بقلم: بولس رمزي
أصابتني خيبة أمل مروّعة عندما قرأت موضوعين في منتهى الخطورة تم نشرهما على موقع "الأقباط متحدون" بتاريخ 23-3-2009 وهما علي سبيل التحديد:
الموضوع الأول: مقال كبير الأقباط السيد المهندس عدلي أبادير.
الموضوع الثاني: جماعة قبطية تهدد بقتل من يقف ضد ترشيحاتها للكرسي البابوي.
ومن خلال هذا المقال علينا إلقاء الضوء على كلا الموضوعين حيث أن الموضوعين لهما دلالات في منتهى الخطورة وعلينا أن نعبر عن استيائنا الشديد من خلال هذه المناقشة:
الموضوع الأول: مقال كبير الأقباط السيد المهندس عدلي أبادير.
قبل مناقشة هذا الموضوع لابد وأن أوجه التحية للأب الحبيب عدلي أبادير ونشكر الله على إتمام شفاؤه مع صادق التمنيات بدوام الصحة والعافية.
عندما قرأت مقال السيد المهندس عدلي أبادير شعرت بالكثير من الحسرة على الحال الذي آلت المنظمات القبطية إليه وهنا اقتطع من مقال سيادته التي تعتبر بمثابة وصية الأب لأبنائه:
فقد قال سيادته: (وأني أريد أن أسامح كل الذين يسيئون لي، وأصلي لهم أن يترفعوا عن التصرفات الصغيرة التي تأذينا ولا تنفعنا، لكن لا أستطيع أن أسامح أبناء كتبوا بطريقة أحزنتني عن "الأقباط متحدون" في صفحات إلكترونية أخرى، ولو كان هؤلاء الأبناء والأصدقاء يريدون الخير فعلاً للأقباط فعليهم الابتعاد عن المهاترات).
وفي موضع آخر قال سيادته: (أنا كنت حريص أن أطلق على الموقع والمنظمة اسم (الأقباط متحدون) لكي نكون متحدين فعلاً وليس شعارات وكلام فاضي نعطي به فرصة سانحة لهؤلاء الذين يكرهون مصر ويكرهون الأقباط ويكرهون كل مَن يخالف تعليمهم الإرهابية والغير دينية).
ونجد من خلال هذين الموضعين أن الرجل يضع يده وبكل دقه على المرض المزمن الذي يعاني منه الأقباط وسيظلون يعانون وعلينا هنا أن نقوم بالدراسة والتحليل لما تقدم:
أولاً: نحن الأقباط نرفض رفضاً مطلقاً هذا النوع من الأقلام الهدامة التي تهدف إلى تفتيت المنظمات القبطية من خلال هذا التناحر المخزي فيما بين المنظمات القبطية فأن هذا الأمر لا يمكن أن يكون بأي شكل من الأشكال في صالح عموم الأقباط داخلياً وخارجياً ولا يخدم قضيتهم العادلة.
ثانياً: لقد أوضحنا سالفاً في مقالات سابقة على هذا الموقع الكريم وكان أخرها مقالاً باسم (المتاهة القبطية) وشرحنا فيه من المستفيد من هذه الشروخ التي تحدث فيما بين المنظمات القبطية ومن هم صانعي هذه الشروخ والمسئولين عن تعميقها لكن للأسف الأقباط لا يتعلمون من الدروس والتجارب التاريخية.
ثالثاً: جميع المنظمات القبطية لها هدفاً واحداً وهو تحقيق مجتمع العدل والمساواة داخل المجتمع المصري وقد التف أقباط الداخل حول هذه المنظمات أملاً في أن تنجح في أن تحقق لهم هذا الحلم الضائع ولا يستهويهم أن يروا في هذه المنظمات التي أعطوها ثقتهم في قدرتها على التوحد حول هذا الهدف أن تهوى في سجال عقيم يؤدي إلى الانقسام والتناحر الهدام الذي سوف تكون له نتائج في منتهى الخطورة تكمن في انصراف أقباط الداخل عن تلك المنظمات القبطية التي فشلت في أن تحقق لهم أقل القليل من طموحاتهم وآمالهم وتفرغت للمهاترات فيما بينها.
رابعاً: وهنا لي مجموعة من الأسئلة لمن يحاولون إدخال المنظمات القبطية في هذه المهاترات الهدامة وأتمنى عليهم الإجابة على أسئلتي هذه:
السؤال الأول: ماذا سيعود على القضية القبطية عندما نقوم بتوجيه الانتقادات اللاذعة لمنظمة الأقباط متحدون؟
السؤال الثاني: مَن المستفيد من هذه الخلافات التي قد تنشأ فيما بين المنظمات القبطية وتناحرها وتشرذمها؟
السؤال الثالث: هل هناك مصالح شخصية من وراء هذه الانشقاقات الموسمية للأقباط؟ ومَن المستفيد من هذه المصالح الشخصية؟
كفاية كدة أسئلة لأن الهم ثقيل جداً ومقزز جداً وعلينا أن نفيق إلى أنفسنا ونضع القضية القبطية قبل مصالحنا الشخصية لأننا أصبحنا جميعاً مضحكة أمام الدنيا كلها.
خامساً:علينا أن يكون شعار جميع المنظمات القبطية اليوم قبل غداً هو: ( الأقبــــاط متحــــــــدون)
الموضوع الثاني: جماعة قبطية تهدد بقتل مَن يقف ضد ترشيحاتها للكرسي البابوي.
أنها كارثة بجميع المقاييس عندما نسمع أن هناك جماعة قبطية تمارس الضغوط على الكنيسة الأرثوذكسية بالتهديد.
(قالت الجماعة في بيانها الأخير الصادر أمس الأول، إنها ستعلن أسماء هؤلاء الرهبان قريباً، وأضاف البيان: «ستكون العاقبة موت كل من تسول له نفسه أي ممارسة غير شريفة لمنعهم من الترشيح».
هذا ما جاء على لسان هذه الجماعة من خلال بيانها التي أرسلته إلى العديد من الجهات الكنسية والصحفية وهذا الأمر في منتهى الخطورة ولا ننسى إن الجماعات الإرهابية بدأت نشاطها الإرهابي باغتيال رجال الدين ولا ننسى جماعة التكفير والهجرة عندما قتلت الشيخ الذهبي وكبرت وانتشرت وتنوعت هذه الجماعات الإرهابية لتهدد ليس المجتمع المصري بأثره بل المنطقة والعالم بأثره!! فهل نحن أمام جماعة قبطية إرهابية شبيهة بجماعة التكفير والهجرة؟؟ أم أنها ستكون على غرار منظمة القاعدة؟؟
هذا الأمر مرفوضاً تماماً وغير مقبولاً ولابد وأن يُجابَه بكل قوة وحزم ولابد للدولة بأن تقف في مواجهة هؤلاء الإرهابيين بكل أشكال الردع.
بولس رمزي
مؤسس حزب مصر الليبرالي |