام العربية منذ الأزل. بالضبط مثل ياسر عرفات وأبو مازن، ونحن فقط نواصل خداع أنفسنا ونلعب لعبة "يخيل لي"، نوع من الروليتا الروسية الفتاكة على نحو خاص.
واستطرد هعتسني قائلاً: "فقط قبل عدة اشهر كنت في المحكمة المركزية في القدس، حيث تقرر بان الرجوب مسؤول بشكل شخصي عن اختطاف وتعذيب فلسطيني من سكان القدس اشتبه به بالعمالة مع اسرائيل".
وأشار إلى أن ذلك الرجل الفلسطيني اختطف وعُذب قبل 14 سنة، والرجوب وسلطته يعملان مثلما منذ قيامهما، ونحن فقط نتجلد واعتدنا على تضليل أنفسنا. وبالفعل، الرجوب محق هو وقادة الفلسطينيين في المناطق (بمن فيهم محبوب الغرب الحالي سلام فياض) هم حقا عدونا الاخطر، وكلما تعززوا سيحاولون المس والاضرار بنا اكثر.
وختم الكاتب الإسرائيلي مقاله: "عليه، فإلى أن نوقف وجود السلطة الفلسطينية سنواصل تعريض مصير دولة اسرائيل للخطر واللعب بالروليتا الروسية الوطنية. ومن يدري فقد تفلت لنا رصاصة" !.
من السجن للقيادة
يذكر أن جبريل الرجوب كان قضى 17 عاما في السجون الإسرائيلية لإلقائه قنبلة يدوية على سيارة عسكرية إسرائيلية، وخلال مدة السجن درس اللغة العبرية والإنكليزية وقام بترجمة كتاب "الثورة" لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن إلى اللغة العربية، وكان من القائلين بأن الحل الوحيد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني يكمن في إقامة دولتين منفصلتين.
وبعد إطلاق سراحه من السجن عام 1982 ضمن عملية لتبادل الأسرى تم ترحيله إلى لبنان عام 1988 ثم استقر به المقام في تونس.
وعاد الرجوب إلى الضفة الغربية بعد اتفاقية أوسلو عام 1995 حيث أصبح رئيس قوة الأمن الوقائي للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية في فترة وجود ياسر عرفات في رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية، وكان يرمي إلى تحويل حركة فتح في الضفة الغربية إلى تنظيم أكثر تأييدا للسلطة الفلسطينية.
وبصفته رئيس أكبر وأقوى جهاز امني استخباراتي في الضفة الغربية، يدافع الرجوب عن الأمن الفلسطيني عن طريق السلام مع إسرائيل.
وكانت عضوية الرجوب في المجلس الثوري لحركة فتح علّقت لمدة ثمانية أشهر عام 1997 عندما سرت شائعات بأنه كان يخطط للسيطرة على الضفة الغربية إذا تدهورت الحالة الصحية لعرفات، وكان يعارض أي دور أردني في مستقبل الضفة الغربية.
اتهامات حماس
وكانت حركة (حماس) اتهمت جبريل الرجوب بأنه قام بتسليم المعتقلين في سجن مقر الأمن الوقائي المحاصر في بيتونيا للإسرائيليين في 2002، كما أنها كانت تتهمه أثناء قيادته لجهاز الأمن الوقائي بتعذيب المقاومين الفلسطينيين وتسليمهم للإسرائيليين، وتقول انه هو المسؤول عن الفتنة بين حماس وفتح
ويشار ختاماً إلى أن الرجوب كان هُزم في الانتخابات التشريعية في 2006 ثم استقال من منصبه كمستشار امني للرئيس محمود عباس قبل أن يعود ليبرز على رأس اللجنة الأولمبية واتحاد كرة القدم. وكان يعتبر من القلائل المقربين من عرفات القادرين على صد حماس، وعاد نجمه للبزوغ مرة أخرى بعد فوزه في انتخابات قيادة حركة فتح 2009. |