بقلم: لطيف شاكر
قرأت بامعان خلال فترة اجازتي مقال الدكتور يوسف زيدان السابع وكنت اود الرد في حينه لكن تعذر تماما الكتابة ولم يسمح لي باستخدام الكمبيوتر او القلم الا لفترة وجيزة حتي نخلد للراحة بعيدا عن مشغوليات الحياة الصاخبة وذلك طبقا للتعليمات المتبعة في المكان الجميل الذي استمتعت بكل ما وهب به الله للطبيعة الخلابة من جمال الالوان التناسقة والروائح الذكية للورود وشقشقة العصافير , وخرير المياة , ونقيق الضفادع .. ولكن فور قراءتي للمقال الذي لم استطع استيعابه لاول مرة لانه عبارة عن متفرقات لايجمعها هدف واحدةاو حبكة واضحة. فكان كعادة
الدكتور يوسف ان ينقلك بسرعة خاطفة من موضوع لاخر دون ان تشعر بنهايته الا بقراءة موضوع جديد يطل من الفقرة التالية .
وقبل ان نلج دهاليز موضوعاته .. اود ان اتقدم اليه بالشكر لانه لم يعترض علي كتاباتي او ردودي السابقة وهذا معناه موافقته الضمنيه بما جاء بمقالاتي( الخمسة كما وضح سيادته) , لان السكوت علامة الرضي والموافقة , وانه باثارة موضوع بعينه يفيد ان باقي الموضوعات لااعتراض عليها .
لكن لي عتاب عليك يادكتور زيدان ..كيف وسيادتكم فارس المخطوطات تستشهد بكتاب لكاتب مغمور ومطبوع حديثا عام1964م هل هذا يعتبر مرجع في الفكر المخطوطي ؟؟ اما الكتاب الثاني عن تراجم مجمع اكسفورد للكنيسة المسيحية فهو ايضا مطبوع سنة 1957م, في حين ان سيادتكم تغاضيت عن المراجع التي ذكرتها و الاب ديسقورس وهم اقدم واقيم جدا لكنني اعتبرها الان فرصة للقارئ لاضيف ايضا اقدم المراجع في هذا الشأن قاطبة, وهو مرجع ساويرس بن المقفع (ساوري) المطبوع عام 987م اي القرن العاشر وهو اول كتاب يطبع باللغة العربية لمؤرخ غير عربي وقد حقق هذا المخطوط المكون من ستة اجزاء حوالي 6000 صفحة الاستاذ الفاضل عبد العزيز جمال الدين ,وارجو ان تراجع صفحة462 من الجزء الاول تحت عنوان تيماتاوس الثاني البطرك 458-480 م ويقول بالنص " وبعد ان تنيح الاب المجاهد ديسقوررس البطرك اقام السيد المسيح بطركا يسمي تيماثاوس علي كرسي مدينة الاسكندرية وصبر علي الشدائد وجهاد المخالفين ونفي هو واخوه اناتوليوس الي جزيرة جاجرا ايضا الي كمال سبع سنين وعاد بنعمة الله بأمر الملك الي اسكندرية , وكان تكريزه في ايام لاون الملك . واقام بطركا اثنين وعشرين سنة وتنيح في اليوم السابع من مسري.
وفي كتاب الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة للعلامة الاسقف ايسيذورس رئيس دير البراموس 1897م الاتي:لمانفي الامبراطور ماركيان البابا الشرعي انبا ديسقورس امر الامبراطور الاساقفة المنحازين له برسامة من يحل محله علي كرسي مارمرقس. فرسموا قسا يدعي بروتوريوس وكان ممقوتا من الشعب القبطي لكبريائه ولمساعدته النساطرة علي طرد ديسقورس ليجلس علي الكرسي المرقسي بدلا منه وكان الامبراطور يعلم ذلك فزوده بحرس وبقوة واومر مشددة .وكان يوم وصوله للاسكندرية هو نفس اليوم التي وصل فيها القديس مكاريوس اسقف ادكو الي الميناء فوبخه القديس لانه شغل
مركز ابيه الروحي فلم يطق بروتوريوس توبيخه له ورفسه في بطنه والقاه ارضا وفارقت روح القديس مكاريوس لانه كان شيخا وهزيلا من كثرة الاصوام .
ويسجل موسهيم المؤرخ انه قد انعقد سنة 451م مجمع محلي في الاسكندرية من الاساقفة الارثوذكس وكهنة الاسكندرية واعلنوا رفضهم الاشتراك في الصلاة مع هذا الاسقف المغتصب , ثم قاموا بعقد مجمع اكبر قرروا فيه عزله وحرمه لعدم استقامة ايمانه وقبول اراء مجمع خلقيدونية وشغله مركز بطريرك لازال حيا ولسطوه علي الكنائس القبطية ونهبها واستخدام قوة الجند في دفع الاقباط للصلاة معه .وقد سرقه اللصوص ونهبوا ثرواته وقتلوه .
وبعدما عاني الانبا ديسقورس في النفي انتقل الي السماء بعد نحو خمس سنوات من التعب هناك ولم تتم رسامة خلفه الابعد موت الامبراطور مركيان الذي كان يساند بروتوريوس . وقد اختير قسا من دير القلمون ودعي باسم تيموثاوس ووصفه المؤرخ القبطي الاسقف يوحنا النيقوسي بانه كان تقيا جدا بينما ذمه خصومه كالعادة .
ويمكن مراجعة الكتب والمراجع التالية للتثبت من صحة كلامي:
تاريخ الهرطقات المطبوع بالعربية في دير سيدة طاميش في مقاطعة كسروان سنة 1864م لسانت الفنسو دي ليجور ص267
تاريخ مارميخائيل الكبير ص250,251م نقلا عن تاريخ الكنيسة السريانية الانطاكية ج2ص230
موسوعة من تراث القبط المحلد الاول للدكتور سمير فوزي جرجس.
تاريخ الكنيسة القبطية للقس منسي يوحنا المطبوع عام 1925م
قصة الكنيسة القبطية الكتاب الثاني للدكتورة ايريس المصري.
بالاضافة الي مراجع كثيرة كتبت في تواريخ سابقة عما ذكرته من كتب بمئات السنوات ولايسع المقال لذكرها .. وهنا اسأل ايهما تفضل الاستشهاد والتوثق به يادكتور المخطوطات الكتب الحديثة ام القديمة بل الضاربة في القدم والتي تدرج ضمن المخطوطات القديمة .. الا اذا كنت تبحث عن اخطاء للكنيسة ستجدها بسهولة علي الارصفة ومنتشرة في المكتبات الصفراء.. سامحك الله
اما الموضوع الذي شد انتباهي هو موضوع النصرانية ولو انني سبق الرد عليه في احدي مقالاتي السابقة الا ان سيادته كان صائبا في كلامه عن النصرانية , يقول الدكتور ان النصرانية هي تسمية غير دقيقة للمسيحيين واسمح لي ايضاان اضيف انها بدعة من البدع التي ظهرت في القرن الاول تحت مسمي الابيونية وتواجدت في العراق والشام والجزيرة العربية وكان القس ورقة بن نوفل اسقفا نصرانيا وكان وزملائه قد تنكروا لالوهية المسيح وبنوته لله انكارا مباشرا ويرفضون قيامته وصلبه رفضا قاطعا تبعا لشيعة النصرانية التي اعتنقها معظم قبيلة قريش واعتنقوها واقاموا
فرائضها وموجباتها, وكانوا يحرصون علي الوضوء خمس مرات مع الصلاة والاغتسال بعد الجنابةوصوم شهر في السنة .....الخ
وكان في اول عهدهم استبدلوا السبت بيوم الاحد وفرضوا علي من يعتنقها ضرورة التهود والاعتراف بناموس موسي والانبياء قبل الانضمام الي شيعتهم النصرانية.ولا اريد ان ادخل عش الدبابيراو اقترب من الخطوط الحمراء في هذا الموضوع الذي لااريد ان اكتب فيه باستفاضة تجنبا للاثارة والخصومات خاصة وان لي بحث مطول في شأن الاحناف والنصرانية وارتباطهما بالاديان الاخري موثقا بما جاء بالقرآن والاحاديث وامهات كتب التاريخ العربي.
وسااكتفي فقط هنا ببعض الاقوال التي ذكرت في السيرة الحلبية لتثري موضوعنا
يقول النبي لقد رأيت القس (ورقة بن نوفل) في الجنة وعليه السندس وفي رواية ايضا قد رأيته فرأيت عليه ثيابا بيضا واحسبه لو كان من اهل النار لم تكن عليه ثياب بيض وفي رواية آخري لاتسبوا ورقة فاني رايت له جنة او جنتين لانه آمن بي وصدقني انظر قول ابن العباس في السيرة الحلبية 1/273 وابن الجوزي في الامتاع نقلا عن السيرة الحلبية 1/274 وابن عباس في روايته انه مات نصرانيا .... اترك التعليق للكاتب وللقراء!!!
وتختلف كلمة النصرانية عن الناصريين او الناصري فالناصري هوية لان السيد المسيح كان من ناصرة الجليل وكانت نبوة في العهد القديم لميلاده في الناصرة (لكي يتم ماقيل بالانبياء انه سيدعي ناصريا مت 22:2) مثل مانطلق علي لطيف المصري ويوسف العربي وهكذا ....بعكس النصرانية فهي مذهب هرطوقي لاتنطبق علي المسيحيين شرقا وغربا .. فهي بدعة ظهرت في الجزيرة العربية وحاربتها المسيحية بشدة وهرطقتها وحرمتها, وبحلول القرن الثامن كانت النصرانية المسيحية قد تلاشت تماما بعد ان تصدت لها المسيحية .
اما ماورد علي اللغة القبطية التي نتكلمها الان في بيوتنا واعمالنا وحديثنا بدون ان ندري فانا اوافقه ايضا ان اللغة القبطية هي اللغة المصرية القديمة مكتوبة بحروف يونانية بالاضافة الي سبعة حروف ديموطيقية لكن نطق الكلمة لايحمل نفس المعني في اللغة اليونانية كالذي يكتب الكلمة الانجليزية بحروف عربية, لكن المعني مختلف تماما مثل man مانتحمل معني رجل بالانجليزي ولكن لاتحمل نفس المعني باللغة العربية وبالرغم من ان لي بحثا ايضا مطولا للغة القبطية.. فانا اشفق علي الدكتور بسماع كلمة القبطية لانها تسبب له حساسية مرهفة جدا..... وقد اعجبت جدا
لمقال للكاتب الكبير الاستاذ احمد عبد المعطي حجازي في جريدةاليوم السابع المنشور بتاريخ 17/10/2008 بعنوان القبطية لغتنا والعربية ايضا
ويسمح لنا الكاتب العظيم واستاذنا الفاضل حجازي ان نقتطف بعض كلماته الذهبية من بستان مقاله الرائع:
-اعتبار القبطية لغة المسيحيين تعصبا والأشد منه إعتبار العربية لغة خاصة بالمسلمين
-العقيدة القبطية تأثرت بالعقيدة الفرعونية.. والإسلامية تأثرت بهما معًا
-المنطقة العربية موبوءة بالطغيان والمتاجرة بالدين والتستر وراءه لقهر العباد
حين ينكرون أن اللغة القبطية كانت لغة المصريين القومية فى العصور التى سبقت انتشار لغة الفاتحين العرب لا يثبتون إلا جهلهم واستعدادهم لإنكار الحقائق الثابتة إذا تعارضت مع أهدافهم وخططهم، ولا شك فى أن اللغة القبطية كانت لغة المصريين قبل أن تحل محلهااللغةالعربية, .
من المؤسف أننا لانزال نجد اليوم مصريين يتعصبون للدين ويتطرفون إلى الحد الذى يتنكرون فيه للوطن ولتاريخه السابق على ظهور الديانة التى يتعصبون لها، وهم رغم هذا عالة على هذا التاريخ الذى يتنكرون له،
ونحن نعلم أن الدراسات القبطية أصبحت تشغل الكثيرين من المهتمين بمصر وتاريخها منذ شرع شامبليون فى فك أسرار الحضارة المصرية القديمة؛ لأن العصر المسيحى فى مصر هو حلقة الوصل بين تاريخها القديم وتاريخها الحديث.
اللغة القبطية ليست إلا الطور الأخير من أطوار اللغة المصرية القديمة، ونحن الآن نفهم كلمة «قبطية» بمعنى مسيحية، وهذا ليس معناها الأصلى، وإنما هى مشتقة من عبارة مصرية قديمة مؤلفة من كلمات ثلاث تدل على مصر هى «حت - كا - بتاح» ومعناها بيت روح بتاح، أى مركز عبادة بتاح إله الفنانين، وهو مدينة منف العاصمة القديمة التى كانت مصر كلها تسمى باسمها، كما نقول مصر ونقصد البلد ونقصد القاهرة أيضا. وقد تحولت هذه العبارة المصرية فى الاستعمال اليونانى إلى كلمة واحدة هى «إيجبتوس» التى تحولت فى النطق العربى إلى «قبط»، والقبط إذن هم المصريون جميعا،
لكن ارتباط الكلمة بمصر المسيحية حصر دلالتها فى الأقباط الذين ظلوا على دينهم الأول، وباعد بينها وبين الأقباط الذين اعتنقوا الإسلام.
وكما أن اللغة القبطية هى اللغة المصرية فى طورها الأخير فالفنون القبطية طور جديد من أطوار الفنون المصرية القديمة مع بعض التأثيراتاليونانية.
اللغة العربية الدارجة التى يتكلمها المصريون مزيج من عناصر عربية ومصرية، وعمارة المسجد متأثرة بعمارة الكنيسة، والخزف الفاطمى امتداد للخزف القبطى، والتصوف الإسلامى متأثر بالتصوف المسيحى المصرى، وفى هذا يقول العلامة نيكولسون «إن ذا النون المصرى هو أحق رجال التصوف على الإطلاق بأن يطلق عليه اسم واضع أسس التصوف» وكان ذو النون الذى عاش فى النصف الأول من القرن الثالث الهجرى - التاسع الميلادى - يعرف اللغة القبطية فهى لغته القومية، وكان قادرا على قراءة النصوص الهيروغليفية كما جاء فى «أخبار العلماء بأخبار الحكماء» لابن القفطى الذى
يقول «ذو النون بن إبراهيم الأخميمى المصرى من طبقة جابر بن حيان فى انتحال صناعة الكيمياء، ولا شك فى أن اللغة القبطية كانت لغة المصريين قبل أن تحل محلها اللغة العربية
هذه الحقيقة لا ينكرها إلا جاهل أو مزور، وكما أننا لا نتنكر للغتنا الأصلية التى كانت ركنا أساسيًا من أركان حضارتنا القديمة لا نخجل ولا نتبرأ من لغة الغزاة الفاتحين التى أصبحت لغتنا حين نطقنا بها، وفكرنا، وكتبنا، وأبدعنا، وأضفنا للأدب العربى ما لم يكن فيه.
لا نتنكر للغتنا القبطية كما لا يتنكر الأوروبيون للغات التى كانوا يتكلمونها قبل أن تنتشر فى بلادهم لغة الرومان الفاتحين التى صارت على ألسنة الفرنسيين لغة فرنسية، وعلى ألسنة الإسبان لغة إسبانية، وكما لا يتنكر الأفارقة واليهود الأمريكيون للغاتهم الأصلية التى كانوا ينطقون بها قبل أن تنتشر فى بلادهم الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والبرتغالية.
أما اتهام اللغات القبطية بأنها خليط من لغات مختلفة فكلام فارغ لا يستند لعلم أو منطق، لأن اللغة نظام لا يمكن خلطه بنظام آخر، يمكن أن تستعين اللغة بمفردات لغة أخرى تخضعها لطريقتها فى النطق، أما الأبنية الأساسية التى تقوم عليها اللغة فلا يمكن نقلها للغة أخرى، لا يمكن مثلاً أن تنشئ فى الفرنسية أو فى الإنجليزية جملة اسمية خالية من الفعل كما تفعل فى العربية التى يمكن أن تتألف فيها الجملة الاسمية من اسمين؛ مبتدأ أو خبر.
واللغة القبطية لم تكن لغة جديدة ولم تنشأ من فراغ، وإنما هى طور جديد من أطوار لغة عريقة تشكلت على مهل، وقامت عليها ثقافة باذخة، وظلت حية آلاف السنين، وتقول عالمة المصريات الإنجليزية بربارا واترسون في كتابها أقباط مصر إن اللغة القبطية التى كانت لهجة شعبية فى القرون السابقة على الميلاد «تحولت إلى لغة أدبية لها قواعد فى النحو والإملاء خاصة بها».
وهناك من يظن أن اللغة القبطية اختفت من الوجود فى أعقاب فتح العرب لمصر، والحقيقة ليست كذلك، فقد كان العرب الفاتحون يعدون بالآلاف، وكان المصريون يعدون بالملايين وقد ظل معظمهم يتكلم لغة آبائه وأجداده قرونًا عديدة بعد الفتح، وظلت القبطية لغة حية إلى أواخر القرن السادس عشر، فعندما دخل العثمانيون مصر كانت بعض القرى فى الصعيد لاتزال تتكلم القبطية.
واللغة القبطية لم تختف تمامًا بعد ذلك، وإنما تقمصت لغة الفاتحين العرب وحلت فيها فظهرت من اللغتين لغة ثالثة هى العامية المصرية التى تعتبر عربية من ناحية المفردات ومصرية من ناحية التراكيب التى يعود جانب كبير منها لأصول قبطية.
عندما تقول «انت مين؟» بدلاً من «من أنت؟» وعندما تقول «ما اقدرش» بدلاً من «لا أقدر» تسمى الأشياء كما سماها العرب، وتفكر فيها كما فكر المصريون.
واللغة ليست مجرد معجم نستعمله كما يستعمله غيرنا، وإنما هى إلى جانب ذلك تراكيب تعبر عن عقلية المتكلم وتعكس تصوره للعالم وإدراكه لما بين الأشياء والأفكار من علاقات. فإذا كانت العربية الفصحى لم تنشأ فى مصر وإنما دخلتها بعد أن استكملت قواعدها وأصبحت نظامًا يفرض نفسه على من يتكلمها، فقواعد اللغة ليست قيودًا حديدية وإلا تسببت فى موت اللغة، وإنما هى حددود مفتوحة وقوانين مرنة تساعد اللغة على أن تتجدد وتلبى حاجات الذين يتكلمونها وتتطور معهم.
ونحن نعرف أن العرب يؤثرون الجملة الفعلية على الجملة الاسمية على عكس الأوروبيين الذين لا يعرفون إلا الجملة الاسمية، ويبدو لى أن المصريين أقرب إلى الأوروبيين فى هذه المسألة، فالجملة الاسمية هى الأساس فى العامية المصرية، وهى تتردد بكثرة فى أعمال الكتاب المصريين وخاصة المعاصرين.
ما معنى اللغة القبطية وتاريخها وتطورها؟
سؤال بحثت عنه فوجدت أنها آخر مراحل تطور اللغات المصرية, وبالتحديد هى آخر دور للهجة المصرية العامية فى اللغة المصرية القديمة التى تكلم بها سكان وادى النيل منذ آلاف السنين، وقد تحولت هذه اللهجة إلى لغة دينية وعامية مستعملة فى أوائل القرن الثالث الميلادى وظلت كذلك حتى حلول القرن السابع عشر واقتصرت على الكنائس فى ظل انتشار اللغة العربية التى أصبحت لغةالبلادالرسمية. القبطية إذن مجرد (لهجة) دارجة قائمة بذاتها وتطورت تطورًا طبيعيا جرى عليها كما جرى على كل اللهجات المنبثقة من كل لغة من لغات العالم، فمثلاً الفرنسية كانت لهجة
لاتينية ثم تطورت لتصبح لغة فرنسا، وكانت اللاتينية أيضًا لهجة تطورت من اللغات الهندية, والهندية تنتمى إلى مجموعة اللغات الآرية، وإن كانت اللهجات السبع الأولى للغة المصرية القديمة قد كُتبت بالحروف المصرية الهيروغليفية واللهجة التاسعة بالهيروغليفية مع تغيير فى أصوات العلامات، واللهجة العاشرة بالديموطيقية فإن اللهجة القبطية خالفتهُ وكُتِبت بحروف اللغة اليونانية الإثنين والعشرين مع استعارة 7 أحرف فقط من الخط المصرى الديموطيقى.
إذن فالدور الأخير من اللغة المصرية وهى ما نسميها اللغة القبطية قد كُتبت بحروف يونانية صِرْفة لا علاقة لها بالحروف المصرية واستعارت من المصرية سبعة أحرف ديموطيقية لم توجد فى اليونانية، (انتهي)
ونشكر الأستاذ الجليل احمد عبد المعطى حجازى على أمانته التاريخية وشفافيته الصادقة،التى نفتقر لمثلها حاليا،وأعتبر أن كلماته شهادة قوية و ردا مقنعاعلى كل المتطاولين على اللغة القبطية وتراثها.
اخيرا وبعد ان انتهينا من قراءة السبع مقالات العجاف ....نأمل ان يكون وقت المقالات السبع السمان قد حان موعدها .. يحمل لنا لبن الحب الجميل بعد فطام بسبب تعند المتأسلمين وكراهيتهم ,وشبعا بالود بعد جوع وفتور بسبب عداء تعاليم الائمة والكتاب الوهابين .
لن يجمع شملنا يااخي يوسف الصديق سوي مصيبة تدهمنا ...ونقص المياه العذبة التي ننتظرها هي قمة المصائب وغرق الدلتا هو موت محقق للجميع.. وانها لفرصة مواتية للدولة ان تعلن هذه الاخبار المشئومة لتدعم وشائج المحبة التي اعتبرها بمثابة اكبر قوة من حجم الفجاعات المنتظرة خاصة ان الطبيعة في ثورتها لاتعرف دينا او ملة او مذهبا او لونا اوجنسا تأتي علي الاخضر واليابس الكبير والصغير الغني والفقير وحتي تلتئم الجراحات الملتهبة التي سببها الكارهين لوطننا ونعيد زمن الحب الحلو الذي افتقدناه لان .. ولا نستهين ابدا بدور وسائل الاعلام والكتاب
النابهين في تنوير وتتثقيف الناس لتوحيد الجهود ونبذ الخلافات والابتعاد عما يثير الشعب وتقويض اواصله بموضوعات لاتشبع من جوع ولا جدوي من عدم صدقها, واظن ان مقالاتك السبع اذا تلامست مع هذه الاوجاع القادمة تكون اجدي واجدر بل واسمن ايضا.
وبمناسبة تهديد الطبيعة لنا بغرق الدلتا اود ان اذكرالجميع بحكمة قالها احد كهنة الاهرام : ان البشر الذين يولون ظهورهم للخالق, وينظرون الي بني جنسه بكراهية كما فعل امير اطلانطا ,الذي بني الهرم في عهده سيحق عليهم الخراب تحت ثقل آثامهم ,بالضبط كما حق الخراب علي أهل أطلانطا...!! (كتاب الاهرام للسيد راجي عنايات )
واقبلوا محبتي الخالصة |